أحمد إبراهيم الشريف

حتى لا تحدث الكارثة.. تنبهوا للمتاحف

الخميس، 06 سبتمبر 2018 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شاهدنا جميعًا كارثة متحف البرازيل الوطنى، الذى اندلعت فيه النار وقضت على كنوزه وتاريخه، وأكلت نحو 20 مليون أثر تم جمعها خلال 200 عام، منها قطع نادرة وحفريات لن نراها مرة أخرى، وعرفنا أن النظام الحاكم هناك يبحث الآن عن المتسبب فى هذه الكارثة، لكن بالنسبة إلينا ذلك شىء لا يهم، لأن الأهم وقع والأخطر حدث، فالأنظمة الأمنية للمتحف لم تتمكن من إنقاذ شىء من الآثار، حتى أن البعض صرح بأن حصيلة المنقذ من القطع الأثرية «صفر»، أى كل شىء انتهى كأنه لم يكن، هكذا فى لحظة غادرة من الزمان رحنا نقلب كفينا من الرماد.
 
هذا أمر جد خطير، ومؤشر كبير على ضعف الحماية فى المتاحف، لأننا فى العصر الحديث لم نسمع بمثل هذا الانتهاء الكلى، وحتى فى الحروب العالمية لم تختفِ الأشياء تمامًا، كان هناك أثر يبقى يدل على ما كان، أما فى البرازيل، فقد غادر كل شىء بلا عودة مرة أخرى.
 
المهم أنه بعد هذه الكارثة الثقافية والإنسانية، فكّر البعض وصرحوا بأن حالنا مثل حال البرازيل، وخشوا أن يكون تأمين متاحفنا ليس بالقوة الكافية، وفزعوا لو حدث- لا قدر الله- شىء مشابه لما حدث عندهم، ودار فى الفضاء سؤال: كيف سنواجه هذه الكارثة التى لا تبقى ولا تذر؟
 
مثل هذه الأسئلة، ومثل هذا الخوف، ليس الغرض منه التقليل من جهد الناس القائمين على أمر حماية المتاحف، لكن مبعثه الخوف الذى شاهدوه بأم أعينهم، فهم يخشون الندم عندما لا يكون له جدوى، لذا يسألون وزارتى الثقافة والآثار عن مدى استعدادهما لمواجهة الكوارث التى تطل علينا بوجهها القبيح فجأة، ولا تغادرنا إلا بعد أن تكسر قلوبنا على أشيائنا الغالية، يسألون وفى ذاكرتهم سرقة لوحة زهرة الخشخاش للفنان العالمى فان جوخ من متحف محمد محمود خليل، وعدم التوصل حتى الآن لسارقها، رغم أن العملية تمت فى أغسطس 2010، كذلك سرقة خمس لوحات للفنان محمود خليل منذ أشهر قليلة من متحف الفن الحديث، واكتشاف الجريمة بعد أسبوع كامل من السرقة عند مراجعة الكاميرات، كما أن الحريق المحدود الذى أصاب المتحف الكبير منذ أشهر قليلة، ورغم أنه كان فى «سقالات» العمل، فإنه أثار فزع الجميع على أحد أهم المشروعات الكبرى فى مصر.
 
إذًا سؤال الناس مشروع، والإجابة عنه حتمية، لكننا لا نريد إجابة لفظية، بل نريد استعدادًا حقيقيًا بتحويل المتاحف إلى متاحف ذكية، تعرف كيف تتعامل مع هذه الكوارث، متمنين السلامة من الله، والعمل الجاد المسؤول من الجميع.        






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة