شاءت الأقدار أو ربما لوائح الهيئة المصرية العامة للكتاب واتحاد الناشرين المصريين ألا يشارك تجار سور الأزبكية لبيع الكتب القديمة والمستعملة، فى دورة اليوبيل الذهبى لمعرض القاهرة الدولى للكتاب لعام 2019، فى سابقة الأولى من نوعها منذ سنوات بعيدة.
تجار سور الأزبكية الـ 133 تاجر، وفى فكرة لمواجهة الخسائر قرروا الإعلان عن معرض للكتاب طيلة أجازة نصف العام، يبدأ من الغد 15 يناير الحالى، وحتى 15 فبراير المقبل.
"اليوم السابع" تجول داخل ممرات "السور"، قبل يوم واحد من بدء المعرض، حيث جاءت الأوضاع هادئة على غير عادة السور القديمة، قبل تتآكل مساحته لصالح محطة المترو.
أشرف عبد الفتاح، أحد أصحاب المكتبات ، قال، إن المهرجان الذى سوف يقيمه التجار، ليس الأولى، حيث أقيم من قبل فى الصيف الماضى، وحقق نجاحا لافتا، وما أن حدث وفشلنا فى المشاركة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، حتى فكرنا فى إقامته ثانية مع أجازة منتصف العام الدراسى.
وتابع، أن الهيئة واتحاد الناشرين المصريين، أرادو تقنين أوضاع تجار السور بديكور معين، لا يتناسب مع روح وشكل السور وصبغته التاريخية المرتبطة به، مشيرا أن كل تاجر لا يوجد لديه كتاب يتشابه مع تاجر آخر، ولا يوجد ويوجد كتاب مثل الثانى داخل السور، فكل مكتبة ولها كتبها الخاصة.
أشرف عبد الفتاح تاجر بسور الأزبكية
وأضاف"عبد الفتاح": "احنا عاملين معرض فى مكانا، ورغم أن المعرض كان سوف يعطينا مساحة أفضل لعرض كتبنا، وكنا نفضل المشاركة، لكننا سنحاول عرضها هنا، وفقا لأسعار مناسبة، حيث سنقدم أسعار مخفضة ومناسبة حسب قيمة الكتاب، لأننا فى النهاية نتعامل مع فئة مفتوحة من أعمار وثقافات مختلفة".
وأكد أشرف عبد الفتاح، أن سور الازبكية كان من المفترض أن يكون مزارا ثقافيا لأنه جزء من تاريخ الثقافة فى مصر، موضحا أن المهرجان سوف يستمر، حيث سيتم تنظيمه مرة فى أجازة نصف العام ومرة أخرى فى أجازة نهاية العام، وسيكون فى نفس المكان.
بينما قال مصطفى هاشم، أحد تجار السور، إن المهرجان ليس الأول، فكانت السابقة الأولى عام 2011، ومع إلغاء معرض القاهرة الدولى للكتاب بسبب مظاهرات ثورة 25 يناير، وأضاف: "مع تعذر مشاركتنا فى المعرض هذا العام، قررنا إقامة مهرجان لبيع الكتاب، لتعوض خسائرنا عن عدم المشاركة، من أجل الكتب التى نجلبها على مدار العام للعرض على الجمهور".
وأضاف "هاشم" أن التجار قرروا عمل صفحة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" لعمل دعاية للمهرجان، ورغم تكلفتها العالية علينا، لكننا نحاول الترويج للمهرجان، لأننا نختلف فى النهاية عن معرض الكتاب، لأننا نبيع الكتب القديمة.
مصطفى هاشم تاجر بسور الأزبكية
وأوضح مصطفى هاشم، أن المعرض سوف يقام لمدة شهر، ويشهد تخفيضات تصل إلى 60% الى 80%، حيث تترواح أسعار الكتب من 2 جنيه إلى 10 و20 جنيها، مشيرا أن جمهور السور كبير لأنه يأتى للكتب القديمة، التى ربما تصل أسعارها فى الخارج لأكثر من 300 جنيه.
وكان حربى محسب، تاجر بسور الأزبكية، قال فى تصريحات سابقة لـ"اليوم السابع" إن معرض السور للكتب المستعملة المزمع انطلاقه مع إجازة نصف العام الدراسى، لا يستهدف منافسة معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورة اليوبيل الذهبى، المقرر انطلاقه يوم 23 يناير المقبل، لأنه معرض للدولة وفى وجه الدولة المصرية، ونحرص على نجاحه من أجل ظهوره فى المحفل الثقافى بشكل يليق بالدولة المصرية، ورغم عدم مشاركة سور الأزبكية فى المعرض بسبب الشروط التعجيزية التى فرضها مسئولى الهيئة، لكنهم يتمنون نجاحه وخروجه بالشكل الذى يليق بدورة اليوبيل الذهبى لأكبر معارض الكتاب فى المنطقة.
وبالحديث مع أحد تجار الكتب المدرسية المتواجدة داخل سور الأزبكية، أكد أن سوق الكتب المدرسية يختلف كليا عن الكتب الأخرى، لأنه عليه تخفيضات طول العام، لأن أغلى كتاب يباع بنصف ثمنه فى الخارج، موضحا أن مكتبات الكتب المدرسية سوف تبقى على أسعارها العادية كما هى طيلة أيام المهرجان، لأنها فعليا مخفضة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة