أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

الصين ومصر وأفريقيا.. قمة «فوكاك» كلها منافع

الثلاثاء، 04 سبتمبر 2018 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منتدى الصين أفريقيا «فوكاك» ترجمة واضحة للقوة الناعمة الصينية فى العالم، ودرس للدول التى تريد التحرك والمنافسة فى ظل عولمة تجارية تجتاح العالم، بل إن الصين التى كانت يوما خارج نطاقات التنافس، أصبحت عنصر فاعلا فى بناء المنافسة والمواجهة الاقتصادية بقواعدها وليس بقواعد خصومها.
أما بالنسبة لمصر فقد وضعت خلال السنوات الأخيرة قواعد واضحة للتعامل مع أفريقيا كأحد أهم دوائر المجال السياسى والاقتصادى والثقافى. وتتعامل مع أفريقيا باحترام ورغبة حقيقية فى التعاون لتنمية مشتركة فى عالم تحكمه المصالح، وتحاصره الأزمات، ولهذا فإن منتدى الصين أفريقيا هو فرصة بها الكثير من المنافع والمكاسب للدول المشاركة.
الاستثمارات الصينية فى أفريقيا هى الأكبر والأوسع فى كل أنحاء القارة التى عانت كثيرا من التلاعب والتدخلات والأطماع الاستعمارية. الصين لا تفرض شروطا سياسية أو اقتصادية مسبقة، وتعمل حسب مصالح وقواعد الدول التى تدخلها، وهى هنا تشير بوضوح إلى ما فعلته دول أوروبا من نهب لثروات أفريقيا وخلق نزاعات عرقية وسياسية حتى تضمن السيطرة، وحتى بعد رحيل الاستعمار ظلت هذه الدول تفرض شروطها على ما تقدمه من فتات للدول الأفريقية.
بالطبع فإن الصين تحقق أرباحا وتترجم مصالحها فى عالم يمثل الاقتصاد المحرك الأول والحاسم لكل المساعى والمنافسة الدولية، وهو سبب الخلاف والصراع الظاهر والمكتوم بين الولايات المتحدة والصين. لكن الرئيس الصينى شى جين بينج أكد فى كلمته أمام منتدى الصين التزام بلاده الكامل باللاءات الخمسة، أى عدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول الأفريقية، وعدم التدخل فى تحديد شكل التنمية التى تتناسب والظروف الوطنية لكل بلد، وعدم ربط المساعدات بالشروط السياسية، أو السعى لكسب مصلحة سياسية لنفسه خلال الاستثمار والتمويل فى أفريقيا.
ووعد الرئيس الصينى بضخ استثمارات جديدة فى القارة الأفريقية ومنح مليار يوان منحا عاجلة و60 مليار دولار لتنمية أفريقيا، وقروضا بدون فوائد لدول فقيرة، الصين ضمن مساعيها لتأكيد التزامها بدعم أفريقيا تدعو 2000 شاب أفريقى لزيارة الصين، وتدريب ألف من النخب الأفريقية، و50 ألف منحة دراسية، و50 ألف رحلة دراسية حكومية، و50 ألف فرصة للمشاركة فى الدورات الدراسية والندوات، وتسهيلات للدول والمؤسسات المالية الأفريقية، كل هذه الفرص تمثل قوة ناعمة صينية تساند التوسع الصينى الاستثمارى.
والصين تتعامل باحترام مع دول أفريقيا، وتخدم مصالحها بشكل لا يتعارض مع مصالح الدول الأخرى، ولهذا تأتى فكرة منتدى الصين أفريقيا وجها مهما من وجوه العمل الإقليمى والدولى بعيدا عن التجمعات العقيمة التقليدية، وبما يحقق فائدة لكل الأطراف.
منتدى الصين أفريقيا فرصة للتعاون المشترك، وأيضا فرصة لالتقاء قادة الدول الأفريقية فى عمل اقتصادى مشترك، وهو ما جرى بين مصر وإثيوبيا والسودان وإريتريا وجنوب السودان، حيث شهد المنتدى لقاءات مهمة للرئيس السيسى مع رؤساء الدول الأفريقية وهى لقاءات تتم بالفعل فى المنتديات والمؤتمرات الأفريقية الدورية، لكن تضيف قمة الصين نكهة اقتصادية وتجارية وتنموية، أى أنها استفادة تعاونية وليس من طرف واحد، وهو ما تسعى الصين لتحقيقه، فهى تضمن مصالحها ومصالح غيرها.
وعلى مستوى الفائدة المباشرة، حققت مصر مكاسب مباشرة وعقدت اتفاقيات بحوالى 20 مليار دولار، واستثمارات بالعاصمة الإدارية و«قناة السويس»، فضلا عن طرح ومناقشة القضايا الأفريقية الاقتصادية، ولقاءات القادة الأفارقة فى مناسبة مهمة، وبالطبع كل دولة أفريقية لها تصورات وخطط للتنمية، وأيضا هناك نزاعات ومشكلات تتعلق بالفقر والمرض تحتاج إلى عمل أفريقى مشترك، وأيضا مساعٍ من الدول التى ترتبط بعلاقات قوية مع أفريقيا مثل الصين، إنها قمة مهمة يفترض أن تمثل درسا مهما فى بناء العلاقات الناعمة والمصالح المشتركة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة