أعطت تركيا الضوء الأخضر لجبهة النصرة الإرهابية للسيطرة على محافظة إدلب السورية، وذلك فى تنصل أنقرة بشكل واضح من اتفاقها مع الجانب الروسى والإيرانى على خفض التصعيد العسكرى فى المحافظة وفشلها فى الالتزام بالفصل بين المعارضة السورية المسلحة وجبهة النصرة الإرهابية التى تمولها قطر.
وسيطرت جبهة النصرة الإرهابية على محافظة إدلب السورية بعد استسلام الفصائل المسلحة التى تمولها أنقرة للفصيل الإرهابى، ما يشير لوجود نية تركية للتلاعب بما وقعت عليه أنقرة خلال اجتماعات أستانة التى تعقد بين إيران وروسيا وتركيا.
وفى محاولة لتبرير موقفها من سيطرة جبهة النصرة الإرهابية على إدلب، قالت وسائل اعلام تركية ان الجيش التركى أرسل اليوم الجمعة، وحدات من قوات "الكوماندوز" إلى الحدود مع محافظة إدلب السورية، موضحة أن التعزيزات الجديدة للجيش التركى وصلت إلى منطقة يايلاداغى فى هطاى، وسط تدابير أمنية مشددة، مشيرة إلى أن التعزيزات الجديدة للجيش تشمل أيضا عربات عسكرية مدرعة، وجرى إيصالها إلى تلك الأراضى بهدف توزيعها على الوحدات المتمركزة فى الحدود مع سوريا.
ولم تعلن تركيا موقفها من سيطرة جبهة النصرة الإرهابية على إدلب وهو ما يؤكد موافقة أنقرة بشكل ضمنى لهيمنة النصرة على المحافظة، وهو ما يهدد استقرار المحافظة ويؤجج التصعيد العسكرى فى المنطقة.
بدورها قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن بلادها تعتقد أن إنشاء منطقة منزوعة السلاح فى محافظة إدلب السورية يحمل طابعا مؤقتا، مشيرة إلى أهمية منع تحول هذه المنطقة إلى ملجأ للإرهابيين.
وقالت زاخاروفا، فى تصريحات صحفية اليوم الجمعة "نؤكد تمسكنا بتنفيذ الاتفاق الروسى التركى حول استقرار الوضع بمنطقة خفض التصعيد فى إدلب، والذى تم التوصل إليه فى 17 سبتمبر 2018"، مضيفة "من المهم منع إفشال نظام وقف إطلاق النار وضمان الانسحاب الكامل للجماعات المتطرفة والأسلحة من منطقة نزع السلاح".
وأوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية أنه لا يجب تحويل منطقة خفض التصعيد فى إدلب إلى ملجأ لآلاف الإرهابيين من تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابى، مؤكدة أن موسكو تنطلق من أن إنشاء منطقة منزوعة السلاح فى إدلب يحمل طابعا مؤقتا.
وتعتبر تركيا وفقا للاتفاق الذى توصلت إليه مع روسيا فى أكتوبر 2018، مسؤولة عن ضمان انفصال ما يسمى بالمعارضة المعتدلة التى تؤيدها السلطات التركية عن فصائل "جبهة النصرة" فى محافظة إدلب، المعقل الأخير للمسلحين فى سوريا.
وبدأت "جبهة النصرة" الإرهابية والفصائل الموالية لها بتحركات لإشعال جبهات المحافظة والاشتباك مع الجيش السورى.
وقالت وكالة سبوتنيك الروسية، الجمعة، أن قوات الجيش السورى رصدت قيام مسلحى "هيئة تحرير الشام"، تنظيم "جبهة النصرة" (المحظور فى روسيا) باستقدام تعزيزات عسكرية لها على محور بلدتي جرجناز والغدقة بريف إدلب الجنوبى الشرقى، حيث تعاملت قوات الجيش السورى مع هذه التعزيزات عبر سلاحى المدفعية والصواريخ ما أدى لتدمير عدة آليات ومقتل وإصابة عدد من إرهابيي التنظيم.
وقال مصدر عسكرى سورى ان قوات الجيش أحبطت محاولة تسلل نفذها مسلحو ما يسمى "جيش العزة" باتجاه النقاط العسكرية السورية على محور بلدة اللطامنة شمال حماة، حيث تم رصد محاولة مجموعة مسلحة التقدم باتجاه نقاط للجيش السورى تم استهدافها عبر عدة وسائط نارية مناسبة ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المسلحين وانسحاب من تبقى باتجاه مناطق سيطرتهم شمال حماة.
أما على جبهة سهل الغاب، فكشف المصدر أن مدفعية الجيش السورى قد استهدفت مواقع تابعة لمسلحى "الحزب الإسلامى التركستانى" فى بلدتى الزيارة والمشيك أثناء محاولة المسلحين تحصين وتدشيم مواقعهم على هذه المحاور.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة