الزى المدرسى هو أول ما يشغل عقل أولياء الأمور، خلال هذه الفترة خاصة مع اقتراب بداية العام الدراسى الجديد، وبين غلاء أسعار الزى المدرسى بالأسواق وشكاوى أولياء الأمور وبين معارض وزارة الداخلية لمحاربة الغلاء وتخفيف العبء عن أولياء الأمور.
ويرصد "اليوم السابع" فى هذا الملف أسعار الزى والمعارض المدعمة وشكاوى أولياء الأمور وأصحاب المحلات بمختلف محافظات مصر
إقبال ضعيف على الشراء والبائعون يخفضون هامش الربح بالفيوم
ففى محافظة الفيوم، انتشر الزى المدرسى وغطى واجهات جميع المحلات وازدحمت الشوارع الجانبية بوسط مدينة الفيوم بالشنط المدرسية فى وسط إقبال ضعيف من قبل المواطنين خاصة أن الأسعار هذا العام مرتفعة عن العام الماضى.
وقال أحمد سيد، صاحب أحد المحلات التجارية بوسط مدينة الفيوم، إن الإقبال هذا العام ضعيف من قبل المواطنين، وهو ما دفعه هو ومعظم أصحاب المحلات لتخفيض هامش هامش ربحهم لجذب المواطنين، حيث كانوا فى العام الماضى يتحصلون على هامش ربح يقدر بـ30 جنيها لكل 100 جنيه، وأصبحوا اليوم يتحصلون على هامش ربح يقدر بـ30 جنيها لكل 300 جنيه ومع ذلك لا يقبل المواطنون على الشراء مثل الأعوام الماضية.
وأوضح سيد، أن الاعتماد الآن أصبح على المنتج المحلى، ولم يعد هناك تواجدا للمنتج المستورد فى الزى المدرسى، حيث يتم الشراء من المصانع والمكاتب ويتم الاعتماد بشكل كبير على الخامات القطنية.
فيما قالت هدى محمد التى كانت تتجول على محلات الزى المدرسى وتحمل فى يدها بعض الأغراض التى قامت بشرائها أنها تجولت كثيرًا للحصول على أسعار مناسبة وخامات جيدة وتتحمل لوقت طويل.
وعن الأسعار لفتت إلى أنها كانت تتمنى أن يكون هناك معرض به ملابس مدعمة، ولكنها لم تجد، وإنها قامت بشراء زى لطفلتها التى تلتحق بالعام الاول بالحضانة بمبلغ 500 جنيه، وهو حوالى نصف راتبها فكيف تشترى لباقى أبنائها؟.
ركود بمحلات ملابس القليوبية وزيادة أسعار بنسبة 40%
أما محلات ومعارض بيع الملابس والمستلزمات المدرسية بمدن ومراكز القليوبية، شهدت حالة من الركود التام فى حركة البيع والشراء، وذلك بسبب الارتفاع الغير مبرر فى أسعار الحقائب والأدوات المدرسية لهذا العام والتى زادت بنسبة تزيد عن الـ40% مقارنة بأسعارها العام الماضى.
وقال أصحاب المحلات، إن ارتفاع الأسعار جعل المواطن بعيدًا عن حركة البيع والشراء، حيث قال: "الناس بتيجى تتفرج بس وتاخد فكره عن الأسعار ومش بتشتري"، موضحين أن هناك العديد من الأسباب وراء هذا الإحجام من أن المواطنين لسه خارجين من عيد الأضحى المبارك، ومصروفاته التى أحرقت جيوب الأهالى من شراء اللحوم والأضاحى وأيضا شراء ملابس العيد لأبنائهم، إلى جانب ارتفاع أسعار المستلزمات الدراسية نفسها على التاجر الذى بدوره يرفعها على المواطن.
فيما اشتكى أولياء الأمور، أنهم فوجئوا بالارتفاع غير الطبيعى لأسعار الحقائب والأدوات المدرسية لذلك العام، حيث زادت بنسبة تزيد عن الـ40% مقارنة بأسعارها العام الماضى، مشيرين إلى أن سعر الحقيبة ذات الجودة المرتفعة وصل إلى 300 جنيه، فى حين أنه فى العام الماضى كان لا يتخطى الـ250، بينما وصل سعر الحقائب ذات الجودة المتوسطة 280 جنيهًا، والتى لم تتجاوز فى العام الماضى 170 جنيهًا، فيما تجاوزت الصغيرة منها الـ150 جنيهًا، والتى لم تتعد العام الماضى الـ100 جنيه..
وأوضح الأهالى، أن هذه الأسعار فى جانب الشنط المدرسية وهذا بند واحد، فهناك أقلام وكتب وكراسات وملازم، وأدوات دراسية أخرى، ومصروفات، مطالبين بضرورة تشديد الرقابة على الأدوات ووضع أسعار معلنة وتطبيق عقوبات على المخالفين ليها.
ومن ناحيتها تستعد محافظة القليوبية من خلال شعبة الأدوات الكتابية تنظيم عدة معارض فى مناطق متنوعة من المحافظة لمستلزمات المدارس، خلال الأيام المقبلة، بأسعار خاصة تقل عن مثيلاتها بالسوق الخارجية بنسبة تتراوح ما بين 20 إلى 25% مساهمة فى دعم المواطنين مع دخول الموسم الدراسى الجديد.
مطرقة غلاء أسعار الأدوات المدرسية فى الإسكندرية
وفى الإسكندرية، التقت "اليوم السابع" بعدد من أولياء الأمور بسوق المنشية المخصص للزى المدرسى، حيث اشتكوا من الأسعار الباهظة، وكيف يذهبون هنا وهناك يبحثون عن الأرخص، حيث تقول هناء محمد والدة 3 أطفال: "لم أشتر لأولادى حتى الآن شيئًا، حيث أقوم أولا بمتابعة كل الأسواق المخصصة لشراء الكراسات والأدوات المدرسية، وأقيم الأرخص، ثم بعدها أقوم بالشراء".
وأضافت هناء: "الأسعار غالية والمدرسين مابيرحموش كل واحد فيهم بيطلب 4 كراسات على الأقل، ولازم تتجلد وبأشكال مختلفة، ومينفعش أكسف ولادى وسط زمايلهم".
أما محمد على فيقول: لدى طفلين فى 2 ابتدائى وإعدادى، وبستعد زى كل عام بتخصيص مبلغ من كل راتب على مدار السنة للدروس الخصوصية، والأدوات المدرسية والشنط والملابس الخاصة بالمدرسة".
استمرار مسلسل ارتفاع الأسعار فى قنا
وفى قنا، شكا عدد من أولياء الأمور سوء الخامات المصنعة منها الزى المدرسى لهذا العام مع ارتفاع السعر لأكثر من الضعف ليصل سعر زى المدارس ليصل مابين 250 لـ300 جنيه.
افتتاح معرض مدعم للزى المدرسى بمركز شباب طور سيناء
وفى جنوب سيناء، نظمت مديرية أمن جنوب سيناء معرض مستلزمات المدرسية بمركز شباب طور سيناء بأسعار مخفضة، وذلك فى إطار مبادرة "كلنا واحد" وتنفيذ إستراتيجية وزارة الداخلية بتفعيل المبادرات الإنسانية والاجتماعية انطلاقًا من الدور المجتمعى للوزارة الذى يهدف إلى بناء جسور الثقة والتعاون مع الجمهور.
وعلى الجانب الآخر، قال عادل شعلان، مدير محل لبيع الأدوات المدرسية، إن نسبة ارتفاع الأسعار تراوحت ما بين 20 إلى 30% نتيجة ارتفاع الأسعار الاسترشادية للسلع المستوردة من قبل الجمارك، بالإضافة إلى صعوبة الإجراءات الروتينية المصاحبة للإفراج عن البضائع.
وأضاف شعلان، أن صغار التجار لم يسلموا أيضا من معاناة الغلاء ونقل المستلزمات وخاصة أن المحافظة حدودية لا يوجد بها أى مصنع، متابًعا: "مضطرون للبيع بتلك الأسعار لتغطية حجم التكلفة، وأولياء الأمور مضطرون للشراء فى كل الأحوال، نظرا لأن الأدوات المدرسية والمستلزمات تعد سلعة أساسية لأغلب الأسر المصرية فى هذا الوقت من العام".
معارض الداخلية تواجه الغلاء فى أسوان
وفى أسوان، شهدت أسواق المدارس فى محافظة أسوان زحامًا شديدًا وإقبالًا كبيرًا على الشراء، رغم الارتفاع فى الأسعار بهذه السلع المدرسية سواء أكانت مستلزمات دراسية من كتب وأقلام أو زى مدرسى وأحذية.
وقالت سمية محمد، ولى أمر بمحافظة أسوان، إن الأسواق المدرسية شهدت ارتفاعًا فى أسعار المستلزمات الدراسية والزى المدرسى بسبب ارتفاع مواد الخام الخاصة بالتصنيع – على حد قول ما يردده التجار – حول أسباب هذه الزيادة، مشيرة إلى أن أسوان خلال هذا العام شهدت فتح أكثر من معرض مستلزمات مدرسية لمواجهة موجة الغلاء، وتنوعت هذه المعارض ما بين "أهلًا بالمدارس" التابع لمحافظة أسوان والمقام بمنطقة الطابية بمدينة أسوان بخلاف فروعه بالمراكز المختلفة، ومعارض وزارة الداخلية لمديرية أمن أسوان والمقام بحديقة الشيراتون بكورنيش المدينة.
وأضافت وفاء أمين، لـ"اليوم السابع"، أن هذه المعارض تقدم عروضًا أفضل فى أسعارها عن باقى الأسواق ومخفضة عنها بشكل ملحوظ، موضحةً بأن سعر "دستة" الكشكول المدرسى بالمعرض 23 جنيهًا بتخفيض 5 جنيهات عن الأسواق الخارجية، وغيرها من الأسعار التى تساهم فى تخفيف المعاناة على أولياء الأمور من عبء المستلزمات المدرسية للتلميذ أو لأكثر من فرد داخل الأسرة الواحدة.
وأوضحت ولى الأمر، أن لديها 3 بنات فى مرحلة الشهادة الإعدادية، فهى تفضل لهن شراء الأقمشة الخام وتفصيلها لدى الترزية، نظرًا لجودة نوعية القماش بعيدًا عن الملابس الجاهزة التى تتسم بارتفاع أسعارها وضعف جودتها، مشيرة إلى أنها اشترت المتر الواحد للبدلة المدرسية بـ65 جنيهًا، وتحتاج البدلة المدرسية الواحدة لـ150 جنيهًا للتفصيل لدى الترزى، لافتةً إلى أنها اشترت 3 أمتار ونصف للبنت الواحدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة