كريم عبد السلام

الإرهاب يحتضر فى مصر

الثلاثاء، 01 يناير 2019 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

التقرير الأخير الذى أعدته  الهيئة العامة للاستعلامات حول تطور الإرهاب فى مصر وجهود أجهزة الدولة فى دحره وتجفيف منابعه ، يكشف بوضوح أن جماعة الإخوان الإرهابية وتنظيماتها المسلحة تعرضت لتدمير شامل وضربات فعالة للغاية على مستوى جهات الدعم والتمويل من الداخل والخارج

ويوضح التقرير بالمعلومات والإحصاءات كيف انهار مؤشر العمليات الإرهابية خلال السنوات الأربع الماضية بفعل جهود أجهزة الدولة فى جمع المعلومات وتوجيه ضربات وقائية لإجهاض المخططات والعمليات الإرهابية قبل ارتكابها وضبط العناصر الخطرة او الاشتباك معها والقضاء عليها ، وبينما شهد عام 2014  ما يقرب من 222 عملية إرهابية، تراجعت إلى 199 عملية عام 2016،  وتراجعت مرة أخرى إلى  50 عملية إرهابية فى 2017 ولم تتجاوز الـ 8 عمليات خلال 2018.

ويجمل التقرير مجموعة من العوامل التى تؤكد فشل المخطط الإرهابى فى مصر كحلقة رئيسية ضمن المخطط الصهيوأمريكى الشامل الهادف إلى تقويض المنطقة العربية بكاملها من خلال نشر الفوضى والحروب الأهلية والعمليات الإرهابية التى ينفذها مرتزقة الجماعات الإسلامجية العميلة من الإخوان وغلاة السلفيين ، ومن أهم العوامل التى يوردها التقرير ، ما أسماه بفشل خطة الإرهاب الرامية إلى خلق حالة من الخوف والهلع والاضطراب المجتمعى بين المصريين، فالعمليات الإرهابية لا تحقق الأهداف المرجوة منها لأجهزة الاستخبارات الخارجية وللدول العدوة الراعية للتنظيمات والجماعات الإرهابية ، وعموم المصريين يلتفون حول قيادتهم السياسية ويعلنون تصديهم لمرتزقة القتل والإرهاب دون خوف أو ارتباك وهذا ما يجعل زرع الإرهاب واستنباته فى مصر على المدى المنظور أمرا مستحيلا.


أيضا ، تعتبر العملية العملية الشاملة التى يقودها الجيش المصرى ضد التنظيمات والجماعات الإرهابية  أحد أهم العوامل التى أدت إلى إجهاض ودحر التنظيمات والخلايا الإرهابية وتراجع نشاطها فى سيناء والمنطقة الغربية وعلى الحدود الجنوبية ، فقد أجبرت العملية الشاملة المجموعات الإرهابية على إحداث تغييرات رئيسية فى طريقة تنفيذ عملياتها وفى طبيعة أهدافها، لأنها لم تعد تجد أى مساحات لحرية الحركة أو التدريب أو استقبال التمويل والتسليح ، وبدت عملياتها تنم عن ضعف ووهن شديدين. فمن ناحية التنفيذ اضطرت هذه المجموعات الإرهابية فى عام 2017 إلى اللجوء للعمليات الانتحارية لمجرد إثبات أنهم موجودون .

ويسلط تقرير هيئة الاستعلامات الضوء على نجاح العملية الشاملة  فى تدمير البنية التحتية للعناصر الإرهابية من الأوكار والخنادق والأنفاق ومخازن الأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة والاحتياجات الإدارية والمراكز الإعلامية ومراكز الإرسال، وكذلك القضاء على قيادات التنظيمات الإرهابية ، خصوصا قيادات الصف الاول والثانى بتنظيم بيت المقدس الإرهابى ، كما نجحت العملية الشاملة فى تأمين الحدود وتجفيف منابع التمويل المادى والدعم اللوجستى ،سواء الحدود البرية والبحرية سواء المرتبطة بنطاق العملية شرقى البلاد أو على الحدود الغربية والجنوبية لها، مما أدى إلى إغلاق مسارات نقل الأموال والأسلحة والمعدات والأفراد للمجموعات الإرهابية بشمال سيناء.


كما تمكنت قوات الشرطة خلال العامين الماضيين  من تحجيم وإضعاف بنية التنظيمات الإرهابية الجديدة التابعة لجماعة الإخوان والمتمثلة فى تنظيمى حسم ولواء الثورة، نتيجة الضربات الاستباقية التى قامت بها سواء من حيث القبض على عناصرها أو استهداف أماكن تجمعها ونقاط ارتكازها وخصوصا فى الظهير الصحراوى الغربى وبعض المدن الجديدة على أطراف القاهرة ، وأصبحت البيانات المعلوماتية لدى الأجهزة الأمنية تحيط إحاطة كاملة بكل خلايا وتنظيمات جماعة الإخوان الإرهابية ، الأمر الذى سمح بتوجيه ضربات متتابعة لكل الخلايا المسلحة ومنعها من تنفيذ خططها وعملياتها بالقاهرة والمحافظات ، حتى إن قيادات الجماعة الهاربة إلى قطر وتركيا اعترفت أكثر من مرة بصعوبة التحرك داخل مصر وعدم قدرة خلاياها النائمة على تنفيذ العمليات المكلفة بها، ولم يعد أمامها سوى العمليات الانتحارية الفردية أو ما يسمى بعمليات الذئاب المنفردة ، التى تعنى بوضوح أن الإرهاب يحتضر فى مصر وأن اجتثاث جذوره بالكامل مسألة وقت لا غير

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة