طالبنا أكثر من مرة بإقامة تكتلات تسويقية للصناعات والسلع المصرية، والعمل على استضافة وفود من الدول الأفريقية والآسيوية والدول الأكثر استيرادا من مصر لعرض وتقديم أحدث المصنوعات المصرية بأسعارها التنافسية، فالنجاحات التى تحققها المعارض المصرية المفتوحة للمستوردين الأجانب تجعلنا نتيقن بأن حلم تحقيق طفرة فى الصناعة والإنتاج المصريين ممكن جدا.
المعارض المصرية المفتوحة مثل معارض الأثاث والصناعات اليدوية والنسيج والسيراميك، هى فى الأغلب معارض سنوية أو موسمية وهى تحقق نجاحات كبيرة على مستوى التصدير، لكننا لا نسأل أنفسنا كيف تتحول هذه المعارض الموسمية إلى دائمة وكيف تتحول المعارض النوعية أو المتخصصة إلى معارض شاملة، بتخصيص منطقة أو أكثر لإقامتها مع البداية بمجموعة السلع والصناعات والمنتجات التى نشتهر بها عالميا.
وأمامنا منطقتان يمكن أن نبدأ فيهما مشروع المدينة التسويقية للسلع والمنتجات المصرية، الأولى هى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس التى تشهد نموا سريعا وإقامة العديد من الصناعات الثقيلة والمتوسطة، كما أنها على خط الملاحة الدولية، ويمكن أن تكون فى المستقبل واحدة من أماكن التصدير وتبادل السلع الأساسية فى العالم.
أما المنطقة الثانية فهى مدينة أسوان، وتخصيص منطقة لعرض الصناعات والمنتجات المصرية بها هدفه السوق الأفريقى الكبير الذى يشهد اجتياحا بالسلع الآسيوية الرديئة، فالسوق الأفريقى هو أحد المعابر والحلول لزيادة الصادرات المصرية.
ونحن فى مصر لدينا صناعات راسخة مثل الأثاث والمنسوجات والسجاد والجلود والأسمنت والبتروكيماويات والسيراميك والصناعات الغذائية وغيرها، كما أن لدينا صناعات وحرفًا يدوية يسعى العالم وراءها، كما يسعى الشطار فى الصين وغيرها من البلدان لتزويرها والتكسب منها، مثل صناعة التماثيل والمجسمات الأثرية المقلدة ولوحات البردى والكتان والمشغولات النحاسية والمعدنية عموما، وصناعات الزجاج الملون والخيامية الخ، ماذا لو تم دعم هذه الصناعات من خلال مشروع الـ200 مليار جنيه الموجهة للشباب والعمل على تسويقها بالشكل المناسب.
وإذا فكرنا على الطريقة الصينية بتحويل جموع الشعب إلى منتجين ومصنعين فى مصانع وورش صغيرة، وكذلك دعم المنتجات والحرف اليدوية فى البيوت، مع إنشاء هيئة عامة وظيفتها توجيه الدعم والقروض الصغيرة لأصحاب هذه المصانع والورش واستقبال منتجاتهم لعرضها وتسويقها للخارج، جنبًا إلى جنب مع الصناعات الكبيرة والمتوسطة المستقرة فى مصر، يمكن أن يخلق طفرة كبيرة فى الإنتاج والتصدير وبدلا من نكون أكبر سوق فى أفريقيا، نتحول إلى أحد أكبر الاقتصادات الناشئة.
ولكن السؤال ماذا فعلت الصين لتسويق وعرض منتجات مئات الملايين من مواطنيها، فضلا عن عشرات الآلاف من الشركات الكبرى والمتوسطة القادرة على فتح أسواق لها بالخارج؟ أقامت المدن التجارية والمعارض المفتوحة مثل مدينة جوانزو التى أصبحت قبلة المستوردين من الصين، هناك ينزل التاجر ويتجول فى الأسواق فيجد جميع المنتجات من مستويات جودة مختلفة معروضة طوال العام، وعليه فقط أن ينتقى الأصناف والكميات التى يريد، ويتعاقد عليها ثم يعود إلى بلده لتصله فى الموعد المحدد.
كيف يمكن أن نحصى ونحصر الصنايعية والحرفيين المهرة عندنا وندعمهم ماديا لينشئوا خطوط إنتاج بأسمائهم فى تلك المعارض الدائمة مع التسويق لها عالميا، جنبا إلى جنب مع الصناعات المستقرة عندنا؟ وكيف نستغل الأسواق القريبة منا والأسواق التقليدية فى البلاد العربية والأفريقية وكذا فى أوروبا؟
ليكن مشروعنا القومى هو أن نعمل جميعًا، وننتج فى كل بيت، وأن نبهر العالم بما نستطيع إنتاجه، صدقونى نستطيع أن ننجح بالتخطيط والرؤية وبناء الوعى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة