النهر الخالد.. موروثات شعبية تجسد تقديس المصريين وارتباطهم بالنيل عبر الزمان.. الفراعنة استمدوا منه التنظيم وتعلموا حساب الأيام والسنين.. وصمموا "مقياس النيل" بعد دخول الإسلام.. وتغنى به الشعراء فى العصر الحديث

الأحد، 09 سبتمبر 2018 03:00 ص
النهر الخالد.. موروثات شعبية تجسد تقديس المصريين وارتباطهم بالنيل عبر الزمان.. الفراعنة استمدوا منه التنظيم وتعلموا حساب الأيام والسنين.. وصمموا "مقياس النيل" بعد دخول الإسلام.. وتغنى به الشعراء فى العصر الحديث نهر النيل
كتبت أسماء نصار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

منذ قديم الأزل قدس المصريون نهر النيل، فقد عرف المؤرخ اليونانى هيرودوت مصر بقوله "مصر هبة النيل"، لذلك نجد أنه من أهم ركائز حضارة المصريين القدماء التى سميت نسبةً له بحضارة وادى النيل، حيث قامت على ضفافه وحول مجراه، فكانت مصر القديمة تشمل اثنين وأربعين إقليماً، منها عشرون إقليماً فى المنطقة الشمالية، وقد شكلت مملكة مصر السفلى واثنان وعشرون منها فى المنطقة الجنوبية التى شكلت مملكة مصر العليا، إلى أن تم توحيد المملكتين عام أربعة آلاف قبل الميلاد على يد الملك الفرعونى مينا.

 

ارتباط المصريين بنهر النيل

وفى العصر الحديث استمر ارتباط المصريين بنهر النيل وظهر ذلك جليا فى الموروثات الشعبية، التى يعتز بها الشعب المصرى بمختلف طوائفه، على مر العصور، حيث أثرت فى حياته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفنية والحياتية بمختلف أشكالها المتنوعة.

 

المصريون القدماء قدسوا نهر النيل

المصريين القدماء قدسوا نهر النيل وعبدوه، وأسموا فيضانه بالإله (حابى) لأنه أساس وجودهم، فمنه استمدوا التنظيم فى مرافق حياتهم، فقد تعلموا حساب الأيام والسنين وقسموا فصول السنة، كم ساهم فى بناء تفكيرهم، وتكيفهم مع محيطهم، والبحث عن الحلول فى درء خطر فيضانه العظيم، والمخطوطات القديمة المصرية حافلة بأساطير وقصص عن نهر النيل الذى هو رمز الحياة والخصب والتنيل، وخير مصر الوفير وتقول إحدى النصوص: "من يلوث ماء النيل، سيصيبه غضب الآلهة".

 

ألقاب نهر النيل عند القدماء المصريين

ولقب المصريون القدماء هذا النهر بعدة ألقاب منها: "رب الأسماك، وواهب الحياة، وجالب الخيرات، وخالق الكائنات، وربّ الرزق العظيم"، كما ارتبط النهر بمفاهيم العالم الآخر لديهم، فكانوا يتركون المراكب والشّباك، وأدوات الصيد الخاصّة بالمتوفى فى المقابر، وفى الوقت نفسه كانوا يكتبون فى سجلات من يتوفى منهم ما إذا كان قد احتجز مياه النيل فى حياته أو لوثها.

 

نهر النيل والزراعة

 النيل للزراعة عند المصريين القدماء ازدهرت الزراعة حول نهر النيل خصوصاً فى منطقة الدلتا ذات التربة الخصبة، والتى تكوّنت بفعل التقاء روافد النيل، مما أدى لتراكم طبقات من التربة الغنية على ضفافه، الأمر الذى تنبّه له المصريون وعرفوا فوائده فاستغلوه فى الزراعة، وقد كانوا ينتظرون الفيضان الكبير الذى كان يحدث مرّة فى العام، وسجّلوا أيّامه وراقبوا منسوب مياهه من حيث الارتفاع والانخفاض الذى ارتبطت فيه قيمة الضّرائب التى كانت تُجبى من المزارعين، فحين كانت تغطى حقولهم بالمياه والطمى كان يبدأ موسمهم الزّراعى، فبنوا السّدود حوله وحفروا الترع من أجل الرى، كالترعة الطويلة التى كانت تستجَر منها مياه النهر إلى منطقة الفيوم، والمعروفة باسم (بحر يوسف)، وقد عرفوا الشادوف واستخدموه لنقل مياه النيل ورى أراضى المناطق البعيدة، فكان قدماء المصريين أفضل شعوب الأرض تكيفاً واستغلالاً لمقدراتهم البيئيّة.

 

فيضان النيل

فيضان النيل له أهمية كبيرة جداً فى حياتنا، نجد أن المصريين فى عهد الفراعنة اتخذوا طقوسا للاحتفال بفيضان النيل والدليل على ذلك صورهم ورسومهم التى تم نقشها على جدران المعابد والمقابر، وعندما جاء الإسلام اهتم بالنيل وعظم من شأنه لدرجة أن من حكموا مصر بعد دخول الإسلام اهتموا بتصميم ما يعرف بمقياس النيل وهذا المقياس موجود إلى يومنا هذا فى جزيرة الروضة بمحافظة القاهرة.

 

عبارات عن نهر النيل

هناك الكثير من الكلمات والعبارات التى قيلت عن نهر النيل وذلك لأهميته الكبيرة وخيره الوفير، نهر النيل هو الذى يحضن الأشجار لتظهر لنا بهذا الشكل الرائع، فالنيل هو أكسجين الحياة الذى بدونه لا نستطيع العيش، هذا بالإضافة إلى أننا نلاحظ أن نهر النيل تحدث عنه كل من أمير الشعراء أحمد شوقى وكبير الشعراء حافظ إبراهيم ومن قبلهم هيرودوت وغيرهم الكثير، كما أن نهر النيل ارتبط بالحب فى عصرنا الحديث فقد أصبح ملتقى المحبين والعشاق.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة