مينا سمير يكتب: لماذا لا نرى الحقيقة

الخميس، 10 يناير 2019 02:00 م
مينا سمير يكتب: لماذا لا نرى الحقيقة ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اعتدنا دائماً على إلقاء اللوم على الآخرين دون أن نبحث خلف المقصد الحقيقى لما يفعله الآخرون تجاهنا، اعتدنا دائماً ألا ننظر سوى لما أمامنا وكأننا لا نريد رؤية الحقيقة الموجودة لدينا بالفعل أو بالأحرى نتعمد تجاهلها حتى لا نرى بداخلها تفكيرنا المشوش الذى يرفض الاعتراف بالأخطاء، بل يظن أنه لا يرتكب الأخطاء كونه يرى الصورة الصحيحة دائماً.
 
أعلم أن كلامى هذا قد يكون صادماً للكثيرين لكن من منا لا يفكر بهذه الطريقة؟ كم من الناس يعترفون بالأخطاء؟ قليلون من يتقبلون فكرة الاعتراف بالأخطاء، ولمحاولة تقريب الصورة فسوف نسرد قصة حدثت بالفعل، كان هناك شخص يمتلك أحد المحال التجارية وكان هناك شخص بائس مسكين يرتدى ثيابا بالية ممزقة ينام أمام محل الرجل وكان الرجل صاحب المحل عندما يرى الرجل المسكين نائماً أمام محله كان يقوم بضربه ويصرخ فى وجهه قائلاً أذهب لا أريد رؤيتك مرة أخرى ثم يأتى اليوم التالى ويتكرر المشهد ويرى صاحب المحل الشخص المسكين ويقوم بضربه مرة ثانية ويقول له أنت من تتسبب فى انبعاث رائحة كريهة أمام واجهة محلى أذهب لا أريد رؤيتك هنا.
ثم يأتى اليوم التالى أثناء تناول صاحب المحل إحدى الوجبات الغذائية إذ به يرى الرجل المسكين أمام واجهة المحل وكأن الرجل المسكين يتمنى أن يتذكره صاحب المحل ولو بكسرة خبز وإذ بصاحب المحل يهب من على كرسيه ويصرخ فى وجه الرجل المسكين قائلاً إذا رأيتك هنا مجدداً فسوف أقوم بقتلك، إلى أن أتى صاحب المحل إلى فتح محله كما اعتاد كل يوم وعندما نظر أمام واجهة محله فلم يجد الشخص المسكين الذى كان يجلس أمام المحل بشكل يومى واستمر بالبحث عن الرجل فى كل أرجاء المكان وإذ بسيدة تمتلك أحد المحلات المجاورة له تجيبه وتقول له تبحث عنه إنه رحل ولن يعود مجدداً، فدخل الرجل إلى محله وأثناء جلوسه لمراجعة الكاميرات فى الأيام السابقة وجد الرجل المسكين الذى كان يلقنه الضربات فى كل يوم يدافع عن المحل، فكان الرجل المسكين عندما يرى شخص يحاول الكتابة على واجهة المحل يقوم بطرده ثم أتى شخصان فى اليوم التالى وحاولوا إلقاء القمامة أمام واجهة المحل وإذ بالرجل المسكين يقوم بطردهما، إلى أن أتى يوم ووجد الرجل المسكين شخصان يحاولان التسلل إلى المحل وسرقته فقام بالدفاع عن المحل وكانت نتيجة ذلك أنهم قتلوه.
عندما رأى صاحب المحل كل ذلك لم يتمالك نفسه وتساقطت الدموع بغزارة من عينيه نادماً على كل ما فعله حيال الرجل المسكين فكثيراً ما نتجاهل الحقائق وكأننا نكتفى بالصورة التى نراها غير مهتمين بالجانب الحقيقى لما يحدث فالرجل صاحب المحل لم ينظر إلى الرجل المسكين سوى أنه يفسد واجهة محله، ويحاول أن يلحق الضرر بممتلكاته ولم يحاول البحث وراء الجانب الحقيقى لتصرفات ذلك الرجل المسكين وكيف أن ذلك الرجل دفع حياته ثمناً للدفاع عن هذا المكان وحاول أن يمنع أى متسلل من إلحاق الضرر بأصحاب هذا المكان، وإذا نظرنا بداخلنا فسوف نجد كثيرين منا أمثال صاحب المحل لا ينظرون للآخرين سوى أنهم يحاولون إلحاق الضرر بهم ولا يحاولون البحث ما الذى تخفيه الحقيقة التى لا يريدون رؤيتها، أو كما تحدثنا مسبقاً التى يتعمد تجاهلها حتى لا يرى بها عيوبه فيا ليتنا نبحث عن الحقيقة بدقة حتى نستطيع رؤيتها بشكل واضح.
 
 
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة