- محفوظ عبدالرحمن تجاهل شهادة فلاح طماى الزهايرة عن زواج كوكب الشرق.. وسيرة حياة الدكتور نصر حامد أبوزيد مشروع لم يكتمل
- أحمد زكى كان ينوى إجراء جراحة لتكبير أنفه بعد رفض محفوظ تجسيده شخصية عبدالناصر
أمام مكتبته الزاخرة بروائع الكتب والمؤلفات ودروعه وجوائزه، وبجوار المكتب الصغير الذى كان يجلس عليه واضعا حقيبة على قدمه فى وضع يشبه الكاتب المصرى القديم، مستخدما الورق وأقلام الحبر وهو يكتب روائع المؤلفات والسير الذاتية لعدم شعوره بالألفة مع «اللاب توب»، وقفت الفنانة سميرة عبدالعزيز تحكى فى الجزء الثانى من حوارها مع «اليوم السابع» أسرار إبداعات زوجها وحب عمرها حكاء الدراما المصرية الكاتب الراحل محفوظ عبدالرحمن، وكشفت تفاصيل ميلاد أهم أعماله وأسرار كتابة سيرة أم كلثوم وناصر 56، وكيف تعامل مع الشائعات التى سمعها عن زواج كوكب الشرق وصفاتها، ولماذا رفض فى البداية أن يؤدى الفنان أحمد زكى شخصية عبدالناصر، وكيف أقنعه النمر الأسود، كما تحدثت عن مشاريعه التى لم يكملها والشخصيات التى رفض كتابة سيرة حياتها وتفاصيل الأيام الأخيرة فى حياته وأهم وصاياه.
ميلاد ناصر 56.. سألناها إن كان محفوظ عبدالرحمن يختار الشخصيات التى يحبها ليكتب سيرة حياتها، فأكدت أنه كان يختار الشخصيات التى يرى أنها قدمت شيئا عظيما لمصر قائلة: «محفوظ كان وطنيا جدا ووضع مشروعا للتليفزيون لكتابة سيرة 10 شخصيات أثرت فى تاريخ مصر لتكون قدوة للشباب، وكان على استعداد أن يشارك معه مؤلفين آخرين».
وتابعت: «وقتها قابل ممدوح الليثى ووضع أسماء 10 شخصيات، منها عبدالناصر، وأم كلثوم، وطلعت حرب، وعبدالله النديم، وعبدالحليم، وبالصدفة كان أحمد زكى موجودا فى هذا اللقاء، ووضع إصبعه على اسم الزعيم جمال عبدالناصر، وقال: أنا هاعمل ده، فقال له محفوظ: «ماتنفعش يا أحمد، عبدالناصر جامد وانت قليل».
وتابعت: «أحمد زكى كان هيتجنن على الدور، واشترى بدلة منجدة وعمل سوالف بيضا وركب مناخير، وفى صباح أحد الأيام طرق باب منزلنا فى الثامنة صباحا، وأصبت بالذهول عندما رأيته أمامى وكأنى أرى عبدالناصر، فقال لى: «فين الأستاذ»، وكان محفوظ نائما، فقال «صحيه»، وبالفعل قلت لمحفوظ: «قوم عبدالناصر بره»، وبمجرد أن رأى أحمد زكى قال له: «خلاص يا أحمد هاكتبهولك وهتعمله والله».
وكشفت سميرة عبدالعزيز أن الفنان أحمد زكى كان ينوى إجراء جراحة لتكبير أنفه مثل عبدالناصر، ولكن محفوظ عبدالرحمن أقنعه بأن يستوحى روح عبدالناصر، ونصحه بسماع خطبه وأعطاه كتابين حصل عليهما من هدى عبدالناصر، وقال له: «شوف روح عبدالناصر ومش مهم الشكل».
توضح سميرة عبدالعزيز أن «ناصر 56»، كان مقررا أن يكون سهرة تليفزيونية، فاعترض أحمد زكى، وقال: «لو اتعمل سهرة تليفزيونية هتتركن وماحدش هيشوفها، لازم يبقى فيلم سينمائى، ولو التليفزيون مش عاوز ينتجه أنا هانتجه»، ولكن ممدوح الليثى قرر أن ينتجه التليفزيون.
وأضافت: «حدثت عقبات سياسية وماكنوش عاوزين يعملوا فيلم عن عبدالناصر، لكن ممدوح الليثى كان شجاعا والفيلم اتعمل ولكنه بقى عام كامل قبل أن يعرض، حتى تم عرضه فى افتتاح مهرجان التليفزيون، ووجد إعجابا شديدا من الجمهور المصرى والعربى وأحدث ضجة واسعة».
تشير إلى أنه فى البداية لم يتم عرض الفيلم فى السينمات، واقترحت عدة دول عربية أن تعرضه فى دور العرض لديها، وأمام الإقبال الجماهيرى تم عرضه، وأعاد العائلات للسينما بعد انتشار السينما التجارية، واسترجع الناس لحظة تأميم القناة.
قناة السويس وبوابة الحلوانى.. «محفوظ كان مهتم بقناة السويس اهتماما خاصا، فبعد تخرجه فى الجامعة تم تعيينه فى دار الوثائق، وذات يوم وقع على رأسه ملفا وتناثرت أوراقه، وفوجئ بأنها وثائق حفر قناة السويس، وعرف من خلاله الأعداد المهولة التى ماتت من المصريين أثناء العمل بالسخرة فى حفر القناة، وقرر وقتها أن يكتب عملا عن قناة السويس حتى يعرف العالم أن المصريين حفروها بدمائهم».. هكذا فسرت سميرة عبدالعزيز اهتمام حكاء الدراما المصرية بنقطة تأميم القناة عندما كتب فيلم «ناصر 56».
وأضافت: «محفوظ قال إن عبدالناصر بنى هرما جديدا بقرار تأميم القناة، وعندما كتب فيلما عنه انطلق من قرار التأميم كلحظة حاسمة فى تاريخ مصر ولم يتحدث عن باقى تفاصيل حياته».
توضح أن هذا الملف الذى وجده محفوظ عبدالرحمن فى بداية حياته كان محفزا له أيضا لكتابة مسلسل بوابة الحلوانى، حيث كان يحوى معلومات عن السخرة وقرارات الخديوى إسماعيل، فيما يخص القناة وتفاصيل حفل الافتتاح وعائلة الحلوانى التى كانت تتولى توريد عمال الحفر.
وأشارت إلى أن حكاء الدراما المصرية سافر إلى بورسعيد للبحث عمن تبقى من عائلة الحلوانى، ولكنه لم يجد منهم أحدا، وقرر أن يبقى فى بورسعيد ليكتب «بوابة الحلوانى»، وكان يشعر بالفخر وهو يمر بالقناة ويرى البواخر وحركة الملاحة بها.
وتابعت: «كان محفوظ يتناول الجوانب المفيدة فى الشخصيات التى يكتب عنها، فمثلا عندما كتب سيرة طلعت حرب لم يتناول حياته الشخصية، ولكن تحدث عن دوره فى إنشاء بنك مصر والمصانع، وعندما كتب مسلسل «أهل الهوى» الذى يتحدث عن سيد درويش كتب عن ألحانه التى تفوقت على كبار الموسيقين فى العالم، رغم أنه راجل بسيط بنى نفسه بنفسه، فمحفوظ عبدالرحمن ليس مؤرخا، ولكنه يختار نقطة ويبنى عليها الدراما».
الشائعات فى سيرة كوكب الشرق
تؤكد أن محفوظ عبدالرحمن لم يجمل الشخصيات التى يكتب عنها، وأنه كان يستند إلى وثائق وحقائق ولا يفتعل أحداثا لزوم الحبكة الدرامية، وأنه فعل ذلك خلال كتابة سيرة أم كلثوم.
«اختار الكتابة عن أم كلثوم ليكتب عن قصة كفاحها، فهى طفلة ريفية بسيطة بدأت من الصفر ولم تكن متعلمة، وعلمت نفسها ووجدت من يساعدها مثل الشيخ مصطفى عبدالرازق وأبوالعلا محمد وغيرهما لتشق طريق النجاح حتى وصلت إلى أقصى درجات الشهرة والفن، وهى الرسالة التى أراد محفوظ أن يبرزها».
تحكى سميرة عبدالعزيز كواليس وأسرار كتابة مسلسل سيرة أم كلثوم، وكيف تعامل حكاء الدراما مع ما سمعه من شائعات حول زواجها وما أشيع عن بخلها، قائلة: «عاصرت الكثير من هذه الشائعات ومنها ما سمعه محفوظ من أحد مديرى الإذاعة، عندما عرف أنه يكتب سيرة أم كلثوم فقال له: «أنا وأم كلثوم اتخطبنا ولبسنا دبل لمدة شهرين».
وأوضحت أن محفوظ عبدالرحمن رد عليه قائلا: «تفتكر هاكتب إن أم كلثوم لبست دبل مع شخص وماذا يفيد الناس فى ذلك، أنا أكتب عمن شجعها على الغناء وسجل لها وأدخلها الإذاعة».
وأضافت: «ذهبنا لجمع المعلومات عن أم كلثوم من قريتها طماى الزهايرة، وأكد أحد الفلاحين أن أم كلثوم كانت متزوجة فى البلد، وأنه كان شاهدا على عقد زواجها، فأعطاه محفوظ 100 جنيه، وقال له «هات لى صورة من شهادة الزواج»، فذهب الرجل ولم يعد».
وتابعت: «وصلنا إلى الست عبدية المنديلى أقرب صديقات أم كلثوم وتحدث معها محفوظ فقالت له: «على مسؤوليتى، أم كلثوم تزوجت الكاتب الصحفى مصطفى أمين، وأنا رأيته فى بيتها بالبيجامة».
وأكدت سميرة عبدالعزيز أن الكثيرين كانوا يقولون بزواج أم كلثوم ومصطفى أمين، قائلة: «محفوظ قلب الدنيا فى مصلحة الأحوال المدنية وكلف عددا من المحامين والموظفين للبحث عن أى أوراق تثبت زواج أم كلثوم، فلم يصل إلى أى وثيقة تثبت زواجها من مصطفى أمين، وقال «أنا مش بتاع إشاعات ولم يستند إلى كلام صديقة أم كلثوم المقربة».
وأضافت: «لم يصل محفوظ إلا لوثيقتين تثبتان زواج أم كلثوم، الأولى من أحد أعضاء نقابة الموسيقين وهو زواج على الورق استمر لمدة 24 ساعة، وكان هدفه تسهيل سفرها للعراق، حيث لم يكن مسموحا وقتها بالسفر دون زواج، والثانية من الدكتور الحفناوى أستاذ الجلدية».
وعما أثاره أحد الصحفيين بعد وفاة محفوظ عبدالرحمن من أنه اعترف له بأن أم كلثوم أنجبت ثلاثة أطفال، وأنه رأى طفلة تدعى سعدية تبكى وتنادى أم كلثوم قائلة «أمى، أمى»، قالت سميرة عبدالعزيز: إن من آثار هذه الشائعة لم يكن صحفيا وإنما كان ممثلا أراد أن يعطيه محفوظ دورا فى أحد أعماله، واستقبله محفوظ فى بيته وأثناء دردشة قال له محفوظ: إن هذه الطفلة كانت تبكى وأنه يرى أن الأم قد تكون الأم الحقيقية أو من يعتبرها الإنسان فى مقام أمه، وأن الأطفال الثلاثة هم أبناء شقيقتها سعدية.
وتابعت: «احتجيت على الكلام ده بعد وفاة محفوظ وعملت مداخلات كتير وشكوت لمكرم محمد أحمد، وعرفت أن من كتب هذا الكلام العار من الصحة ليس صحفى، فتم وقف الصحيفة 5 أيام لأنها أساءت لأم كلثوم ومحفوظ عبدالرحمن».
هل كانت أم كلثوم بخيلة؟
وأوضحت سميرة عبدالعزيز أن من بين الشائعات التى قابلت محفوظ عبدالرحمن أثناء كتابة سيرة أم كلثوم ما أثاره البعض ومنهم أحد أعضاء فرقتها بأنها كانت تتسم بالبخل، مدللا على ذلك بأنها كانت تخصص «بن» للفرقة الموسيقية ونوع آخر لنفسها، فبحث عبدالرحمن عن حقيقة ذلك، مؤكدة أنه كان يهتم بالتحقق من كل تفصيلة صغيرة، وأنه سأل السيدة «إحسان» مساعدة أم كلثوم التى عاشت معها 40 عاما، فقالت له: «يا بيه إحنا البن بيجيلنا شوالات، لكن الست كانت مش بتحبه محوج، فكانت مخصصة بن لها وبن للفرقة».
وأشارت إلى أن محفوظ عبدالرحمن قرأ كل الكتب التى تحدثت عن أم كلثوم، وسافر بيروت ليشترى كتاب إلياس سحاب شقيق سليم سحاب، الذى كان يؤرخ كل أغانيها وحفلاتها.
وأكدت سميرة عبدالعزيز أن من بين الشائعات التى أثيرت شائعة زواج أم كلثوم من الشاعر أحمد رامى، مشيرة إلى أن أسرة رامى دعتها هى ومحفوظ عبدالرحمن بعد عرض مسلسل أم كلثوم، وأن زوجة رامى كانت تضحك من هذه الشائعة وتقول: «فاكرين هازعل لأنهم قالوا رامى تزوج أم كلثوم بالعكس ده أنا أفرح أن تكون ضرتى كوكب الشرق».
تتحدث عن دورها فى مسلسل أم كلثوم، حيث قامت بدور فاطمة والدة كوكب الشرق قائلة: «محفوظ لم يصارحنى بأن لى دور فى المسلسل، ورغم أننى اعتدت أن أكتب له أرقام الصفحات على أى عمل يكتبه، لأنه لم يكن يحب الأرقام، فإننى أثناء كتابته لمسلسل أم كلثوم كنت مشغولة بتصوير مسلسل «الوعد الحق»، وقامت إنعام محمد على بهذه المهمة، وهى التى أخبرتنى بأنى سأقوم بدور أم كوكب الشرق».
تضيف أن حكاء الدراما لم يكن يسمح لها بقراءة أعماله إلا ما يعطيه لها، وأنها عندما سألته عن دورها فى المسلسل أعطاها عدة شرائط حصل عليها من الإعلامى وجدى الحكيم تتحدث فيها أم كلثوم عن حياتها ووالدته.
وأضافت: «جلست كثيرا مع الست إحسان مساعدة أم كلثوم التى عاشت حياتها مع كوكب الشرق، وكانت تعرف عنها كل شىء، ولم تكن تفارقها حتى فى سفرها، حيث كانت كوكب الشرق تخاف أن تنام وحدها».
وأوضحت: «عرفت منها كل ما كانت تفعله فاطمة أم كوكب الشرق، ومنها أنها اعتادت أن تطبخ فرخة بيدها فى يوم حفلة أم كلثوم ولا تسمح للطباخ بأن يعدها، وتخرج بطبق الشوربة وبه الفرخة مقطعة وتخبئة فى طرحتها علشان ماتتنظرش كما يقول الفلاحين، كما كانت عندما تسلم على أى رجل تضع الطرحة على يدها حتى لا تنقض وضوئها، وبالفعل عملت هذه الأشياء أثناء التصوير وأبلغت المخرجة أنى عرفت ذلك من الست إحسان».
وأكدت أن أسرة أم كلثوم أشادت بالمسلسل، وأن ابنة شقيقتها أهدتها اثنين من الإيشاربات الخاصة بأم كلثوم، وأهدت الفنانة صابرين حقيبة ونظارة، ومحفوظ وعمار الشريعى أول أسطوانتين لكوكب الشرق كلثوم، رغم أن الأسرة اعترضت وقت كتابة المسلسل وأرسلت 17 إنذارا قضائيا لوقف كتابته ومنع تقديمه كمسلسل درامى، قائلة: «ممدوح الليثى قال لمحفوظ ولا يهمك أنا عندى محامى، والقانون يسمح بتناول سيرة الشخصية العامة دون إساءة»، مؤكدة أن الشباب والأجيال التى لم تعاصر أم كلثوم أحبتها من خلال المسلسل.
شخصيات رفض حكاء الدراما الكتابة عنها.. تشير أم العظماء إلى أن هناك بعض الشخصيات التى رفض محفوظ عبدالرحمن كتابة سيرة حياتها ومنهم موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، قائلة: «السيدة نهلة زوجة محمد عبدالوهاب طلبت منه كتابة سيرة حياة زوجها»، فرد محفوظ قائلا: «أنا قرأت عن حياته ووجدتها مليئة بالعلاقات النسائية، يرضيكى أعمل سيرة عبدالوهاب وأكتب هذه المغامرات».
وأوضحت أن من بين الشخصيات التى رفض محفوظ عبدالرحمن الكتابة عنها أحد رجال الأعمال، وأحد الملوك، قائلة: «أرسلوا له حقائب مليانة فلوس، لكنه اعتذر ولم يجد فى سيرتهم شيئا مفيدا للناس».
وعلى العكس تكشف سميرة عبدالعزيز أن حكاء الدراما محفوظ عبدالرحمن كان ينوى كتابة سيرة حياة الدكتور نصر حامد أبوزيد أستاذ الدراسات الإسلامية الذى كفره الإسلاميون وأقاموا دعوى للتفريق بينه وبين زوجته واتهموه بالارتداد والإلحاد، مشيرة إلى أنه التقاه وجلس معه فى هولندا وسمع منه كل تفاصيل القضية، مؤكدة أنها عثرت على أوراق بخط يد محفوظ كتب فيها نقاط عن نصر حامد أبوزيد، تمهيدا لكتابة سيرته، وأنه كان يؤمن بأنه مظلوم وتكفيره خطأ كبيرا.
وأشارت إلى أن من بين الأعمال التى لم يكمل محفوظ عبدالرحمن كتابتها مشروع عن الملكة حتشبسوت، لأنه كان على قناعة بدورها وما فعلته لمصر، وقرأ كل الكتب التاريخية التى تتحدث عنها، مشيرة إلى أنها اقترحت عليه أن يغير الاسم إلى «ملكة مصرية» ليكون أكثر تشويقا، فأعجبته الفكرة، ولكن القدر لم يمهله، فبعدما كتب الخطوط العريضة للعمل وأعطاها للمخرج حسنى صالح، تباطأت الجهة المنتجة وتوفى محفوظ قبل كتابة الحلقات.
وصايا آخر العمر.. تتحدث عن علاقة الحب التى جمعتهما وعن محفوظ عبدالرحمن الزوج قائلة: «كان رقيق المشاعر إلى أقصى درجة، ويبكى إذا رأى مشهدا تمثيليا مؤثرا، كما كان يعشق الأطفال، ويستطيع ترويض أى طفل، وكان أحفادى يعشقونه حتى إن حفيدى ألقى بنفسه فى مدفنه بعد وفاته وصرخ: «مش هاعرف أعيش من غير جدو».
وتكمل: «كان بسيطا جدا فى طلباته، وطوال 35 عاما هى عمر زواجنا فى كل يوم كنت أقدم له القهوة يقول لى: «بنفسك، تسلم إيديكى»، وكنت أحرص على تحضير كل شىء يخصه».
تؤكد أن حكاء الدراما استقال من دار الهلال ووزارة الثقافة بسببها، قائلة: «بعد زواجنا عام 1983 تعاقدت على مسلسل، وكان التصوير سيستغرق شهرين فى اليونان، وبعد سفرى بأسبوع لحق بى وقال ماعرفتش آخد إجازة فاستقلت لأكون معك».
«لم يتدخل فى اختيارى لأدوارى، وكان يقول طالما الدور عاجبك اشتغلى، لكن هناك دورا واحدا نصحنى بألا أقبله، وهو دور مربية فى مسلسل من 7 حلقات، فقال لى أنصحك ماتعمليهوش، ولكن المنتج أقنعنى بأهمية الدور، وبالفعل ندمت على أداء هذا الدور».
تحكى عن الفترة الأخيرة فى حياة محفوظ عبدالرحمن قائلة: «لم يكن مريضا، وكان يعمل حتى آخر يوم، وفى أحد الأيام كان مرتبطا بموعد فى المنزل لكتابة مقدمة مجموعة قصصية لأحد الكتاب، وكنت مدعوة لاحتفال فى السفارة الهندية، وفجأة شعر بعدم القدرة على الحركة أو التحكم فى يده، فاتصلت بى مديرة المنزل وعدت بسرعة ونقلناه للمستشفى وعرفنا أنه أصيب بجلطة فى المخ، ودخل الرعاية المركزة وبقيت إلى جواره، وبعد إفاقته حاول تحريك يده اليمنى ولم يستطع فساءت صحته وثقل لسانه وامتنع عن الطعام».
وتشير إلى أنها قررت وقتها أن تعتزل الفن لتبقى إلى جواره، ولكنه رفض ورفع يده وأشار وقال بصعوبة: «هازعل منك إحنا بنقدم رسالة ولو ربنا شفانى وباقى فى حياتى يوم هاكتب»، وكان هذا آخر ما قاله، وبعد فترة غيبوبة فتح عينيه ونظر لى وابتسم، وصعدت روحه إلى بأرئها».
تمتلئ عيون سميرة عبدالعزيز بالدموع، مشيرة إلى آخر وصايا حكاء الدراما المصرية محفوظ عبدالرحمن: «أوصى بإهداء مكتبته وبها آلاف الكتب لمكتبة الإسكندرية أو قسم التاريخ الذى تخرج فيه بجامعة القاهرة، وأتمنى أن توضع فى ركن خاص باسمه يضم صورته وشهاداته».
وبعد وفاة محفوظ عبدالرحمن جمعت شريكة عمره سميرة عبدالعزيز كل ما نشر عنه فى كتاب بعنوان «محفوظ فى عيون هؤلاء»، وبقيت لفترة طويلة فى حالة حزن وانطواء حتى شاركت مؤخرا فى مسرحية «خيبتنا» مع الفنان محمد صبحى.
وعن هذه التجربة قالت: «وانا باشتغل فى هيئة المسرح كنت أرفض المشاركة فى مسرحيات القطاع الخاص، وأقول القطاع الخاص الوحيد اللى ممكن اشتغل فيه هو مسرح صبحى، لأن مسرحياته كوميدية ولكنها جادة ومافيهاش إسفاف».
وتابعت: «بعد وفاة محفوظ عزمتنى إحدى صديقاتى على مسرحية غزل البنات حتى أخرج من حالة الحزن، وعندما دخلت المسرح انبهرت بمستوى النظام وبالعرض المسرحى، وذهبت لأسلم على صبحى، وقلت له إننى رأيت مثل هذا المسرح فى باريس، فقال لى: «مصر مش أقل من باريس، والرواية الجاية فيها دور ليكى تشتغلى معايا، ففرحبت».
وأضافت: «فرحت بالعمل معه حتى أخرج من حالة الحزن، خاصة مع قلة الأعمال التليفزيونية الهادفة، واعتذارى عن بعض المسلسلات، وسعيدة باستقبال الناس لى على المسرح، وأشعر بأن تصفيقهم أجمل سيمفونية فى حياتى، ومن شدة احترام صبحى ورقيه يقبل يدى كل يوم فى آخر العرض».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة