وائل السمرى

التاريخ خارج نظرية الأب وزوج الأم

الأحد، 30 سبتمبر 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنت لا تقرأ التاريخ، إن كنت تريد أن تتخذ هذا الجانب أو ذاك، أنت لا تقرأ التاريخ، إن كنت تبحث عن سلبيات حاكم أو إيجابيات آخر، أنت لا تقرأ التاريخ، إن كنت تريد أن تثبت أن فلانا «صح» وأن الآخر «خطأ» أنت لا تقرأ التاريخ، إن كنت ترفع لواء حاكم أو عصر أو نظرية سياسية أو حقبة زمنية وتعليها على ما دونها، أنت لا تقرأ التاريخ، إن كنت تريد أن تحتفظ بـ«ثوابتك» كاملة دون زحزحة أو حتى مراجعة، أنت لا تقرأ التاريخ، إن كنت تعتقد أن هذا الرجل خير خالص، وهذا الرجل شر خالص، أنت لا تقرأ التاريخ، إن كنت تعتقد أن هذا الحاكم بمثابة أبيك بينما الآخر يقبع فى منزلة «زوج أمك».
بالأمس نشرت مقالا بعنوان «ما لا أغفره لجمال عبدالناصر، وذلك بمناسبة احتفال البعض بذكرى وفاة الرجل الذى يشبه الأسطورة، وفى الحقيقة أنا لا أحمل ضغينة لجمال عبدالناصر أو غيره، ما أحمله فحسب هو حبى لهذا الوطن الذى مر بالعديد من التجارب القاسية والمؤلمة والمفرحة والمبهجة، وكل أملى أن يتجنب هذا الوطن المرور بتجاربه المؤلمة بالتعلم من خبراته السابقة، وأن ينعم بكل ما هو مفرح ومبهج بالتعلم من تجاربه السعيدة، أما إن كنا نريد أن نكرر تاريخنا بكل ما فيه من ألم وأمل، فما علينا سوى أن نفعل ما نفعله الآن بأن ننظر إلى «ناصر» على سبيل المثال، باعتباره نبيا مخلصا أو باعتباره شيطانا رجيما.
قلت إن جمال عبدالناصر أجرم حينما باع مقتنيات عائلة محمد على وكبار رجال «المملكة المصرية» فى مزادات، بدافع الانتقام من تلك العائلة وإهانتها أمام الجميع، فالتشفى هو الذى دفع عبدالناصر إلى فعل ما فعل، فهؤلاء الباشاوات والبكوات أصحاب الرفعة والسمو أصبحوا يعرضون فى سوق النخاسة، «ألا أونا ألا دو، ألا ترى» تاج الملكة بألف جنيه، خاتم الأميرة بمائة جنيه، سرير الوزير بخمسة جنيه، لوحات الأمراء فوق البيعة، انظروا يا أبناء الشعب العظيم مقتنيات هؤلاء الكبار العظماء تباع للعامة والدهماء، وبالطبع لا تؤدى روح الانتقام تلك إلى خير أبدا، ولكنها أدت إلى خسارة فادحة بأن خسرت مصر جزءا عظيما من تاريخها، وفرطت فى مقتنيات عظيمة كانت من المفترض أن تمتلئ بها متاحفها الآن، وبالمناسبة مثل هذه البيوت هى المورد الرئيسى لجميع متاحف العالم، لكن عبدالناصر ومن معه لم ينظروا إلى قوة «اللوفر» وعظمة «الهيرميتاج» نظروا إلى رغباتهم فى الانتقام من ولاد الأكابر، فضاع على مصر تاريخها، وخسرت مصر بحقدهم ما لم تخسره فى معاركها، فهل نتعلم؟









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة