أكرم القصاص - علا الشافعي

حمدى رزق

الربع الخالى من المواطنة!

الإثنين، 14 يناير 2019 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أحسن صنعا، الأنبا مكاريوس، أسقف الكنيسة الأرثوذكسية بالمنيا، برفضه التعليق على بيان الكنيسة «الإنجيلية المشيخية» بمنشأة الزعفرانة بالمنيا، المشرحة بين الطائفتين مش ناقصة تعليقات، سخام الفتنة بين الطائفتين سود الوجوه جميعا، والاحتراب بلغ مبلغه على الصفحات والمواقع القبطية، وانزلق الكثير من شباب الطائفتين إلى مستنقع عفن من السب واللعن، وصارت الاتهامات ع المشاع، والتخوين مخيفا، للأسف العلاقة بين الطائفتين ستشهد فصلا حزينا تأسيسا على ما جرى فى الفكرية.
 
وكأن العلاقة بين الطائفتين ناقصة، دخول رعاة الكنيسة الإنجيلية المشيخية بمنشأة الزعفرانة على خط حادثة إخراج رجال الدين المسيحى الأرثوذكس من «ركن منزو»، كانوا يؤدون فيه صلواتهم فى مظاهرة قبيحة تعمها الجلية والشماتة، دخول جد غريب فى توقيت غريب، ببيان خلاصته ينفى وجود كنيسة للأرثوذكس فى القرية، وأن الكنيسة الإنجيلية بمنشأة زعفرانة هى الكنيسة «الوحيدة» بالقرية، وقد بدأت ممارسة الشعائر الدينية بها منذ ما يزيد على 100 عام، ويمارس أبناء زعفرانة من الأقباط الإنجيليين الشعائر الدينية فى الكنيسة بحرية تامة، كما تتمتع بعلاقات مجتمعية متميزة مع أبناء القرية.
 
خلاصته البيان يقول لا توجد كنيسة للأرثوذكس أصلا حتى يغضبوا، ما فسر أرثوذكسيا بأنه إجهاض لبيان مطرانية المنيا وأبوقرقاص بهجمة المتشددين على كنيسة للأرثوذكس، وشق الصف القبطى، والصب فى بحر السلفيين المالح، وقال نفر من الغاضبين بأكثر من ذلك، واستعرت نار الفتنة لتأكل ما بين الطائفتين من وئام ومحبة وسلام، ما ينذر بعواقب وخيمة على مستقبل العلاقة بين الكنيستين المصريتين. 
 
يقينا الكل خاسر، بيان الفتنة الإنجيلى سيخلف مزقا قبطيا يصعب رتقه، من دبجه يحفر عميقا بين الطائفتين، وعليه فلتهرع قيادات الكنيستين إلى «مجمع كنسى» يجمع بين الفرقاء عاجلا لوأد الفتنة فى مهدها، ما أراه من احتراب بين الشباب القبطى يغذيه نفر من العاملين على صفحات الفتنة، جد خطير، ومقلق، بل ومخيف، ويستلزم تدخلا عاجلا من رؤوس الطائفتين قبل أن تتحول الفتنة إلى عداء مستحكم يحكم العلاقة بين الطائفتين مستقبلا، وهذا ما ينقصنا فى هذا الوطن الرحيب الذى يسع المصريين جميعا على اختلاف طوائفهم قبطيا، ومذاهبهم إسلاميا.
 
أقول فولى هذا بعد استشعار لأوار نار الفتنة تستعر، والعلاقة بين الكنيستين «الأرثوذكسية والإنجيلية» ليس فى أفضل أحوالها، ما فى القلب فى القلب، وصب الزيت على النيران المشتعلة فى المنيا يؤسس لفصل من العلاقة العدائية تؤرق المصريين الواعين لمحاولات فتن الطوائف المسيحية، كفصل خطير من فتن المصريين جميعا، المنيا صارت مثل الربع الخالى من المواطنة، وهذا لعمرى جد خطير.
 
وأتمنى على اللواء مجدى عبدالغفار، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الأمن ومكافحة الإرهاب، بصفته رئيس اللجنة العليا لمواجهة الأحداث الطائفية، التوجه بلجنته أو لجنة منبثقة عنها إلى المنيا عاجلا، لتقصى الأوضاع فى المنيا على الطبيعة، وتفقد الحالة المنياوية، والوقوف على أسباب الفتن الطائفية ماظهر منها ومابطن.
 
الوزير مجدى فى تحركه مدعوم بإرادة سياسية عمدت إلى تشكيل هذه اللجنة بممثلين فى المستوى الأول فى كل الأجهزة الأمنية، ولديه الصلاحيات جميعا فى الاستعانة بمن شاء من الخبراء الثقاة والكفاءات الوطنية فى هذا الملف، وينتهى كما انتهى الدكتور جمال العطيفى فى الخانكة عام 1972 بتقرير يؤسس لخطة عمل وطنى لاجتثاث الفتنة فى المنيا من جذورها، وهذه مهمة أولى للجنة مكلفة ببحث سبل مواجهة الأحداث الطائفية.
 
المنيا حبلى بحمل طائفى مخيف، والفتنة الطائفية تطل برأسها كل حين بصور محزنة، والمعالجات الوقتية تخفى ما نخشى منه على وطننا الحبيب، والعاملون على اإشعال وقود الفتنة الطائفية يبدون نشاطا مضادا لجهود الرئيس فى تأسيس عهد المواطنة على أساس الدين لله والوطن للجميع، وحرية العبادة مكفولة، وبناء دور العبادة حق للمصريين جميعا بالقانون، أكلما أخمدت نارا أشعلوها، لن أسميهم، ولكنهم يتحسسون الرؤوس.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة