منذ إعلان الائتلاف الحاكم بزعامة رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، نهاية ولايته والذهاب إلى انتخابات مبكرة، فى ربيع العام الجارى، تشهد خارطة الأحزاب الإسرائيلية تغييرات سريعة وغير متوقعة.
فخلال 8 أيام منذ إعلان حل البرلمان الإسرائيلى "الكنيست" والذهاب إلى انتخابات فى الـ 9 من أبريل المقبل، بدل الموعد الأصلى، فى 5 نوفمبر 2019، ظهرت على الخارطة السياسية الإسرائيلية 5 كيانات سياسة جديدة، جميعها حول شخصيات عسكرية وسياسية معروفة وليس حول طرح سياسى.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إنه لا يزال هناك 7 أسابيع حتى غلق الأبواب أمام تسجيل أحزاب جديدة، وليس من المستبعد أن تقوم أحزاب أخرى، تضاف إلى هذه القائمة، إثر انشقاقات من أحزاب قائمة أو تكتلها.
فى التقرير التإلى يرصد "اليوم السابع" بالتفاصيل خارطة الأحزاب السياسية الإسرائيلية اعتمدا على تقارير بالإعلام العبرى..
حزب "الحصانة لإسرائيل"
الحزب أقيم حديثا ويترأسه الجنرال بينى جانتس، رئيس الأركان الإسرائيلى فى السابق.
استطلاعات الرأى تتنبأ بفوزه بعدد مقاعد كبير فى الآنتخابات القريبة، ولكن الملفت أن جانتس نفسه يلتزم الصمت ولا يتحدث كثيرا عن طرحه السياسى لكنه بتسجيل حزبه أكّد أنه ينوى خوض الآنتخابات.
ويقول مقربون منه إنه فى ال4 سنوات الأخيرة أنشأ بنية تحتية متينة ودرس الوضع السياسى، منتظرا ألفرصة لدخول السياسة من باب واسع.
ومن ناحية التوجه السياسى للحزب، يشير محللون إلى أن جانتس لا ينتمى إلى اليسار أو اليمين وإنما الوسط السياسى، بدليل أنه ينوى إقامة ائتلاف مع يائير لبيد.
حزب "تيليم"
حزب أقيم حديثا ويدور حول شخصية عسكرية مرموقة، حيث يترأسه موشيه يعلون، رئيس الأركان ووزير الدفاع فى السابق.
كان يعلون قد انشق عن حزب الليكود، وترك حكومة نتنياهو بعد أن علم أن نتنياهو ينوى نقل حقيبة الأمن لأفيجدور ليبرمان، وأصبح يعلون بعدها معارضا كبيرا لحكم نتنياهو وأعلن أنه ينوى خوض الآنتخابات على رأس حزب جديد.
وفى بيان إعلان انطلاق الحزب قال يعلون إنه سيعرض قريبا قائمة بشخصيات انضمت إلى الحزب والمشترك لهم النزاهة السياسية. من الواضع أن دعايته الآنتخابية ستكون حول النزاهة فى ظل التحقيقات مع رئيس الحكومة الإسرائيلى فى ملفات فساد.
حزب "اليمين الجديد"
حزب أقيم حديثا برئاسة وزيرة القضاء أيليت شاكيد، ووزير التعليم نفتإلى بينيت، نتيجة انشقاق السياسيين البارزين عن حزب "البيت اليهودى" اليمينى.
الدافع الرئيس وراء إقامة الحزب من ناحية بينيت الذى كان يرأس البيت اليهودى هو الآنفصال عن الجهات المتطرفة فى اليمين المتدين الصهيونى، واستقطاب المزيد من العلمانيين اليمنيين إلى حزب.
سبب آخر هو إقامة بيت يمينى مستقل يمكن أن ينازع نتنياهو على أصوات اليمين وعدم البقاء حزب تابع لنتنياهو ومتعلق به. ونجح الحزب منذ انطلاقه فى ضم شخصيات إعلامية وسياسة بارزة ويتوقع له أن يحقق مفاجأة فى الآنتخابات القربية.
حزب "هتنوعا"- الحركة
حزب أقيم عام 2013 برئاسة تسيبى ليفنى، حتى هذا الأسبوع كان الحزب جزء من الاتحاد الصهيونى، وهو اتحاد بين حركة ليفنى وحزب العمل برئاسة آفى جاباي.
لكن زعيم حزب العمل أسقط هذا الأسبوع قنبلة سياسية فأثار هزة بالإعلان عن فك الوحدة مع ليفنى فى بث مباشر دون أن يعلم ليفنى مسبقا. ووصف الإعلام الإسرائيلى خطوة جبأى بأنها "طلاق قبيح" أمام الكاميرات.
جبأى وليفنى
تشير الاستطلاعات إلى أن ليفنى التى كانت يوما تنتمى إلى حزب الليكود وثم حزب "كاديما" برئاسة أرئيل شارون وثم إيهود ألومرت، لن تنجح فى دخول البرلمان لوحدها، لذلك من المتوقع أن تتحد مع حزب آخر.
وكانت ليفنى قد أوضحت أن المهم هو إنشاء كتلة من أحزاب اليسار والوسط ضد كتلة اليمين التى يرأسها نتنياهو.
حزب "كولانو"- جميعنا
حزب اجتماعى يرأسه موشه كحلون منذ عام 2015.
يحتل فى الراهن 10 مقاعد فى الكنيست وزعيمه، موشيه كحلون، شغل منصب وزير الاقتصاد بعد أن تحألف مع نتنياهو.
ويقول مراقبون إن الحفاظ على نفس عدد المقاعد بالنسبة لكحلون سيكون انجازا كبيرا فى الآنتخابات القريبة، خاصة أن الاستطلاعات الأخيرة تشير إلى تراجع الحزب.
وكان كلحون قد صرّح مرارا أن انجازاته الاقتصادية ستكون محركا فى زيادة شعبيته فى الآنتخابات القادمة، رغم موجة الغلاء التى تنتظر إسرائيل مطلع العام القريب.
يذكر أن قائمة كحلون ستغير وجهها من ناحية الأعضاء، فمن المتوقع أن يتركها السياسى يؤاف جالنت لصالح الليكود. أشارت تقارير أخيرة أن حزب كحلون قد يندمج مع حزب الليكود لكن مقربون من كحلون نفوا هذه الإمكانية.
الملفت فى الحزب أنه أعلن أنه لن يجلس مع نتنياهو فى الحكومة فى حال تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو قبل الآنتخابات.
حزب "إسرائيل بيتنا"
حزب يمينى متطرف يتزعمه أفيجادور ليبرمان، منذ عام 2009، كان السبب وراء تبكير الآنتخابات بعد استقالته من منصب وزير الدفاع، وخروجه من الائتلاف الحكومى.
يعانى الحزب من تراجع فى الاستطلاعات بعد انشقاق النائبة أورلى ليفى أبوكسيس عن الحزب وإقامته بيتا سياسيا مستقلا.
ورغم حديث ليبرمان عن فوز حزبه ب10 مقاعد فى الآنتخابات القريبة، إلا أن المحللين يعتقدون أن فوزه ب 5 مقاعد مثل الوضع الحإلى سيكون جيد، والتحدى بالنسبة لليبرمان سيكون ضم شخصيات سياسية جديدة وجذابة لحزبه.
حزب "ميرتس"
حزب اليسار الإسرائيلى القديم، حيث سيخوض الحزب الآنتخابات القريبة تحت شعار "تبديل الأجيال".
ويقود الحزب اليوم السياسية الشابة ميخائيل زندبرج بعد استقالة النائبة زهافا جلؤون التى قادت الحزب فى السنوات الأخيرة وحصلت على 5 مقاعد فى الآنتخابات الأخيرة.
وكان الحزب قد أطلق حملته الآنتخابية مطلع الأسبوع الراهن فى مؤتمر انتخابى كبير، وقالت خلاله زعيمة الحزب إن الهدف هو إعادة اليسار الإسرائيلى على الخارطة السياسية الإسرائيلية وألفوز ب10 مقاعد لكى يكون الحزب مؤثرا، لكن الاستطلاعات لا تتنبأ بهذا العدد من المقاعد للحزب.
حزب "جيشر" - الجسر
حزب أقيم حديثا، عام 2019، برئاسة السياسية أورلى ليفى أبكسيس التى انشقت عن حزب "إسرائيل بيتنا".
وهى كريمة السياسى الإسرائيلى المعروف من أصول مغربية، دافيد ليفى، الذى شغل منصب نائب فى البرلمان الإسرائيلى نحو 37 عاما.
والملفت أن الاستطلاعات تشير إلى أن حزب ليفى أبكسيس فى صعود مستمر.
وتؤكد ليفى فى المقابلات معها أن همها الأكبر هو العمل الاجتماعى، وأن حزبها الجديد الذى تبنيه سيضم شخصيات تطمح إلى إحداث تغييرات اجتماعية فى إسرائيل لكسر احتكار رأس المال وجسر ألفجوات بين المركز والأطراف ودعم الطبقات الضعيفة لتنعم بحياة مشرفة فى إسرائيل.
حزب "البيت اليهودى" – "الصهيونية الدينية"
شهد الحزب اليمنى المساند المحسوب على المستوطنين شهد هزة سياسية كبرى بعد انشقاق زعيم الحزب نفاتلى بينيت عنه وانشقاق الشخصية النسائية الأبرز فى الحزب مع بينت، لكى يقيمان بيتا سياسيا جديدا.
كان الحزب حصل فى الآنتخابات الأخيرة على 8 مقاعد، وتسلم حقيبة التربية والتعليم وحقيبة العدل. لكن الوضع بالنسبة للحزب أو ما تبقى منه سيكون مختلفا تماما.
حزب "شاس"- حزب اليهود الشرقيون
حزب دينى متطرف يتزعمه آريه درعى، وتتنبأ الاستطلاعات بتراجع فى عدد المقاعد للحزب الدينى الذى فاز فى الآنتخابات الأخيرة بـ7 مقاعد.
وتلتفت الأنظار إلى مستقبل زعيم الحزب، آريه درعى، الذى يخضع للتحقيقات فى تهم فساد ويُعتقد أن تورط مجددا بالتحايل على سلطات الضريبة.
وفى هذه الظروف يقول المحللون إن هدف زعيم الحزب الحفاظ على قوة الحزب وألفوز على المنافس القوى، أيلى يشأى.
يذكر أن شعبية درعى ما زالت قوية فى القدس المحتلة والدليل على ذلك فوز المرشح الذى دعمه برئاسة بلدية القدس.
حزب "يهدوت هتورا"- حزب اليهود الأوروبيون
حزب دينى يرأسه الحاخام يعقوب ليتسمان، وينهى الحزب الذى فاز فى الآنتخابات الأخيرة بـ 6 مقاعد الولاية الحالية فى الكنيست وهو يعانى من انقسام جرّاء موقف زعيم الحزب من قانون "تجنيد الشباب المتدينين".
ففى حين يقود يعقوب ليتسمان الخط المتطرف بشأن قانون التجنيد، يؤيد أعضاء الحزب إبداء المرونة والتنازل من أجل الحفاظ على قوة الحزب، كما أن هناك نداءات للإطاحة بزعيم الحزب.
يذكر أن الحزب يضم فى الأساس فئتين من الحريديم: التيار "الحسيدى" والتيار اللتوانى، وقد ازداد الآنقسام بين التيارين فى أعقاب الآنتخابات فى بلدية القدس.
حزب "يش عتيد" – هناك مستقبل
حزب وسطى يزعمه السياسى الإعلامى فى السباق يائير لبيد، أٌقيم عام 2013 وحقق مفاجأة كبرى فى الآنتخابات حينها.
اتضح أن الحزب ليس مؤقتا وإنما كتلة سياسية ستؤثر على السياسية الإسرائيلية فى العقود القريبة.
فاز الحزب فى الآنتخابات الأخيرة عام 2015 بـ11 مقعدا، وتتنبأ الاستطلاعات أن يحتل تحت زعامة يائير لبيد، المرتبة الثانية بعد حزب الليكود.
فوفق أحد الاستطلاعات سيفوز الحزب بـ20 مقعدا فى الآنتخابات القريبة ومن المحتمل أن يكون لبيد رئيسا للحكومة. وكان لبيد قد صرّح أكثر من مرة أنه الوحيد الذى يشكل بديلا فى إسرائيل لحكم نتنياهو.
ويقول محللون إن لبيد يطمح إلى تجأوز ال20 معقدا فى الآنتخابات الأخيرة وذلك عبر ضم شخصية أمنية مرموقة مثل بينى جانتس أو جابى أشكنازى، كلاهما شغلا منصب رئيس الأركان فى الماضى.
القائمة العربية المشتركة – كتلة النواب العرب
تحتل القائمة العربية التى تضم الأحزاب العربية فى إسرائيل فى الراهن 13 مقعدا فى الكنيست الإسرائيلى تحت زعامة النائب أيمن عودة.
السؤال الملح بالنسبة للقائمة هو فرص استمرار الشراكة بين الأحزاب العربية المتخلفة، علما أنها تعانى من خلافات.
النواب العرب بالكنيست
وهوية زعيم الحزب ما زالت مفتوحة، فهناك حديث عن تغيير محتمل وتسلم النائب أحمد الطيبى منصب رئيس الحزب مكان رئيس القائمة أيمن عودة.
وفى حال نجحت القائمة فى الحفاظ على الوحدة بين مركباتها العلمانية "الجبهة" والدينية "الحركة الإسلامية" سيكون هدفها السياسى ألفوز بـ 15 مقعدا فى الآنتخابات القادمة، لتشكل "درعا واقيا" للأقلية العربية فى إسرائيل.
حزب العمل
يمر الحزب العريق بأزمة كبرى فى الراهن بعد فك الشراكة السياسية مع تسيبى ليفنى والحديث عن أن فئة كبيرة من منتسبى الحزب ينوون الإطاحة برئيس الحزب آفى جبأى، بعد الإطاحة بالسياسية لينفى بصورة قبيحة.
حصل الحزب فى الآنتخابات السابقة على 24 مقعدا تحت زعامة إسحق هرتسوج بعد أن خاص الآنتخابات تحت بيت سياسى اسمه "المعسكر الصهيونى" مع تسيبى ليفن، إلا أن زعامة الحزب تغيّرت، والآن يقود الحزب آفى جابأى، الذى لم ينجح إلى اليوم فى الوصول إلى عدد المقاعد التى فاز بها الحزب من قبل.
وتشير الاستطلاعات إلى أن الحزب سيفوز بالحد الأقصى بـ 14 مقعدا فى الآنتخابات المقبلة.
ويقول مراقبون إن التغيير الكبير بالنسبة للحزب الذى ترأس إسرائيل لسنوات طويلة، ممكن أن يحدث فى ضم شخصية أمنية معروفة، والحديث يدور عن بينى جانتس أو جابى أشكنازى، كلاهما شغلا منصب رئيس الأركان فى الماضى.
حزب الليكود
حزب اليمين العريق، لا أحد يشك فى إسرائيل فى أن حزب الليكود ما زال الأقوى فى الساحة السياسية، فتحت زعامة بنيامين نتنياهو حظى الحزب فى الآنتخابات الماضية بـ30 مقعدا، وكان نتنياهو قد أعلن مؤخرا أنه يصوّب المرة إلى ألفوز ب40 مقعدا.
وتتنبأ الاستطلاعات الأخيرة أن يحصل الليكود على 30 مقعدا وأن يكون نتنياهو رئيس الحكومة القادم.
لكن الحملة الآنتخابية لليكود ستتم فى ظل التحقيقات مع نتنياهو، والأمر الذى سيحدد معالم حزب الليكود فى الآنتخابات القريبة وبالتإلى معالم الآنتخابات برمتها، هو قرار المستشار القضائى للحكومة، أفيحأى مندلبليت، فى ملفات نتنياهو، وهل سيعلن نتائج البت فى الملفات قبل موعد الآنتخابات فى الـ9 من أبريل أم أنه سينتظر إلى ما بعد الآنتخابات؟ علما أن القرار سيكون له تأثيرا عظيما على مستقبل نتنياهو ومستقبل حزب الليكود.
نتنياهو من جانبه أشهر سكاكينه وأعلنه أنه سيحارب حتى اللحظة الأخيرة قائلا إن تقديم لائحة اتهام ضده واستدعائه لاستجواب قبل الآنتخابات سيكون خطوة غير نزيهة لأنه لن يقدر على طرح روايته على الاستجواب.
ويقول مراقبون إن هذه التصريحات التى يذيعها نتنياهو على صفحته على فيسبوك لها صدى كبير على الناخب الإسرائيلى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة