الفنان الراحل ممدوح عبدالعليم، خلال تجسيده شخصية «رامى قشوع» فى فيلم «بطل من ورق» كتب سيناريو لجريمة سرقة لكنه وقع بين أيادى كاتب آلة كاتبة يدعى «سمير» الذى جسد شخصيته الفنان أحمد بدير، فعجبته الفكرة وقرر تجسيدها فى الحقيقة، وحدثت مطاردات وقصته احتلت عناوين الصحف بعد متابعة للقضية من الصحفية «سوسن» التى جسدت شخصيتها الفنانة آثار الحكيم، حتى فشل المتهم فى تنفيذ جريمته فى نهاية الفيلم، هنا نجد أن لعبة الحظ كان لها دور كبير فى سقوط الورق بين أيادى متهم مهتز نفسيًا لم يستطع أن يفعل شيئًا فى حياته لأن الحظ فى الحياة يحتاج إلى المجتهدين فقط، وليس للباحثين عن مصباح علاء الدين لتحقيق أحلامهم.
المقدمة السابقة مجرد مدخل للحديث عن محمد صلاح لاعب منتخبنا الوطنى والمحترف فى صفوف ليفربول الإنجليزى أفضل عناقيد المواهب الكروية خلال الفترة الأخيرة ليس على الساحة الأفريقية فقط بل العالمية أيضًا، وهو ما يثبته يومًا بعد يوم، حتى أصبحت صوره وعناوينه تتصدر الصحف العالمية على مدار العامين الماضيين مثل «صلاح يحصد جائزة أفضل لاعب فى أفريقيا» و«صلاح ينافس على جائزة أفضل لاعب بالعالم» و«صلاح أفضل لاعب بالدورى الإنجليزى» وغيرها من العناوين الأخرى عندما يتألق فى مبارياته فريقه.
محمد صلاح لم يفعل مثل رامى قشوع أو سمير، لأنه قرر منذ البداية البعد عن الإهمال وعدم انتظار الفانوس السحرى أو ارتكاب جريمة من أجل الثراء السريع، فقد خرج من قريته الصغيرة «نجريج» بمحافظة الغربية باحثًا عن أحلامه وطموحاته وعاش لحظات الفرح ولحظات الحزن فى رحلته من المقاولون العرب مرورًا ببداية مشواره الاحترافى فى بازل السويسرى ثم الانتقال إلى تشيلسى الإنجليزى وفيورنتينا وروما الإيطاليين، وصولًا إلى صفوف الريدز، وأصبح حاليًا أقوى الأندية العالمية مثل ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونيخ وغيرها تتمنى التعاقد معه.. الخلاصة تقول: «محمد صلاح بطل من ورق كتبه بيده وساعده فى ذلك اجتهاده وإخلاصه فى عمله حتى منحه الله سبحانه وتعالى ما يستحقه على مجهوده».. إذن: الاجتهاد والإخلاص فى العمل هما عنوان النجاح فقط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة