يعيش الشعب التركى فى أزمة اقتصادية كبيرة بسبب السياسات الفاشلة للرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، والتى كبدت البلاد خسائر فادحة وهبطت بالعملة المحلية لأدنى مستوى لها منذ سنوات، فقد كشفت هيئة الإحصاء التركية عن تقريرها حول معدلات التضخم لشهر أغسطس الماضى، أن أسعار المستهلك سجلت زيادة سنوية بقيمة 17.90%، بينما سجلت زيادة الأسعار شهريًا نحو 2.30%؛ إلا أن الدراسات الميدانية كشفت أن ارتفاع الأسعار فى المواد الغذائية الأساسية تجاوزت 30%.
وسجلت أسعار المنتجات الغذائية فى الأسواق فى الأسبوع التالى لعطلة عيد الأضحى زيادة قدرها 30%، متأثرة بارتفاع سعر الدولار الأمريكى أمام الليرة التركية، كما ارتفعت أسعار 385 منتجًا من بين 700 منتج، الأمر الذى دفع وزارة التجارة التركية لتكثيف رقابتها على الأسواق، فى محاولة لضبط الأسعار.
وكشف تقرير هيئة الإحصاء التركية، الذى نشرته صحيفة "زمان" التركية، ارتفاع أسعار المشروبات الكحولية والمواد الغذائية بإجمالى 127 منتجًا بمعدل شهرى قدره 6%، بينما بلغ معدل الزيادة السنوية 19.75%.
أما فيما يتعلق بالأغذية المكونة من 407 منتجًا فقد سجلت زيادة شهرية قدرها 23.03%، لتكون أعلى نسبة زيادة بين القطاعات الأخرى، وتبعها قطاع المواصلات بمعدل زيادة 17.47%، ثم قطاع العقارات بمعدل 14.85%، ثم المستلزمات المنزلية بقيمة 7.66%، ثم الأحذية والملابس بقيمة 7.21%.
ومن جانبه أوضح البروفيسور ستيف هانكى خبير العملات فى الدول النامية والذى يعمل عضو هيئة تدريس فى جامعة "جونس هوبكينس" الأمريكية، فى تغريدة له عبر تويتر، أن المعدل الحقيقى للتضخم السنوى فى تركيا 96%، والتضخم الشهرى 29%.
وقال الخبير الأمريكى: "فى الدراسات التى يطلق عليها نموذج التضخم الضمني، يتم حساب قيمة التضخم من حساب قيمة القوة الشرائية عبر سعر الدولار الأمريكى".
وفقدت الليرة التركية نحو 40% من قيمتها، فيما بلغ معدل التضخم فى تركيا 17.9 % على أساس سنوى فى أغسطس الماضى، مسجلا أعلى مستوى منذ 14 عامًا.
يشار إلى أن زيت عباد الشمس كان يباع فى 2015 بـ 7.5 ليرة تركية، بينما يباع الآن بقيمة 9.5 ليرة تركية، أمام اللحوم الحمراء التى كانت تباع بقيمة 37 ليرة تركية، وصلت إلى 49.5 ليرة تركية، والطماطم كانت تباع بقيمة 2.90 ليرة تركية ووصلت إلى 3.75 ليرة تركية، أما البطاطس فقد كانت تباع بقيمة 1.5 ليرة تركية والآن تباع بقيمة 5.5 ليرة تركية.
الرواتب لا تكفى لنهاية الشهر
وفى سياق التضخم وتراجع قيمة الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي، وارتفاع أسعار مختلف السلع والخدمات، وبالتحديد المواد الأساسية، التى تمس حياة المواطن التركى العادي، لم تشهد الرواتب زيادة جديدة، ما جعلها لا تكفى البعض حتى نهاية الشهر.
وكانت الحكومة التركية قد توصلت لاتفاق مع النقابات خلال اجتماع شهر ديسمبر الماضي، لزيادة المرتبات بنحو 4% خلال شهر يناير، وزيادة أخرى بقيمة 3.5% خلال شهر يوليو، وبذلك وصل أقل راتب للموظف إلى ألفين و893 ليرة تركية، ومع زيادة الرواتب فى يوليو أصبح 3 آلاف و133 ليرة تركية.
وبالرغم من تطبيق الحكومة زيادة على الرواتب اعتبارًا من شهر يوليو الماضى بنحو 240 ليرة تركية، إلا أن هذه الزيادة غير كافية لمواجهة الزيادة التى حدثت مؤخرًا فى أسعار المنتجات الغذائية الأساسية.
وبحسب دراسة لاتحاد النقابات العامة المتحدة، فإن تكلفة المصروفات الأساسية فى المطبخ لأسرة مكونة من أربعة أشخاص وصلت إلى 1700 ليرة تركية شهريًا، بزيادة بلغت 10.2%.
وأوضحت الدراسة أن متوسط الزيادة الشهرية للأسعار حوالى 20-25 ليرة تركية، مشيرة إلى أن زيادة الرواتب تكاد تواجه زيادة الأسعار.
وتم تطبيق الزيادة الجديدة فى الرواتب بالتزامن مع ارتفاع معدلات التضخم التى وصلت نحو 20% متأثرة بالارتفاع الجنونى للدولار أمام الليرة التركية، فمع بدء تطبيق زيادة الأسعار فى شهر يناير الماضي، كان الدولار عند مستوى 3.75 ليرة تركية إلا أنه ارتفع إلى 6.60 ليرة تركية، وبهذه الزيادة يكون أقل مرتب فى الدولة قد تراجع من 835 دولار أمريكى إلى 474 835 دولار أمريكى بتراجع بلغ 361 دولار أمريكي.
تأييد الديكتاتور فى الشارع يتراجع
فيما كشف استطلاع رأى جديد أجرته مؤسسة "MetroPOLL" للأبحاث والدراسات أن نسب تأييد المواطنين لرئيس الجمهورية ورئيس حزب "العدالة والتنمية" أردوغان تراجعت بشكل كبير.
ونشرت المؤسسة نتائج استطلاع الرأى الأخير عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعى تويتر بعنوان "تقييم تركيا فى أغسطس 2018، مشيرة إلى أن نسبة تأييد المواطنين لأردوغان تراجعت إلى 44.5%، موضحا أن 92.6% من أنصار حزب العدالة والتنمية المشاركين فى استطلاع الرأى يؤيدون أردوغان، وكذلك 68.6% من حزب الحركة القومية المتحالف مع حزب العدالة والتنمية يؤيدون أردوغان.
أما نسبة تأييد أردوغان بشكل عام فقد أصبحت 46.7%، بينما أوضح 8.8% من المشاركين عدم استقرارهم على إجابة معينة، وكانت نسب تأييد أردوغان فى الدراسة نفسها فى الشهر الماضى كانت عند مستوى 53.2%؛ وزادت نسب غير المؤيدين لأردوغان بنحو 8%.
جدير بالذكر، أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان حصل على 52% من مجموع الأصوات فى الانتخابات الرئاسية فى 24 يونيو الماضي.
وستشهد تركيا فى مارس العام القادم انتخابات المحليات وسط تدهور الأوضاع الاقتصادية فى ظل فقدان الليرة التركية أكثر من 40% من قيمتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة