رغم ثبوت الاختفاء القسرى للمعارض القطرى البارز خالد الهيل فى لندن، إلا أن الصمت المريب مازال هو العنوان الأساسى فى منظمات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، وكذا المنظمات الأمريكية والأوروبية الأخرى، وكأن الهيل لم يكن رقما صعبا فى وسائل الإعلام العربية ومواقع التواصل الاجتماعى، ورغم عشرات الأخبار والتقارير التى تحدثت عن اختفائه واختطافه من عناصر استخباراتية أوروبية وشرق أوسطية لمصلحة قطر ونقله إلى الدوحة، إلا أن وسائل الإعلام الغربية ومنظمات حقوق الإنسان تتعمد التعمية على الحدث.
خالد الهيل الذى اعتاد فضح جرائم تنظيم الحمدين بحق الشعب القطرى وانبطاحه التام لإسرائيل وصولا إلى تحوله بالكامل إلى خلية استخباراتية صهيونية، كان دائما ما يفضح عملاء تميم وتنظيم الحمدين الذين يعملون على طرد القبائل القطرية وأبناء البلد الأصلاء وتجنيس المرتزقة الأجانب، وشق الصف العربى واحتواء الفلسطينيين وتفجير أى جهود للمصالحة من خلال رشوة حماس بملايين الدولارات التى تصل الحركة عبر مسؤولى الأمن الإسرائيليين أنفسهم ورعاية الفصائل الإرهابية فى غزة لضرب الاستقرار فى شمال سيناء.
التقرير الأخير الذى بثته قناة مباشر قطر يكشف بوضوح أن تنظيم الحمدين راعى الإرهاب الأول فى الشرق الأوسط وذيل إسرائيل بالمنطقة العربية اختطف خالد الهيل ونقله إلى الدوحة، حيث جرى تعذيبه وقتله وإخفاء آثاره، لكن المعضلة هنا، هى كيف نقلت الاستخبارات القطرية المعارض البارز من لندن المراقبة بالكامل وعبر أى وسيلة نقل؟، وهل هناك بلد وسيط تولى نقل خالد الهيل إلى أراضيه قبل رحلته النهائية والأخيرة إلى الدوحة؟
التقرير أكد، أن مسؤولا بالحكومة القطرية اعترف أن النظام وجه بضرورة إحضار «الهيل»، فعمدت الأجهزة القطرية على مراقبة كل تحركاته فى بريطانيا من خلال زرع عملاء تابعين له تم زرعهم فى محيط تحركات المعارض القطرى حتى تم اختطافه فى 28 سبتمبر الماضى، وأن المعارض خالد الهيل أخبر عددا من المقربين منه أنه مراقب ويشعر بنية تنظيم الحمدين لارتكاب عمل ما ضده، كما أخبر أحد أصدقائه بتوقعه إقدام عناصر تميم على محاولة اغتياله.
كما كشف التقرير أن عناصر الاستخبارات القطرية رصدت تحركاته فى لندن، واستطاعت دس المخدر له واختطافه إلى أحد المنازل المملوكة لتنظيم الحمدين، لكن عملية نقله إلى الدوحة تمت من خلال دولة شرق أوسطية حليفة ولها تواجد استخباراتى قوى فى لندن وعلاقة وثيقة مع عناصر الاستخبارات البريطانية، ومن ثم تولت أجهزة هذه الدولة غير العربية عملية نقل الشحنة المطلوبة من تنظيم الحمدين إلى أراضيها شرق البحر المتوسط، حيث كان باستقباله عدد من المسؤولين الحكوميين القطريين وعناصر الاستخبارات التى تولت نقله إلى الدوحة.
المنظمة العربية لحقوق الإنسان فى بريطانيا وأوروبا أكدت أنها تلقت أنباء عن إعدام المعارض خالد الهيل قبل بضعة أيام فى سجون سرية بالعاصمة القطرية الدوحة، وأن جهاز المخابرات القطرى أشرف بشكل كامل على عملية الاختطاف فى داخل بريطانيا قبل أن يوكل عملية نقله عبر الحدود لدولة أخرى معروفة بنشاطها الاستخباراتى الواسع وعلاقاتها بكل من لندن وواشنطن.
وأفادت مصادر مستقلة أن عملية اختطاف خالد الهيل من خلال عناصر الاستخبارات القطرية فى لندن تمت يوم 28 سبتمبر الماضى، حيث تم احتجازه فى أحد المنازل بضواحى لندن، لكنه لم يصل الدوحة إلا يوم 3 أكتوبر وعبر بلد وسيط، حيث تولت عناصر هذا البلد الوسيط نقل الهيل إلى أراضيه ومنها إلى الدوحة فى طائرة خاصة.
السؤال هنا، هل معايير حقوق الإنسان تتجزأ من بلد إلى آخر، وإذا كان العالم بأسره قد انتفض لمواجهة جريمة قتل الصحفى السعودى جمال خاشقجى، فلماذا يلتزم الصمت المهين أمام التقارير المؤكدة التى تشير إلى ضلوع الدوحة وتنظيم الحمدين لاختطاف معارض بارز ونقله إلى الأراضى القطرية، حيث جرى إعدامه دون محاكمة؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة