أكرم القصاص

ترامب وخصومه.. من تويتر للشرق الأوسط وأفغانستان

الخميس، 10 يناير 2019 07:35 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الصعب التكهن بما يمكن أن تصل إليه السياسات الأمريكية فى الشرق الأوسط والعالم، فى ظل القرارات التى اتخذها الرئيس الأمريكى والصراع المتصاعد مع خصومه داخل أمريكا، وهل ينجح ترامب فى الحصول على تمويل لبناء السور مع المكسيك الذى كان أحد أهم نقاط برنامجه الانتخابى، فى ظل أغلبية ديمقراطية ترفض الموافقة، ويرد ترامب برفض توقيع قانون تمويل المكاتب الحكومية، وفى نفس الوقت يتخذ قرارا بسحب القوات الأمريكية من سوريا وسط معارضة من البنتاجون والمؤسسات الأمريكية. 
 
ومع كل الاحتمالات فإن هذا الصراع يؤثر على الكثير من تفاصيل توازن القوى ومصائر القضايا المعلقة فى المنطقة، ترامب يصر على الانسحاب من سوريا ويدافع على «تويتر»: «أنا الوحيد فى أمريكا الذى استطعت أن أطلب عودة قواتنا العظيمة إلى الوطن وهى منتصرة، بل إنه يمد قراره إلى سحب القوات الأمريكية من سوريا وأفغانستان والعراق، ويقول: «لا نريد لأمريكا أن تلعب دور شرطى العالم بعد الآن».
 
القرار بالطبع يصطدم مع الكثير من المصالح والتوجهات والخطط الأمريكية تجاه العالم، وهو وضع يرى ترامب أنه لا يفيده كرئيس للولايات المتحدة، اضطر لزيارة قاعدة «عين الأسد» بالعراق سرا فى عيد الميلاد مع زوجته ميلانيا، وكانت الزيارة أحد نقاط انفجار الخلافات، وعبر ترامب علنا: «كنت خائفا وحزينا.. أن أذهب وأعود فى طائرة مطفأة الأضواء، وقال ألغى سابقا زيارتين للعراق بعد تسرب أنباء عنهما وانكشاف أمرهما قبل القيام بهما، وقال ترامب: من المحزن جدا عندما تنفق 7 تريليونات دولار فى الشرق الأوسط، ويتطلب الذهاب إلى هناك كل هذه السرية الهائلة والطائرات حولك، وأعظم المعدات فى العالم، وأن تفعل كل شىء كى تدخل سالما».
 
وقال أيضا إن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تستمر فى أداء دور الشرطى العالمى: «نحن منتشرون فى العالم، وفى دول لم يسمع بها معظم الناس وهو أمر مضحك». 
 
تصريحات ترامب واجهت انتقادات من قبل عسكريين، وانتقد الجنرال ستانلى ماكريستال، قائد القوات الأمريكية السابق فى أفغانستان قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية، وهو ما دفع ترامب للرد عليه بتويتة: لقد طرد أوباما ماكريستال مثل الكلب بعد فشله فى مهمته الأخيرة بأفغانستان فهو معروف بالفم الكبير الغبى.
 
معارك ترامب لم تتوقف لم تتوقف على قراره بسحب القوات الأمريكية من سوريا، وامتدت إلى إصرار ترامب على 5 مليارات دولار لبناء جدار على الحدود مع المكسيك، ومع معارضة الديمقراطيين رفض ترامب التصديق على قانون أقره الديمقراطيون لإعادة فتح الحكومة، وقال إنه لن يوقع قبل الحصول على الأموال اللازمة للجدار، ومع تمسك كل جانب بموقفه أغلق نحو ربع مكاتب الحكومة الاتحادية منذ أسبوعين مما حرم 800 ألف من العاملين فى القطاع العام من الحصول على أجورهم. وقال ترامب: عبء فى إنهاء هذا الإغلاق يقع على عاتق المشرعين الذين ينتمون للحزب الديمقراطى المعارض.
 
تويتات وتصريحات ترامب، تمثل أزمة داخلية يصعب التكهن بنتائجها، لكنها سوف تؤثر فى كل الأحوال على الأوضاع السياسية فى العراق وسوريا وأفغانستان، لأنها سوف تكون مقدمة لتحولات فى مواقف وطموحات الدول البرى فى حال الفراغات التى تتركها السياسة الأمريكية.
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة