صور.. "الليكاب" و"التخيمة" مضيفة الزائرين بالمناطق الصحراوية بحلايب وشلاتين.. آدم: تشيد بخلاء بعيدا عن منازل القبيلة وتبنى من جذوع الأشجار الملتوية.. والشيخ أوهاج: قربة الماء وعدة مشروب الجَبنة لا تخلو منها

تفرض الطبيعة الصحراوية فى مصر سبلا مختلفة للتأقلم معها والعيش فيها، خاصة فى مناطق وأودية الصحراء الشرقية التى تكون أشد وأكثر ارتفاعا فى درجات الحرارة فى فصل الصيف، وكذلك سوء الطقس الدائم ما بين الفصول المختلفة والشتاء، جنوب الصحراء الشرقية وتحديدا بحلايب وشلاتين، يستخدم أبناء قبيلتى البشارية والعبابدة جذوع الشجر الجاف لتشييد ما يسمى بـ"الليكاب" أو "امبداى قو" وهى تعنى مضيفة استقبال الضيوف، تشيد من جذوع الأشجار الجافة فى مكان ومستقر القبيلة.

الليكاب مكان يستقبل فيه الضيوف بحلايب وشلاتين

من جانبه، قال آدم سعد الله، أحد أبناء قبيلة العبابدة ومن المهتمين بتراث القبائل فى حلايب وشلاتين، إن الأسم المتداول هو "الليكاب"، هو اسم بلغة قبائل البجا التى تنتسب لها قبيلة البشارية المنتشرة فى حلايب وشلاتين، وتعنى تلك الكلمة المضيفة أو بيت الضيافة .

أضاف سعد الله لـ"اليوم السابع"، أن تشييد تلك الخيمة يكون فى الخلاء بعيدا عن منازل القبيلة، ويكون فى مكان ظاهر بحيث بمجرد وصول أى ضيف يتجة نحوه مباشرة، ويتم تشيد الليكاب فى المقر الاساسى للقبيلة بحيث دوما ما يكون من طبيعة أهالى المنطقة التنقل وراء الرعى ونزول المطر الا ان المكان الذى شيد فيه الليكاب يكون ثابتا وعلامة على أن تلك المنطقة لها قبيلة ذهبت بحثا عن الرعى وستعود .

الليكاب يشيد من جزوع الاشجار الجافة

وأوضح آدم سعد الله، أن "الليكاب أو التخيمة أو الليكا أو امبداى قو"، جميعها أسماء لبيت الضيافة عند قبائل العبابدة والبشارية، حيث يتم تأسيس وتشيد تلك الليكاب على نظام معين بحيث تكون من الخارج بجذوع الأشجار الجافة وسقفها كذلك إلا أن يتم اضافة السعف فى السقف لعدم سقوط المطر فيها وحفاظا من حرارة الشمس.

ومن جانبه، قال الشيخ أوهاج حسن، أحد مشايخ أبو رماد جنوب الشلاتين، أن الليكاب تكون أرضيتها من سوف الغنم، وتوجد بداخلها كل أدوات الضيافة والتى أهمها أدوات مشروب الجبنة وهو المشروب الرسمى لاستقبال الضيوف فى المنطقة ، مضيفا أن من الاساسيات داخل الليكاب هو قربة المياه، والتى يتم تصنيعها من جلد الماعز وتقوم بحفظ الماء ويكون دوما باردا بداخلها.

لكل قبيلة مضيفه خاصة بها فى منكقة تبعد عن مسكنهم

وأوضح الشيخ أوهاج ان بمجرد وصول الضيف يتجه نحو الليكاب مباشرة ويتم تقديم اللبن له وكذلك العيش الجابورى المعروف فى مناطق حلايب وشلاتين ثم بعد ذلك تبدأ عملية تجهيز مشروب الجَبنة، واذا كان من اتى له الضيف ميسور الحال يذبح لضيفه شاه " خروف " .

ومن جانبه قال أبو عبيدة الشناوى أحد شباب البشارية من الشلاتين، أن عند اغلب المناطق والأودية الجبلية فى الشلاتين وحلايب تشتهر بالليكاب حيث من يقوم بتشيد الليكاب يبدأ بجمع جذوع الشجر الجافة التى بها التواءات كثيرة حتى يتم تركيبها على بعدها البعض .

مضيفة اهل الجنوب

وأضاف الشناوى لـ"اليوم السابع" أن الليكاب لا يضع فيه مسمار واحد بل يتم ترتيب الجذوع الجافة للأشجار على بعضها البعض وسد الفجوات بينها بسعف النخيل خوفا من الأمطار ودخول حرارة الشمس .

وأوضح أن من أشهر الأماكن التى بها الليكاب بالشلاتين، وادى العلاقى وهييبا وجميع المناطق والأودية غرب الشلاتين، مؤكدا على أن إذا ظهرت الليكاب فان هذه المنطقة يسكنها قبائل العبابدة والبشارية .

مضيفة قبائل العبابدة والبشارية جنوب البحر الأحمر

​وكشف أبو عبيدة لـ"اليوم السابع" أن أهم ما يوجد داخل المضيفة أو الليكاب هو قربة الماء أو ما يسمى بلغة أهل البجا الأوسر، حيث مبرد المياه الذى يصنع من جلد الماعز، يعتمد عليه سكان البادية فى حلايب وشلاتين بسكل كبير حيث يستخدم لتبريد المياه وكذلك لحفظ الطعام من التلف .