الدكتور طارق شوقى وزير التعليم غاضب من بعض الصور والفيديوهات التى يراها تربصا بنظام التعليم الجديد، حيث تنتشر صورا عن الفصول المكدسة وفيديوهات عن سلبيات كثيرة، خاصة الفصول المكدسة، فى الوقت الذى يبدأ فيه نظام تعليم يؤكد فيه الوزير أنه يغير نظام المناهج ويقضى على الدروس الخصوصية، وينهى نظام التعليم من أجل الامتحانات، ويقود إلى طلاب أكثر فهما وأعمق تعاملا مع العلوم والأفكار.
الدكتور طارق شوقى يقول: «إن هناك أشخاصا يريدون «عكننة» المصريين، وأن الوزارة منذ عامين يتم جلدها.. ومش معقول كل ما نعمل حاجة كويسة يتم إحباطها.. نحتاج 200 ألف فصل وكثافة الفصول تحتاج 10 سنوات لحلها.. نظام التعليم الجديد أجمل شىء حصل للطلاب ولمصر، والوزارة تعبت فى هذه النظام، لافتا إلى أن برنامج الحكومة فيه بناء 200 ألف فصل».
وهناك فى حديث وزير التعليم بالفعل نقاط مهمة، خاصة أن هناك معلمين وعاملين فى المدارس هم من صوروا ورفعوا الصور والفيديوهات على شبكات التواصل.
أما إذا جئنا إلى كثافة الفصول التى ظهرت فى الصور، فهى ليست أمرا جديدا، بل هى من بديهيات العملية التعليمية طوال عقود، وهى ليست مسؤولية الوزير الحالى، ولا يفترض أن تغضب الدكتور طارق شوقى، خاصة أن هناك خططا للتوسع فى بناء المدارس لاستيعاب الكثافات والزيادة فى السكان.
وزير التعليم يقول إن النظام الجديد الذى بدأ تطبيقه قبل أيام ناجح بنسبة %85، وهو حكم متفائل، وإن كان يبدو متعجلا، ولا أحد يطالب بأن تظهر نتائج النظام الجديد فورا، بل إن نتائج هذا التطور تظهر بعد عشر سنوات وأكثر، لأنها تبدء من الصفر ولا تتعامل مع أغلب الأجيال الحالية فى المدارس ممن يخوضون التعليم بالنظام القديم.
ويمكن الحكم على تجربة الدكتور طارق شوقى بعد أن تتراجع الدروس الخصوصية، وينتهى اعتبار الامتحانات وسيلة وليست غاية، وإذا كان الوزير نفسه يقول إن 5 ملايين من أولياء الأمور أعلنوا أنهم يؤيدون النظام الجديد، فالأمر ليس كله انتقاد، ثم إن الوزير نفسه أعلن من قبل أن هناك أصحاب وتجمعات مصالح، يضرب النظام الجديد مصالحهم، ومن الطبيعى أن يتربصوا به ويحاولوا هدمه، وجزء من أصحاب المصالح داخل المنظومة التعليمية، وعلى الوزير أن يكشفهم ويسعى لإضعاف جبهاتهم، ثم إن كل نجاح للنظام الجديد يحرك أصحاب المصالح ليحاولوا الدعاية ضده.
وفى المقابل، ليس كل من كتب عن التجربة الجديدة متربصا أو معاديا يريد هدم التجربة الوليدة. هناك من يطرح أسئلة ويحتاج إلى إجابات حتى يمكن أن يساعد فى إزالة أى غموض فى التجربة الجديدة، وقد تحدث الدكتور طارق شوقى مرات كثيرة، وحاول شرح النظام الجديد للتعليم، وكلما كانت هناك إجابات عن الأسئلة، حظى الوزير بالدعم من المجتمع، مع الاعتراف بأن هناك نوعا من البطولة فى فك طلاسم نظام تعليمى نتاج تراكمات وتجارب تصل إلى أكثر من 40 عاما، وأن ما يعانى منه التعليم كثيرا، وأى مواطن صالح يأمل نجاح النظام الجديد، ليصبح هناك تعليم يليق بنا، وتلميذ سعيد، ومعلم مقتنع ومستقر، وأن يستعيد التعليم احترامه بالطالب والمعلم معا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة