فى الوقت الذى أعلن فيه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، عن سحب القوات الأمريكية من سوريا، وتأكيده هزيمة داعش، مايزال لغز التنظيم الإرهابى قائمًا، ويشكك عسكريون وخبراء أمريكيون فى قرار الانسحاب وأكدوا أن داعش مايزال قويًا. فقد واصلت مصادر أمريكية التحذير من أن تنظيم داعش مايزال قائمًا وقابلًا للتمدد.
ونشرت شبكة «سى.إن.إن» الإخبارية الأمريكية تقريرًا أكدت فيه أن «داعش» أبعد ما يكون عن الهزيمة فكريًا أو عسكريًا، مستندة إلى تقرير الأمم المتحدة فى أغسطس الماضى الذى قال إن 20 إلى 30 ألفًا من عناصر داعش مازالوا يتحركون بحرية فى سوريا والعراق، وأن التنظيم الإرهابى أطلق هجمات على القوات الكردية وقتل العشرات وبث تسجيلات فيديو تظهر أسرى أكرادًا لدى داعش.
«سى إن إن» أشارت إلى وجود خلايا داعشية نشطة فى مدينة الرقة، نفذت هجوما انتحاريا ، وعلامات على أن التنظيم الإرهابى يعيد تنظيم صفوفه فى العراق، وبعض خلاياه تتوغل فى قرى الموصل. وكانت ترد على تصريحات وزير الخارجية مايك بومبيو لمجلة «واشنطن اكسامينر»، التى أكد فيها أن بلاده قضت على 99٪ من تنظيم «داعش» الإرهابى، بما يدعم مصداقية نية إدارة الرئيس دونالد ترامب سحب 2000 جندى أمريكى من سوريا. وقال بومبيو «داعش» لن يتمكن من استرداد قوته ونفوذه، كما حدث أثناء إدارة أوباما، لن يحدث ذلك مرة أخرى».
وبالرغم مما يقال عن فقدان داعش لمصادر تمويله، قال التقرير إن داعش مازال يحتفظ بمئات الملايين من الدولارات التى جمعها خلال احتلاله لأجزاء كبيرة من سوريا والعراق، وبعض من أموال داعش يتم تمريرها فى عمليات غسل أموال من خلال شركات بتركيا. فى إشارة إلى العلاقة التى ربطت أردوغان والأتراك بالتنظيمات الإرهابية فى سوريا والعراق. وفى المقابل أكد وزير الخارجية التركى مولوود تشاووش أوغلو، أن واشنطن تواجه صعوبات فى سحب قواتها من سوريا، لأسباب أهمها علاقاتها الحميمة بالتنظيمات الإرهابية هناك. هذا فى الوقت الذى ذكرت تقارير أمريكية وروسية أن تركيا ترتبط بعلاقات مع داعش، وأنها كانت ممرًا لدخول وخروج وعلاج مقاتلى التنظيم. وشككت «سى إن إن» فى قدرة تركيا على محاربة داعش، وقالت إن هدف اسطنبول وأردوغان الحقيقى فى سوريا هو محاربة الأكراد وليس داعش.
وأكدت تقارير خبراء الإرهاب الأمريكيين المعارضين لسحب القوات من سوريا أن أيديولوجية داعش لم تمت بدليل أن التنظيمات المبايعة له فى غرب أفريقيا وليبيا واليمن والفلبين وإندونيسيا لاتزال نشطة وتقوم بهجمات إرهابية.
وشملت التقارير التأكيد على استمرار تجنيد مراهقين وشباب أوروبى وأمريكى بين صفوف التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها داعش، حيث أعلنت «وحدات حماية الشعب» الكردية أنها أسرت مراهقا أمريكيا فى سن 16 عاما كان يقاتل مع «داعش» فى سوريا، وأن سولاى نوه سو وكنيته «أبو سليمان الأمريكى» كان بين ثمانية دواعش أجانب اعتقلوا مؤخرًا ضمن عمليات «قوات سوريا الديمقراطية»، فى دير الزور، كما تم احتجاز المدرس السابق من ولاية تكساس، وورن كريستوفر كلارك، وعمره 34 عاما فى المنطقة نفسها، ليرتفع عدد الأمريكان فى صفوف «داعش» والمحتجزين فى سوريا إلى خمسة حسب «برنامج التطرف» فى جامعة جورج واشنطن. ويقدر مسؤولون أمريكيون عدد مواطنى الولايات المتحدة الذين التحقوا أو حاولوا الالتحاق بالتنظيمات الإرهابية فى سوريا والعراق بـ295، تم تحديد هوية 55 أمريكيا من بينهم.
وكشفت «نيويورك تايمز» أن مراهقة أمريكية تبلغ 15 عاما من عمرها أعيدت من سوريا إلى كانساس، بعد زوجها والدها من من داعشى، وحملت منه.وتم اعتقال عدد من القاصرين داخل أمريكا خططوا لتنفيذ هجمات. كل هذه الوقائع تشير إلى استمرار لغز داعش وعلاقات أطراف أمريكية وتركية بالتنظيم الأكثر عنفًا وغموضًا طوال عشر سنوات.