ما يحدث من إصابات بين لاعبى الأهلى، ووصل العدد 14 مصابا، لم يشهده صفوف نادٍ من قبل سواء على المستوى المحلى أو القارى أو حتى العالمى، وفى مختلف «الدرجات» سواء الأولى الممتاز أو حتى الرابعة، بل ومراكز الشباب أيضا..!!
هذا العدد المخيف للإصابات، لو حدثت فى أى نادٍ، خاصة الأندية البطلة التى تنشد مزاحمة الكبار عالميا، لانتفضت الإدارة، وأقامت الدنيا ولم تقعدها، لمعرفة الأسباب، واتخاذ قرارات حاسمة وسريعة، أولها استبعاد جميع أفراد الجهاز الطبى، والتأهيلى أيضا، ولا يستمر عضو منهم يوما واحدا فى النادى، مهما كانت عبقريتهم..!!
وما يحدث من إصابات داخل صفوف النادى الأهلى، فاق كل تصور، وما من مباراة يلعبها الفريق إلا ويسقط لاعب أو اثنان على الأقل، مصابا إصابة خطيرة تبعده عن الملاعب شهورا طويلة، وأن الإصابات عضلية، ما يؤكد أن الإعداد البدنى سيئا، وأن هناك مجاملات صارخة فى تعيين أشخاص غير مؤهلين، مثل طارق عبدالعزيز، وهو بالمناسبة، شخصية محترمة، لكن وكونه تجاوز الستين عاما من عمره فإن الرجل مازال يتعامل بالخطط القديمة فى التأهيل، والأحمال، ولا يواكب التطور العلمى والتكنولوجى المذهل، فى هذا المجال، وأن استمراره فى العمل سواء لتأهيل الناشئين أو الفريق الأول، مشكلة كبيرة، وإذا كانت هناك حالة تعاطف معه وتقديرا لتاريخه، فلا يعنى بالضرورة أن يعمل فى التأهيل، لأنه ليس هكذا تورد الإبل.
أيضا حسين عبدالدايم الذى لعب فى صفوف نادى الزمالك، واضح أنه ليس على الدرجة العالية من الكفاءة، والدليل حجم الإصابات العضلية المخيفة التى طالت كل لاعبى الفريق، دون استثناء..!!
أما الجهاز الطبى، فحكايته حكاية، ونكشف هنا معلومات صادمة، نتحدى أى مسؤول فى الجهاز الطبى نفسه، بجانب كل أعضاء مجلس الإدارة، أن يخرج لتكذيبها، وهى، أن كل لاعبى الفريق يذهبون لتلقى العلاج والتأهيل خارج النادى، لعدم الثقة فى الجهاز الطبى الحالى، وهى كارثة بكل المقاييس، فخذ عندك على سبيل المثال لا الحصر، اللاعب أحمد فتحى، ومنذ إصابته، وهو يتلقى العلاج والتأهيل خارج النادى، ويسير على دربه معظم المصابين!!
وإذا كانت الإدارة تعلم ذلك، فهذه مصيبة، وإذا كانت لا تعلم، فالمصيبة أكبر، خاصة أن لجوء اللاعبين للعلاج خارج النادى، يعطى الحجة القوية للجاز الطبى بأنه غير مسؤول عن طول فترة العلاج، وتجدد الإصابات عند العودة مثلما يحدث مع أحمد فتحى، على وجه الخصوص، ووليد أزارو ومروان محسن وسعد سمير وباسم على وصلاح محسن بشكل عام!!
أيضا، هناك شكوى مريرة من جميع المهتمين بكرة القدم، طبيا وتأهيليا وخبراء ولاعبين حاليين وسابقين، من أن نادى القرن لا تتوافر فيه أجهزة طبية حديثة، وأن أندية مثل الزمالك والمقاولون العرب وإنبى، وغيرها من الأندية، لديها أجهزة طبية متقدمة غير موجودة فى نادى الأهلى، وهذه صدمة لا يمكن للعقل أن يستوعبها، فكيف لنادٍ بعظمة وشهرة نادى القرن، لا تتوافر فيه أجهزة طبية حديثة، وكوادر طبية تتابع وتواكب التقدم العلمى والطبى فى العلاج والإعداد والتأهيل البدنى، وأيضا، ليس لديه «مشفى» صحى، مما يدفع اللاعبين إلى الذهاب لمراكز التأهيل خارج النادى، للاستشفاء..!!
الأمر، جل خطير، ونعلم أنه كانت هناك حالة بيات شتوى طويلة، تسلل فيها العنكبوت ليسدل خيوط الإهمال الشديد على كل قطاعات النادى، وأن مجلس إدارة محمود الخطيب، ورث تركة صعبة، ويسدد فواتير تراكمات لمجالس سابقة، ويجب عليه أن يقرر فتح جميع الملفات، وحل المشاكل من جذورها، وليس بالمسكنات، وهذا قدره، فربما جاء الخطيب فى هذا التوقيت، بمثابة المنقذ، لأن المجالس السابقة، بدءا من صالح سليم ومرورا بحسن حمدى أيضا، وما تلاهما، لم يتنبهوا لمثل هذه المشاكل، وأن نجاح فريق الكرة وحصده للبطولات، ساهم فى نثر حالة الاستقرار الكبيرة داخل جدران القلعة الحمراء، ومن ثم لم يفتحوا الملفات المغلقة، ولم يطوروا ملفا واحدا، مما أصاب قلب القلعة الحمراء بحالة من الإعياء الشديد، يتطلب من المجلس الحالى، الإسراع، بالعلاج، والتدخل الجراحى إن تطلب الأمر!
ومن بين الملفات التى تحتاج للتدخل الجراحى، الملف الطبى وإعداد وتأهيل اللاعبين، وشراء أجهزة طبية حديثة، تستطيع تشخيص الإصابات مبكرا، وبشكل دقيق، ولا تعتمد على اجتهادات الأشخاص، كما يجب على إدارة النادى إدراك أن «الشاطر» سعره غالٍ سواء طبيا أو تأهيليا، أو لاعبين ومدربين وإداريين، وأن «الغال» سعره فيه، وإذا كنت تبحث عن بطولات، وتواجد اسم النادى بين الكبار فى العالم، لابد من اللجوء إلى الاستثمار «الغالى» والابتعاد عن الاستثمار «الرخيص»..!!
ملحوظة مهمة:
بصراحة.. نجوم لقاء الأهلى أمام فيتا كلوب، كان رمضان صبحى ومحمد هانى.. بلا منازع.. والحق أن الأهلى يعانى من ثغرة خط النص والدفاع.. بجانب التراجع البدنى الكبير لكل أفراد الفريق، فى الشوط الثانى.
وكلمة إنصاف.. مدرب الفريق، مارتن لاسارتى، جيد جدا، ولديه الكثير ليقدمه لنادى القرن..!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة