بخطى ثابتة نحو فتح آفاق جديدة للعلاقات بين البلدين، سوف يصل اليوم، الثلاثاء، الرئيس عبد الفتاح السيسى، للعاصمة الأوزبكية طشقند فى أول زيارة لرئيس مصرى منذ زيارة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى أوزبكستان فى الخمسينيات من القرن الماضى، وسوف يختتم بها جولته الأسيوية التى بدأها الأسبوع الماضى.
تحمل زيارة الرئيس التى ستستغرق يومين أهمية كبرى، أهمية كبرى لاسيما وأنها تعد الزيارة الرسمية الأولى منذ عقود، حيث من المقرر أن تشهد العلاقات المصرية- الأوزبكية الثنائية دفعة قوية، وسوف يتصدر جدول أعمال الرئيس قمة مصرية- أوزبكية، بين الزعيمين الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس الأوزبكستانى شوكت ميرضيائيف.
الرئيس عبد الفتاح السيسي
أبرز ملفات القمة المصرية - الأوزبكية
وتتناول القمة ملفات عدة مطروحة على طاولة الزعيمين، فى مقدمتها الدفع بالعلاقات الثنائية وفتح آفاق جديدة للتعاون فى المجالات الصناعية والثقافية وزيادة فرص الاستثمار بين الطرفين وحجم التبادل التجارى، وبحسب السفير الأوزبكستان بالقاهرة، ستتناول تعزيز العلاقات بين البلدين وتحديد الاتجاهات الرئيسية للتعاون الثنائى فى المستقبل، تبادل الآراء حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات في مجالات الاقتصاد والسياسة والعلوم والتعليم والثقافة والسياحة والرياضة والشباب.
وبحسب أيبيك عارف، سوف تفتح هذه الاتفاقيات آفاقا جديدة للتعاون المثمر بين الدولتين ومن المقرر أن يصدر بيان مشترك للرئيسين بعد لقاء القمة، الذي سوف يعكس سعى كلا البلدين إلى تعزيز التعاون المتعدد الجوانب والعلاقات الودية بين الجانبين.
وكشف عثمانوف فى تصريحات لوكالة الشرق الأوسط، عن عقد منتدى للأعمال خلال الزيارة يشارك فيه ممثلون لكبرى الشركات والمؤسسات الإنتاجية فى كلا البلدين لمناقشة مناخ وفرص الاستثمار المتاح فى كل من أوزبكستان ومصر وإقامة مشروعات جديدة مشتركة وتنشيط التعاون في مجالات السياحة والصيدلة والصحة والنقل والزراعة"، مؤكدًا على أن البلدين يوليان اهتماما بزيادة التبادل التجارى الذى لا يرقى مستوى طموحاتهما في ظل القدرات والإمكانيات المتاحة لديهما.
شوكت ميرضيائيف 2
تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين
العلاقات بين مصر وأوزبكستان لها جذور تاريخية عميقة، وتجمع البلدين أواصر وعلاقات تتمثل فى النواحى الدينية والثقافية والحضارية والقواسم المشركة، ففى ديسمبر عام 1992 زار الرئيس الأسبق إسلام كريموف، وفى أبريل عام 2007 وتم التوقيع على عدد من الاتفاقيات، منها اتفاقية تأسيس العلاقات والتعاون الاقتصادى والعلمى والفنى واتفاقية النقل الجوى واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات وغيرها.
وفي مايو1993جرى افتتاح السفارة المصرية في طشقند. وفى أكتوبر 1995 افتتحت السفارة الأوزبكستانية فى القاهرة خلال زيارة وزير الخارجية الأوزبكستانى الدكتور عبد العزيز كاميلوف للقاهرة، وفى سبتمبر 1993 تم توقيع مذكرة تعاون فى مجال الشئون الإسلامية والأوقاف.
كما دعمت أوزبكستان بشكل دائم المرشحين المصريين لشغل المناصب الدولية.
وتحرص البلدان بشكل دائم على تبادل الزيارات بين الكوادر، ففى فبراير 2018 زار وفد من رجال أعمال أوزبكستان مصر، لبحث سبل التعاون المشترك بين البلدين فى القطاعات الهندسية المختلفة خلال الفترة الحالية، والدفع بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى شراكة تخدم الطرفين، وزار أغسطس الماضى وزير التجارة الخارجية الأوزبكى جمشيد خوجاييف، من أجل إقامة ودعم علاقات تعاون وتبادل الخبرات التجارية والصناعية بين الجانبين.
وبحسب بيان السفارة الأوزبكية فى مصر، تم تشكيل اللجنة الأوزبكية- المصرية المشتركة برئاسة وزيرى الاقتصاد فى كلا البلدين التى عقدت أول دورة لها فى طشقند فى يونيو عام 1996 وتم تنظيم معرض للمنتجات المصرية بطشقند شاركت فيه 62 شركة مصرية، مشيرًا إلى عقد الدورة السادسة للجنة المشتركة فى 4 و5 مايو عام 2009 بالقاهرة والتى شهدت التوقيع على مذكرات للتفاهم بشأن التعاون فى مجالات الثقافة والصحة والصيدلة والاتصالات والدراسات الزراعية وخاصة فى مجال اكتشاف أنواع جديدة من القطن.
أوزبكستان من الداخل
العلاقات الاقتصادية
تتطور العلاقات التجارية والاقتصادية المشتركة باضطراد، وإن كان بشكل لا يرتقى إلى طموحات الشعبين، ووصل حجم العلاقات التجارية بين مصر وأوزبكستان العام الماضى 2017 نحو 1.5 مليون دولار وفقا لرئيس غرفة القاهرة إبراهيم العربى، وتحتل أوزبكستان المرتبة 111 من حيث حجم استثماراتها داخل مصر بإجمالى 13 شركة برأسمال حوالى 670 ألف دولار. وتعتبر مصر الشريك التجارى والاقتصادى الهام والدائم لأوزبكستان، ونقطة انطلاق لتوسيع الصادرات الأوزبكستانية إلى منطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، ودول حوض البحر الأبيض المتوسط، وتعزيز التبادل التجارى معها. وفى يونيو 1996 جرى التوقيع على اتفاق للتعاون فى المجال الزراعى، وتم إنشاء اللجنة المصرية الأوزبكستانية المشتركة برئاسة وزيرى الاقتصاد فى البلدين. وفى أبريل 1992 وقعت وزارة الصناعات الغذائية الأوزبكستانية، وشركة السكر والصناعات التكاملية المصرية على اتفاقية تعاون.
وكان طريق الحرير العظيم يعبر المدن القديمة والمشهورة فى أوزبكستان مثل بخارى وسمرقند وفرغانة وطشقند وخيوه ويربط أقصى الشرق بالغرب والبحر المتوسط، مؤكدا أن هذا الطريق كان شريانا رئيسيا ليس فقط لتطوير التجارة بين القارات والمناطق المختلفة بل لتبادل الثقافات والأفكار والفنون والحرف الشعبية وتداخل العادات والتقاليد أيضا.
أوزبكستانيين
التبادل الثقافى
ويمثل البلدان ميدانًا رحبًا للتواصل الحضارى والثقافى، ففى عام 1997 تأسيس جمعية الصداقة الأوزبكية وترأسها الدكتور مجدى زعبل عام 2014 وتشكيل جمعية مماثلة فى مدينة الإسكندرية، كما أن البلدان تمتلكا رصيدا ثقافيا، وتعتبر مصر من الدول المشاركة بشكل دائم فى مهرجان "أنغام الشرق" الدولى للموسيقى الشرقية الذى يقام كل عامين بمدينة سمرقند، إضافة لتبادل زيارات الفرق الفنية والمعارض بين البلدين بشكل دائم.وفى مايو عام 1992 تم التوقيع على أربع اتفاقيات للتعاون بين معهد طشقند الحكومى العالى للدراسات الشرقية، وجامعات مصر، وعلى برنامج تنفيذى لاتفاقية التعاون العلمى والثقافى الموقعة بين معهد طشقند وجامعة الأزهر واتفاقية تبادل افتتاح المراكز الثقافية والتعليمية.
كما ساهم انتشار الدين الإسلامى والثقافة الإسلامية فى تعزيز العلاقات بين البُلدان حيث سافر إلى مصر من أوزبكستان التى كانت مشهورة آنذاك باسم منطقة ماوراء النهر، عدد كبير من سكانها من بينهم أحمد بن طولون وابنه خمارويه وحفيدته قطر الندى من مدينة بخارى ومحمد بن طغج الإخشيد المؤسس الأول للدولة الإخشيدية فى مصر وكافور وغيرهم من ممثلى الدولة الإخشيدية والسلطان المملوكى سيف الدين قطز والسلطان أيبيك والأمير أوزبك اليوسفى من منطقة ماوراء النهر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة