لم تعد السياحة بمفهومها الحديث تقتصر على المناطق الأثرية أو الشاطئية فالموضوع أصبح أكثر تنوعًا وتوسعًا طبقًا لما شهدته الأيام الحالية من تطور كبير مس شتى مناحى الحياة، فأصبح هناك من يبحث عن السياحة لأهداف آخرى مثل المغامرة والتى تحولت إلى مصطلح دارج فى القطاع السياحى، كما أصبح الأكل التقليدى لبعض البلدان والذى يميزها عن غيرها أحد أهداف السفر أيضًا.
وبالتالى لم تعد الشواطئ هى الهدف الذى قد يدفع فئة كبيرة لاتخاذ قرار السفر، فحب تجربة أنشطة جديدة والتعرف على عادات مختلفة والاختلاط مع شعوب وثقافات أخرى، كلها أصبحت أهدافًا تسعى إليها فئة كبيرة من السائحين حاليًا، وهى المعطيات التى تدفع أى بلد سياحى للتفكير بشكل مختلف في رؤيته الترويجية لمقاصده السياحية.
وزارة السياحة أدركت هذه التطورات التى طالت القطاع السياحى عالميًا، وتسعى إلى النهوض بالقطاع المصري إلى المستوى العالمى عبر خطط ترويجية غير تقليدية، لتجذب أكبر كم من السياح الراغبين في التجديد والتطوير خلال رحلاتهم، وهو المفهوم الذى ستطبقه الوزارة فى حملتها الترويجية والتى من المنتظر أن يتم الإعلان عنها الشهر المقبل.
وزيرة السياحة الدكتورة رانيا المشاط كشفت عن بعض ملامح الحملة الترويجية للسياحة المصرية للعام المقبل، وسيمثل فيها المجتمع المصرى محورًا أساسيًا، وستكون رسالة الوزارة فى حملاتها الترويجية المقبلة محورها "مد جسور مع العالم.. ليتعرفوا على الشعب المصرى ويعيشوا التجربة المصرية بكل جوانبها التاريخية والإنسانية والثقافية والفنية".
الحملة التى ستطلقها الوزارة فى أكتوبر ستأتى تحت شعار "People to People"، وقالت وزيرة السياحة الدكتورة رانيا المشاط إنه سيتم الترويج للمقصد السياحى المصرى بشكل مختلف، وذلك من خلال أجندة فعاليات ترفيهية على مدار العام، وبالاستعانة بالأساليب التسويقية والمنصات الالكترونية الجديدة.
وأوضحت الوزيرة أن الوزارة تعمل حاليًا على خلق أجندة فعاليات ترفيهية لمصر على مدار العام من خلال وجود أحداث ومهرجانات وأيقونات عالمية معروفة على أرضها فى توقيتات محددة ومعلنة للجميع، مؤكدة أن الوزارة فى الفترة الحالية تقوم بتطوير أساليب الترويج والاستعانة بوسائل التواصل الاجتماعي، التى أصبحت إحدى أهم وسائل التسويق فى العالم الآن، والتى يتم عن طريقها التواصل مع الناس بشكل مباشر.
وقالت إن الآليات الترويجية ستتضمن وضع أجندة متكاملة للترفية فى مصر محددة بمواعيد تضم الفعاليات والمهرجانات التى ستتم فى مصر، وأن يكون هناك أجندة ثقافية وترفيهية غنية بالأحداث، ليتعرف العالم أكثر على الشعب المصرى وعاداته وتقاليده فى الفن والموسيقى والثقافة وغيرها، لافتة فى هذا الصدد إلى اهتمام وزارة السياحة بدعم مهرجانات السينما مشيرة إلى أن إقامة مثل هذه المهرجانات الفنية وما يصاحبها من أصداء إعلامية يجذب الأنظار إلى مصر ومن ثم تعتبر إضافة مهمة للسياحة .
وأوضحت أن صناعة السينما هى إحدى أدوات القوة الناعمة التى تساهم بشكل كبير فى الدعاية لمصر، وأن لها تأثير إيجابي على السياحة، كما أنها لها دور كبير فى التقارب بين الشعوب، مشيرة إلى أن الأفلام بمثابة نوافذ للتعارف بين المجتمعاتِ المختلفة، ومن خلالها تمتد جسور من الثقافة بين شعوب العالم وتؤكد للعالم أجمع أنه حتى وإن اختلفت العادات والتقاليد، فالعالم يتلاقى ويشترك فى جوانبه الإنسانية.
كما سيأتى المتحف المصرى على رأس الحملة الترويجية لمصر 2019، حيث ستعتمد الوزارة بشكل رئيسى على العنصر التشويقى لمشروع المتحف المصرى الكبير، باعتباره مشروعًا تاريخيًا، وأشارت الوزيرة إلى أن المتحف سيكون محور الترويج لمصر خلال الفترة المقبلة تحت شعار "المتحف المصرى الكبير ٢٠٢٠ "GEM 2020، لافتة إلى أنه ليس مجرد مكان لعرض القطع الأثرية بل يتضمن أيضًا مراكز ثقافية وتجارية وسينمائية، والذى سيجذب السائحين من كل أنحاء العالم ليشاهدوا عظمة الحضارة المصرية.
المتحف المصرى الكبير
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة