كانت لديهن رغبة ملحة فى الوصول إلى هدف حقيقى يرضى ذاتهن وتحقيق طموحاتهن وأحلامهن، فقد أصررن أن يكافحن مثل غيرهن وتحقيق هدفهن المنشود من خلال تدريبهن ثم تصنيع المنتجات اليدوية من مخلفات الموز، بعد أن كانت الفكرة جديدة بالنسبة لهن.
200 فتاة بمحافظة سوهاج قررن مكافحة البطالة من خلال تصنيع المنتجات اليدوية من مخلفات الموز، وضربن مثلاً رائعًا فى الكفاح والعمل الجاد، حيث أنتجوا العديد من هذه المنتجات لبيعها وتسويقها داخليًا وخارجيًا لتكون بمثابة انطلاقة حقيقية لهن من خلال هذا المشروع .
التقى "اليوم السابع" فى البداية بالمشرف العام على تدريب الفتيات محمد يسرى، وقال إننا قمنا بتأهيل وتدريب 200 فتاة من فتيات محافظة سوهاج على إنتاج منتجات يدوية من مخلفات شجر الموز، حيث تعتبر سوهاج من أكبر محافظات الجمهورية زراعة لشجر الموز بأنواعه بمساحة تقدر 3000 فدان وبإنتاج مخلفات تقدر بـ50 ألف طن سنويًا.
وأضاف يسرى، أن هذه المخلفات تمثل مشكلة كبيرة للمزارعين والدولة، لكيفية التخلص منها، حيث إن المزارعين ليس أمامهم أى طريقة للتخلص منها إلا عن طريق إلقائها على الطرقات، ويمثل ذلك عائقًا كبيرًا للسير، أو إلقائها فى المصارف والترع ونهر النيل، فقمنا باستغلال هذه المخلفات فى تدريب الفتيات على إنتاج وتصنيع المنتجات اليدوية منها لمكافحة البطالة، وتدريبهن على ذلك من خلال مرحلة جمع مخلفات الموز واستخراج الألياف من هذا الشجر ثم مرحلة المعالجة وأخيرًا الإنتاج، وتم بالفعل إنتاج وتصنيع بعض المنتجات اليدوية لبيعها وتسويقها داخليًا وخارجيًا .
وأوضح يسرى، أن هدفه هو توفير فرص عمل للفتيات على مستوى المحافظة وحماية البيئة من خطر التلوث والاستخدام الأمثل للثروة المهدرة من مخلفات شجر الموز، وكذلك تنمية هذه الحرف اليدوية التراثية وتحويلها لمشروع مؤسسى وزيادة دخل الأسر والارتقاء بمستواها ماديًا بتوفير فرص عمل للأكثر احتياجًا فى المشروع، بالإضافة إلى زيادة التصدير للخارج ونشر الهوية المصرية التراثية وإشباع السوق المحلى والعالم بالمنتجات اليدوية.
فيما قالت أميرة عطا 28 سنة، إنها بعد حصولها على المؤهل الدراسى كلية الدراسات الإسلامية فكرت فى العمل وعلمت بفكرة تدريب الفتيات على تصنيع المنتجات اليدوية من مخلفات الموز وتدريبهن، فتوجهت على الفور للحصول على التدريب لمدة 17 يومًا تحت إشراف محمد يسرى المشرف على التدريب، وكان التدريب على مستوى عالى تعلمت خلاله تصنيع المنتجات اليدوية من هذه المخلفات، خاصة أن هذه المخلفات ليس لها أى استخدام بعد إلقائها .
وأضافت أميرة، أنها فخورة بنفسها بعد تعلمها كيفية التصنيع، وذلك بديلاً عن الوظيفة ومكافحة البطالة، فقد قامت بتصنيع المنتجات اليدوية مع زميلاتها من خلال عدة مراحل منها استخراج الألياف من شجر الموز وتصنيعها على النول واستخراج أشكال مختلفة من الجلد الطبيعى .
فيما قالت شيماء عبداللاه، 29 سنة، إن فكرة التدريب على تصنيع المنتجات اليدوية من مخلفات الموز لم تخطر ببالها من قبل، ولكنها أصرت أن تبدأ فكرة التدريب للحصول على فرصة عمل ومكافحة البطالة، وكانت السعادة تغمرها بأنها تعلمت عملية التصنيع من خلال المشرف على التدريب محمد يسرى فقد تعلمت كيفية استخرج ألياف الموز والماكينة المستخدمة فى ذلك، وكذلك فرد الألياف على النول واستخراج المنتجات وتصنيع الحقائب الجلدية لبيعها وترويجها .
وأضافت شيماء، أنها فخورة بما حققت من تصنيع المنتجات اليدوية من مخلفات الموز كبديل عن الوظائف الحكومية، وكذلك يدر عليها دخلاً شهريًا كمصدر رزق لها، وتتمنى توسيع المشروع وعمل العديد من الفتيات فى تصنيع المنتجات اليدوية .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة