أكد الدكتور مصطفى الفقي؛ مدير مكتبة الإسكندرية، أن العلاقة بين مصر والعراق تتسم بالترابط الوثيق، منذ تلاقي حضارتي نهر النيل وما بين النهرين، اللتين كانتا أساس تطور حضارة العرب. جاء ذلك في الاحتفال الذي عقد بالأمس في النادي الدبلوماسي بالقاهرة للإعلان عن إطلاق مشروعات ثقافية مشتركة بين مكتبة الإسكندرية ودولة العراق، بحضور السفير الدكتور محمد البدري؛ مساعد وزير الخارجية للشئون العربية، والسفير الدكتور حبيب الصدر؛ سفير دولة العراق.
وأشار بيان صادر من مكتبة الاسكندرية اليوم أن " الفقي" قد اكد على أن العراق مصدر العلوم والثقافات في المنطقة، ولذلك كان السطو على تراثه الحضاري وهدم بناؤه الثقافي أخطر ما واجههه، إلا أن الدولة ظلت صامدة رغم كافة الضغوط، وتمكنت مؤخراً من دحض الإرهاب.
وشدد الدكتور مصطفى الفقي على أهمية مساندة المؤسسات الثقافية بعضها البعض، خاصة في وقت الأزمات، ولهذا جاء التواصل بين مكتبة الإسكندرية ومكتبة آشور بانيبال، معلنًا عن بدء المرحلة التالية من الحملة الدورية التي تقودها مكتبة الاسكندرية لإعادة إحياء مكتبة آشور بنيبال التاريخية.
من جانبه، أكد السفير الدكتور محمد البدري؛ مساعد وزير الخارجية للشئون العربية، على أهمية هذا اللقاء الذي يبرز ثمرة التعاون الثقافي بين مصر والعراق، معربًا عن سعادته لما لمسه من نمو وتقدم خلال زيارته الأخيرة لبغداد.
وأضاف أن مصر تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي قدمت عدة مساهمات لمساعدة الشعب العراقي وإعادة الإعمار، على رأسها عدد كبير من المنح التعليمية على المستوى الجامعي، وكذلك منح من أجل العلاج.
وأكد أن مكتبة الإسكندرية تستكمل تلك الجهود لإدراكها مدى أهمية الفكر والعلم في مكافحة الإرهاب، فالإرهاب لا يتم مواجهته بالقوة فقط ولكن بالفكر والعلم أيضًا. وأضاف أن مكتبة الإسكندرية تقدم للعراق أداة لمكافحة الإرهاب من خلال دعم مكتبة آشور بانيبال، لإعادة بناء الفكر في هذه المنطقة التي دمرها الخراب من خلال جسر العلم.
وفي كلمته، أكد السفير الدكتور حبيب الصدر؛ سفير دولة العراق، أن مصر والعراق يتربعان على عرش الحضارات وزعامة الأمة وريادة الآداب والفنون، وأكد أن الأعداء أرادوا أن يوقفوا نبضًا للأمة العربية من خلال قتل العراق ومصر، ولكن إرادة الله فوق الجميع، وستظل الدولتان منارة للعلوم والفنون والآداب.
وقال إن مكتبة آشور بانيبال نالت نصيبها من الدمار والخراب من خلال جريمة همجية ممنهجة، ولكن سرعان ما تناخي لنجدتها ليوث العراق بشهامتهم المعروفة، وحموا العراق بقلوبهم، وانطلقت العزائم من الأشقاء والأصدقاء لإعادة إعمار العراق واستعادة موروثها الآشوري والإسلامي. وأكد أن مكتبة الإسكندرية كانت في الطليعة مشمره عن سواعدها لأداء مسؤوليتها الثقافية تجاه نظيرتها مكتبة آشور بانيبال، اتساقًا مع النهج الحكومي المصري الداعم للعراق الذي اختصه الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك انطلاقًا من كون مكتبة الإسكندرية منصة شامخة ناشطة للحوار والتفاعل بين الحضارات ووعاءً كبيراً للمنتج الفكري العالمي، ثم انطلاقًا من اهتمام القائمين عليها وعلى رأسهم الدكتور مصطفى الفقي بحل تلك المشكلة التي حلت على مكتبة آشور بانيبال، علاوة على إدراكهم بأن الموروث الآشوري ليس موروثًا عراقيًا وحسب بل هو ملك عابر للأوطان والثقافات والأديان.
وأشار السفير الدكتور حبيب الصدر إلى أنه بتاريخ 9 مايو 2017م قامت مكتبة الإسكندرية بتقديم مجموعة إهداءات لمكتبة آشور بانيبال كمرحلة أولى من أجل استقطاب إهداءات دولية مماثلة للمكتبة لتستأنف مشوارها الثقافي، بالإضافة إلى أنه اليوم تعاود السفارة العراقية الاحتفال لتستلم المجموعة الثانية من إهداءات مكتبة الإسكندرية بالإضافة إلى معجم الكلمات السومرية باللغتين الأكادية. وأضاف أن مكتبة الإسكندرية تستعد لرقمنة مجلة المجمع العلمي العراقي التي كان يصدرها المجمع في عهد رئيسها الراحل الدكتور أحمد مطلوب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة