أحمد منصور يكتب: عن الرفق بالحيوان وحسن معاملته أتحدث

الأحد، 09 سبتمبر 2018 10:00 م
أحمد منصور يكتب: عن الرفق بالحيوان وحسن معاملته أتحدث الرفق بالحيوان أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الرفق بالحيوان ثقافة لابد أن نكتسبها جميعا ففى حقيقة الأمر نحن نعامل الحيوانات معاملة قاسية، فالحيوان أحد مخلوقات الله عز وجل الذى يجب أن نحسن معاملته وألا نقسوا عليه كما نرى فى كثير من الأحيان.

على مدار السنوات الماضية شاهدت مواقف عديدة توضح مدى إحترام الشعوب الأجنبية للحيوان ومعاملته معاملة تصل فى كثير من الأحيان إلى درجة معاملة البشر فمن أهم المواقف التى لا أستطيع أن تفارق ذهنى مدى الحياة  :أنه فى أحد السنوات التى لا أتذكر تحديدها كنت أقطن أنا وأسرتى الصغيرة فى منزل عبارة عن طابقين تحديدا فى الطابق الثانى وفى شهر رمضان المعظم كنت أجلس فى بلكونة المنزل قبل الإفطار فشاهدت فى أحد الأيام سيدة أجنبية مسنة تنزل من سيارة حمراء وبمجرد نزولها من السيارة توجه نحوها مجموعة من الكلاب الضالة ويحيطون بها من جميع الإتجاهات لدرجة جعلتنى أخشى على السيدة من بطش الكلاب بها ولكن إذ بى أجد السيدة تفتح شنطة سيارتها وتخرج ثلاث صناديق مغلقة بها كميات من الطعام والمياه وتفتحها حتى يتناول الكلاب تلك الأطعمة وتأخذ السيدة الصناديق مرة أخرى وتنصرف وسط مشهد عجيب وتجد الكلاب تعوى وكأنها تودعها قبل أن تنصرف وظننت أنها حضرت لمرة واحدة لن تكررها مرة أخرى، وفى اليوم التالى وأثناء جلوسى فى نفس المكان مرة أخرى وجدت مشهد آخر يدعوا للتأمل فوجدت الكلاب تجمعت فى نفس المكان وفى نفس التوقيت وفى نفس اللحظة التى حضرت فيها السيدة بسيارتها الحمراء وتكرر نفس ماحدث بالأمس مرة أخرى ووجدت أن السيدة تأتى يوميا إلى هذا المكان وفى أحد الأيام قررت أن أتحدث معها وبالفعل ذهبت إليها فوجدتها سيدة تحمل جنسية إيطالية على ماأتذكر وسألتها ماذا تفعلين أنا أشاهدك يوميا تأتين إلى هنا لتضعى تلك المأكولات للكلاب فأجابت هذا حقيقى أنا أعيش هنا أنا وزوجى ووجدنا أن هؤلاء الكلاب يعيشون فى الشوارع دون أدنى رعاية ويتعرضون للبطش يوميا وهذا قد يؤدى إلى أن يتحولوا إلى كلاب مفترسة تضر بالسكان الذين يعيشون فى تلك المنطقة فسألتها هل لم تخافى أول مرة عندما حضرتى إلى هنا وسط تلك الكلاب ألم تخشى أن تتعرضى للأذى؟ فأجابت إطلاقا لم أشعر بأى خوف فالحيوان له قدرة فائقة على التمييز فالحيوان يشعر بالشخص الذى أمامه ولايهاجمه إلا إذا شعر بأن هذا الشخص قد يأذيه ولذلك لم أشعر بالخوف ولو للحظة من هؤلاء الكلاب فسألتها ما الأمر فى بلادكم ماذا تفعلون فى الكلاب الضالة التى تعيش فى الشوارع؟ فأجابت أن هناك جميعات خيرية مهمتها الأساسية إستقبال تلك الكلاب الضالة وتوفير الرعاية الجيدة لها من جميع أنحاء العالم وهناك حسابات بنكية لإستقبال التبرعات التى تساعد فى توفير المستلزمات الخاصة برعاية تلك الكلاب بل وأفادت أن هناك قانونا فى دولة إيطاليا يجرم ترك الحيوانات فى الأماكن العامة ومن يفعل ذلك يعرض نفسه للمسائلة القانونية، حديث تلك السيدة عن الجمعيات الخيرية التى تستقبل الكلاب الضالة من جميع أنحاء العالم فسر لى أحد المواقف التى شاهدتها داخل إحدى المطارات المصرية ، فذات يوم فجرا كنت متواجدا بحكم عملى داخل إحدى صالات السفر فوجدت سيدة أجنبية تنهى إجراءات سفرها ومعها صندوق كبير بداخله كلب وعندما نظرت إلى هذا الكلب فوجدت أن ملامحه تشبه كثيرا الكلاب التى نراها فى شوارعنا فتوجهت إليها بالسؤال مباشرة من أين أتيتى بهذا الكلب؟ فردت من هنا من الشارع خلف المكان التى كنت أسكنه مع العلم أن إجراءات شحنه على الطائرة تتكلف الكثير من المال، فاستأذنتها أن ألتقط له صورة حتى تكون آخر ذكرى له فى بلادنا على سبيل الدعابة وعند إلتقاط الصورة وجدت أن الكلب لايريد أن ينظر تجاهى وكأنه غاضب ناقم على مارآه فى بلادنا ولكن فى النهاية نجحت فى التقاط تلك الصورة التى سأرفقها فى هذا المقال.

هنا فكرت فى التحول الجذرى الذى سوف يطرأ على هذا الكلب الذى كان متوجها إلى دولة ألمانيا على ماأتذكر وأدركت أنه سوف يهرب من عالم قاسى يقذفه بالحجارة ويطلق عليه النيران ويتعرض لحملات ليلية من مصلحة الطب البيطرى تقسوا عليه ليلا وتطلق عليه رصاصات تنهى بحياته ومعاملة فى منتهى القسوة لدرجة وصلت فى بعض الأماكن لوضع سم قاتل للخلاص من تلك الحيوانات.

سينتقل إلى عالم آخر يعرف ويقدر قيمة الحيوان ويحسن رعايته ومعاملته هل تعلم أن هناك جواز سفر يتم إستخراجه للحيوان فى الخارج فى حالة إصطحابه خارج البلاد التى يعيش بها هذا حقيقى ورأيته بعينى.

 أتوجه كثيرا بالسؤال بينى وبين نفسى ماهو الفرق بيننا وبين هؤلاء الناس؟

 هؤلاء الناس يحملون داخلهم كل معانى الرحمة والمغفرة هل نحن أمامنا وقت طويل حتى نلحق بهم وبثقافاتهم هل المسألة مسألة إمكانيات هل مازال أمامنا وقت حتى نلحق بركبهم أم الأمر إنتهى، أرى صراحة أن الأمر إنتهى لبعض الأجيال ولكن يجب علينا التركيز على الأجيال الصغيرة التى هى أملنا جميعا، يجب علينا أن نغرز فى قلوبهم الرحمة والمغفرة وكل معانى الإنسانية التى يجب أن يتحلوا بها، ليس من العيب أن نتعلم من غيرنا لاتوجد أى غضاضة فى ذلك لابد من الإستفادة من تلك الشعوب التى تفوقت علينا بالعلم والمعرفة حتى صاروا نموذجا يحتذى به .

أنا هنا لا أوجه الإتهامات لشعبنا العظيم بل وأعرف أن هناك طائفة من المجتمع المصرى تحسن معاملة الحيوانات ولكنها نسبة قليلة جدا، أنا فقط أنقل مارأيته بنفسى لعلنا جميعا نستفيد ونغير من سلوكنا وثقافتنا تجاه الحيوانات التى تعيش حولنا، وعلى الدولة المصرية محاولة إيجاد حلول جادة لحل مشكلة الكلاب الضالة وتوجيه التعليمات لمديريات الطب البيطرى على مستوى الجمهورية بالكف عن قتل الكلاب الضالة وإيجاد حلول بديلة، فعلى سبيل المثال فى دولة الهند يتم السيطرة على الكلاب الضالة وتدريبها على أعلى مستوى لتتحول من كلاب ضالة إلى كلاب حراسات، لماذا لانحاول تطبيق تلك الفكرة فى مصر حتى نتخلص تماما من مشكلة الكلاب الضالة.

فى النهاية وعذرا للإطالة أتوجه إلى السيدة بطلة هذا المقال والتى أثبتت بالفعل وليس بالقول أن مشاعر الرحمة والمغفرة ليست مرتبطة بجنسية ما أو ديانة ما ولكنها مرتبطة بثقافات يتم إكتسابها وتوارثها على مر الأجيال، أتوجه إليها بكل معانى الشكر والثناء على مشاعرها العظيمة تجاه المخلوقات الأخرى التى تعيش بيننا وأريد أن أخبرها بأننى تعلمت منها الكثير وأنها ستظل فى ذاكرتى طوال العمر مع تمنياتى لها بإقامة سعيدة داخل بلادنا الحبيبة مصر.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة