تحولت السياسة البرازيلية من الاضطراب إلى الفوضى بعدما تعرض المرشح الرئاسى جايير بولسونارو للطعن بينما تواجه أكبر الأسماء على الساحة السياسية تهم الفساد، فى الوقت الذى تتصاعد فيه مشاعر الغضب تجاه الحكومة الحالية.
المراقب للسياسة البرازيلية يرى أن أسماء كثيرة تغيرت فى تقلبات سياسية وتظاهرات وتهم فساد ربما تسلم الرئاسة ليد المرشح جايير بولسونارو الذى تعرض للطعن.
جايير بولسونارو ضحية محاولة اغتيال
جايير بولسونارو تعرض للطعن فى تجمع انتخابى
مرشح اليمين المتطرف والذى يتصدر استطلاعات الرأى تعرض للطعن فى المعدة بسكين خلال تجمع انتخابى، وقالت وسائل إعلام إن تصريحاته المثيرة للجدل والتى تثير غضب السياسيين بمدح الحكم العسكرى جلبت له أيضا قاعدة وفية من المؤيدين اليمينيين الكارهين لحكومات دا سيلفا وخلفاءه الذين يحنون لفترة الحكم العسكرى وحاليا يحتاج المرشح لفترة نقاهة شهرين أى أنه حتى لو فاز بالرئاسة فأمامه شهر قبل أن يتولى مهام المنصب.
لولا داسيلفا فى السجن
لولا دا سيلفا
الرئيس الأسبق للبرازيل اسم كان مطروحا بقوة للعودة لقيادة البلاد فى الانتخابات المقررة فى أكتوبر المقبل، ولكن تهم الفساد ووجوده فى السجن يحول دون هذا، على الرغم من هذا عدم تأثر شعبيته بين مؤيديه الذين تجمعوا أمام مبنى المحكمة فى مايو الماضى لمنع القبض عليه قبل أن يقرر هو تسليم نفسه، وحتى الأن مازال يناضل من أجل الترشح للرئاسة وهو فى السجن حتى أعلن قاض المحكمة العليا البرازيلية رفض الاستئناف الذى قدمه لولا دا سيلفا بخصوص الطعن فى قرار إبطال ترشحه للانتخابات.
ميشال تامر متهم
ميشال تامر
فى نفس يوم رفض استئناف لولا داسيلفا، أوصت الشرطة الفيدرالية البرازيلية بتوجيه تهم الفساد لرئيس البلاد الحالى ميشال تامر
وكانت التهم الجديدة هى الرشوة وغسيل الأموال وتلقيه تمويلا ضخما يبلغ 2.41 مليون دولار من شركة "أوديبريخت" للبناء، وهو التمويل المخالف للقانون باعتبار أن تامر كان يشغل وقتها فى عام 2014 منصب نائب رئيس البلاد.
وكان تامر واجه تهما بالفساد العام الماضي، لكن الكونجرس البرازيلي عرقل فتح تحقيق معه.. لكنه مع ذلك لا يسعى لفترة رئاسية جديدة حيث دعم مرشح حزبه "جيرالدو الكمين" للرئاسة.
جيرالدو الكمين متهم هو الأخر
جيرالدو ألكمين
حتى لو لم يكمل ميشال تامر فى المنصب فإن المرشح الذى أيده متهم هو أيضا بالفساد حيث قالت صحيفة "الجارديان" إن متهم بتلقى تمويلات من شركة البناء أوديبريخت على غرار ميشال تامر أيضا، وكذلك بغسيل الأموال.
لماذا كل تهم الفساد؟
ميريام جولدن المحللة الخاصة بالشأن البرازيلى فى صحيفة "نيويورك تايمز" كانت صرحت بأن الفساد متوغل فى الحياة السياسية البرازيلية لدرجة أنه لا يتفاجئ الرأى العام من تهم فساد ضد سياسى أو أخر، ولذا لم تتأثر شعبية لولا دا سيلفا سواء بتهم الفساد والرشوة أو بسجنه.. رغم إدانته فى بتسلم شقة من أجل تسهيلات مرتبطة بشركة بتروبراس النفطية الحكومية، بحسب BBC.
ونفس الشئ مع الرئيسة السابقة ديلما روسيف التى خرجت مظاهرات تطالب بإقالتها فى 2016 نتيجة انهيار الخدمات ارتفاع الأسعار لكن بعد خروجها من المنصب نزل أنصارها فى حشود للشوارع تطالب بعودتها وإقالة نائبها ميشال تامر الذى تولى المنصب ومازال فيه حتى الأن، حتى وإن كانت ديلما روسيف تلاعبت فعلا بموازنة الدولة العامة وهو الاتهام الذى تم عزلها بسببه.
والقول المشهور فى البرازيل هو rouba mas faz..والتى يمكن ترجمتها إلى "إنه لص لكنه ناجح" لذا يمكن للرأى العام تقبل سياسى تحاصره تهم الفساد طالما ينفذ ما يعد به.. لكن المشكلة فى البرازيل الأن هى تفشى مستويات الفساد لدرجة خلق كيان كامل فى ظل الدولة.
بولسونارو بعلامة المسدس
وبحسب شبكة CBC الكندية فإن هذه الأنباء كان يمكن أن تكون عادية لكن كونها جاءت مع صعود اليمين المتطرف فإنها ربما تسلم الانتخابات كلها ليد المرشح جايير بولسونارو الذى يصفه البعض بـ"ترامب البرازيل".. والسبب هو أنه متصدر لاستطلاعات الرأى ومعادى للولا دا سيلفا وديلما روسيف وميشال تامر الذين تعانى جبهتهم التفكك.
من ناحية أخرى فإن تصريحاته لا علاقة لها التقشف بل يعلن صراحة تأييده قتل أى شخص يشتبه فى انتمائه لعصابات المخدرات أو أى عصابة إجرامية مسلحة، ويشير دوما هو وأنصاره بيده على شكل مسدس علامة على موقفه هذا، الأمر الذى يعطى صدى لدى الناس بأنه الشخص الذى سيعيد الانضباط للبلاد، باعتباره لا تلاحقه تهم فساد مقارنة بالأخرين، وإن كانت أكبر الانتقادات ضده من صحيفة "الجارديان" التى وصفته بأنه "ترامب المنطقة الاستوائية" وأنه "معاد للديموقراطية" ويشجع خطاب الكراهية ضد المرأة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة