قرية "دمو" بمحافظة الفيوم والتى يطلق عليها "قرية الألف مدرب" حيث إنها يعرف عنها براعة أبنائها فى تربية وتدريب الخيول والاستعانة بأكثر من 1000 مدرب من أبناء القرية لتدريب وتربية الخيول بمختلف الدول العربية، فالعديد من أبناء القرية يقومون بتدريب الخيول فى الكويت والإمارات والسعودية وغيرها من الدول وكل عام يسافر فوج جديد من المدربين الذين تم تأهيلهم وطلبتهم هذه الدول للعمل بها.
والقرية حولها أبناؤها إلى واحة للخيول من مختلف الأنواع بعدما قاموا بإنشاء العديد من اسطبلات الخيول بالقرية وجلبوا إليها الخيول من مختلف الفصائل والأنواع وقاموا بتربيتها وتدريبها والدخول بها بمسابقات محلية وعالمية بالإضافة إلى بيع وتسويق إنتاج المزارع من الخيول الصغيرة كما فتح أبناء القرية نشاطا جديدا وهو جولات الخيول على ممشى القرية وهو ما يجلب السائحين من راغبى ركوب الخيل للقرية لعمل جولات بالخيل.
يقول الكابتن عبد الله أنور صالح من قرية دمو، والذى أكد أن قريتهم يطلق عليها قرية الألف مدرب نظرا لأنه العديد من أبنائها والذين يتجاوز عددهم الألف يعملون بتدريب الخيول العربية فى البحرين والإمارات والسعودية والكويت وهناك آخرين فى بولندا وهولندا ودول أوروبية آخر ى، لافتا إلى أن سمعة أبناء القرية بالخارج ومهارتهم فى تربية الخيول يجعل الطلب يتزايد على المدربين من أبناء القرية.
وتابع أن القرية بها ما لا يقل عن 6 مزارع كبرى للخيول من بينهم 3 مزارع للخيول العربية الأصيلة بالإضافة إلى مزارع آخر ى كثيرة فى أماكن متفرقة بالفيوم يشرف عليها أبناء قرية دمو والفيوم بشكل عام بها 10 مزارع للخيول العربية الأصيلة، لافتا إلى أن سعر الخيول العربية بالمحافظة يصل إلى 250 ألفا، لافتا إلى أنه يمتلك بشاير سعرها 150 ألفا وهنا سعرها 250 ألفا، ولكن أغلى سعر للخيل العربى بمصر 10 ملايين جنيه.
ولفت إلى أنه ليس كل الخيول العربية تصلح للمشاركة بمسابقات الجمال لأنه البطولات لها مواصفات فى شكل الرأس واتساع العين وبداية عضلة الرقبة واستقامة خط الظهر وتكون أقدامه "ملفوفة" من المفصل الأخير حتى نهاية القدم، والخيل الأسود هو الأعلى سعرا فى لون الخيل والأشقر الأكثر جاذبية، والخيل العربى يتميز بجماله بالإضافة إلى أن له أوراق إثبات نسب وشجرة عائلة بالإضافة إلى تحاليل dna وجهاز لإظهار الختم الأصلى للخيل والذى يكون أسفل رقبته.
وأشار عبد الله إلى أن التعامل الصحيح مع الخيول العربية، أنه لا يتم ركوبها ولكنه يتم تأهيلها لدخول مسابقة الجمال، والخيول التى لا تصلح لمسابقات الجمال تدخل إلى "الأدب" وهو تدريب الرقص ويطلب للحفلات، ولكن الخيول التى يتم ركوبها تكون البلدى أو الإنجليزى حسب مدرسة التدريب، مشيرا إلى أن الخيول العربية تحتاج لرعاية خاصة فى الطعام والاستحمام ونظافة المزرعة.
وعن تدريب الخيول العربية لمسابقات الجمال أكد الكابتن عبد الله أن التدريب الصحيح أن يستطيع السيطرة على الخيل بحيث يستطيع إيقافه وتحريكه بكلمة واحدة والمهم أن يقف بالشكل الصحيح أن تكون قدميه الخلفيتين على شكل رقم 8 والأماميتان على شكل رقم 11 وتكون الرأس مرفوعة، لافتا إلى أن الخيل يتميز بالوفاء.
وعن طعام الخيل قال أنه يأكل الشعير والذرة والردة و"وقت الدلع" يأكل السكر والبطاطا والجزر كمكافأة له على تنفيذه التعليمات، مشيرا إلى أنه لابد من ضرب الخيل ومعاقبته عندما لا يستجيب ولكن بشكل خفيف ليس به عنف ويكون الضرب فى المكان الذى كنت أطلب منه تحريكه مثل قدمه الأمامية، وتدريب الخيل العربى يبدأ من عمر شهرين ويكون بإبراز عضلاته والتغذية الجيدة وممارسة الرياضة.
وطالب مدرب الخيول العربية محافظ الفيوم بتخصيص قطعة أرض لعمل ناد للفروسية ومهرجان سنوى للخيول العربية يتم خلالها تنظيم بطولات للجمال للخيول وهذا المشروع سيجلب السائحين ويدر دخلا كبيرا للمحافظة.
ومن جانبه قال الدكتور هانى رشدى الأستاذ بكلية السياحة بجامعة الفيوم وأحد أبناء قرية دمو المهتمين بنشاط الفروسية وتدريب الخيول بالقرية، إن دمو بدأت مهنة تدريب الخيول العربية بالقرية عقب الانفتاح الاقتصادى عام 1978 وعودة السياحة لمصر حيث بدأ الرعيل الأول من الشباب لمدربى الخيول بالعمل بنزلة السمان وهم عبد المولى رشاد وعبد النبى قاسم وجمعه قاسم وجمعة عبدالرازق حيث إنهم أول أربعة شباب يدخلون مجال تدريب الخيول بالقرية والتعامل مع الأجانب كعامل جذب لباقى شباب القرية للعمل فى التدريب، لافتا إلى أن قرية دمو مصدرة للعمالة من مدربى الخيل لجميع الدول العربية والأوروبية والقرية يقوم بزيارتها العديد من الأجانب.
وأشار رشدى إلى أنه تقدم هو والدكتور ناجح عمر على عمر وكيل كلية الآثار لشئون خدمة المجتمع، بمقترح لاستغلال وجود جولات الخيول بقرية دمو ويتم تطوير منطقة هرم هوارة التى تبعد كيلو ونصف عن القرية من خلال عمل عروض الصوت والضوء ومسارات للخيول بالمنطقة.
ولفت الدكتور هانى رشدى إلى أن القرية تتميز بمناظرها الخلابة وتتجلى بها مظاهر تدرج أرضها فنجد بها وادى دمو ثانى وادى بالفيوم بعد وادى النزلة واستطاع الفلاح المصرى زراعته بعد أن اكتشف البطالمة وسيلة رى صناعية تستخدم لنقل المياه من الأراضى المنخفضة إلى الأراضى المرتفعة وأصبحت الساقية الفيومية على شكل تابوت رمزا لمحافظة الفيوم وجزءا من شعار جامعتها ويمر بها ترعة بحر وهبه مما يشكل مصدر المياه الرئيسى للزراعة، ودائما يطلق عليها بلد الرجل الواحد لما به من حب وإخاء بين كل عائلات القرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة