فى تطور مفاجئ فى العلاقات الأمريكية التركية من شأنه أن يعقد المشهد فى سوريا وربما عملية الأنسحاب الأمريكى، وجه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، تهديدا بتدمير الاقتصاد التركى إذا أقدم نظام رجب طيب أردوغان على مهاجمة الأكراد فى المنطقة.
وكتب الرئيس الأمريكى فى تغريده على حسابه بموقع تويتر، صباح الاثنين، قائلا "سندمر تركيا اقتصاديا إذا ضربت الأكراد". غير أنه لاحقها بتغريدة أخرى يؤكد "وبالمثل، لا نريد للأكراد أن يستفزوا تركيا. روسيا وإيران وسوريا كانوا أكبر المنتفعين من السياسات الأمريكية طويلة الأمد لتدمير داعش فى سوريا، الأعداء الطبيعيين. نحن أيضا استفدنا لكن حان الوقت لإعادة قواتنا إلى الوطن. أوقفوا الحروب التى لا نهاية لها".
ويعد هذا تهديد صارخ لحليف فى المنطقة، دخل فى شراكة مع الولايات المتحدة لتولى المهمة بعد انسحاب القوات الأمريكية. غير أن الأكراد، الذين تعتبرهم تركيا تهديد لها، يشكلون أيضا غالبية المقاتلين المتحالفين مع الولايات المتحدة الذين يعملون فى سوريا ضد تنظيم داعش والذين مثلوا عنصر الحسم على الأرض فى المعركة ضد التنظيم الإرهابى.
وسرعان ما ردت أنقرة على تغريدة الرئيس الأمريكى، حيث قال متحدث باسم الرئيس التركى، اليوم الاثنين، إن تركيا تتوقع احترام الولايات المتحدة شراكتهما الاستراتيجية، بعد أن قال الرئيس دونالد ترامب على تويتر "تركيا ستدمر اقتصاديا إذا ضربت الأكراد".
وقال المتحدث ابراهيم كالين على تويتر "السيد دونالد ترامب إنه خطأ فادح مساواة الأكراد السوريين بحزب العمال الكردستانى، المدرج على قائمة الولايات المتحدة للمنظمات الإرهابية، وفرعه بسوريا حزب الاتحاد الديمقراطى /وحدات حماية الشعب".
وفى حين قال ترامب فى أعقاب إعلان سحبه القوات الأمريكية من سوريا، ديسمبر الماضى، إن أردوغان أكد له تولى مهمة قتال داعش، غير أن الأمر شابه الكثير من اللغط فى ظل تحذيرات الحلفاء والمستشارين فى البيت الأبيض من عواقب الانسحاب السريع مما دفع ترامب لتغيير خطته ليكون الانسحاب تدريجيا، فضلا عن مطالبة تركيا بدعم عسكرى أمريكى كبير.
وزاد اللغط بشأن الأمر، عندما زار مستشار الأمن القومى الأمريكى، جون بولتون، أنقرة الأسبوع الماضى، حيث رفض أردوغان لقاءه بعد تصريحاته، بشأن ضرورة أن توافق تركيا على حماية الأكراد المتحالفين مع الولايات المتحدة. وتنظر تركيا إلى وحدات حماية الشعب الكردية باعتبارهم متمردين يدعون لانفصال أكراد تركيا وتشكيل دولتهم المستقلة.
وتهديدات الرئيس الأمريكى الأخيرة كان لها اثر سريع على الاقتصاد التركى بالفعل حيث انخفضت الليرة التركية مقابل الدولار اليوم الاثنين. وتراجعت الليرة، التى خسرت نحو 30 % من قيمتها مقابل الدولار فى العام الماضى، إلى 5.53 مقابل العملة الأمريكية من قرب 5.4540 يوم الجمعة بعد أن لامست 5.5450 فى التعاملات الصباحية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة