أحمد إبراهيم

محمد صلاح.. القدوة.. والقوة الناعمة

الإثنين، 14 يناير 2019 08:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم تعد كرة القدم مجرد لعبة، أو هواية للجرى وراء الكرة للتسلية واللهو، بل أصبحت صناعة لها تأثيرها القوى والعميق فى توجيه الرأى العام العالمى العاشق لهذه اللعبة التى تسيطر على العالم أجمع، والذى يتغنى دائما بالأساطير والمواهب التى برزت فى هذه اللعبة الشعبية الأولى، وبالتالى فقد برزت كرة القدم كأحد أهم اسلحة القوة الناعمة للدول، مثلها كالثقافة والفن والموسيقى والفلكلور والعلوم والآثار وغيرها، بل قد تفوق كل هذه القوى لتغلغلها فى وجدان كافة الطبقات المجتمعية.

ودائما ما تلجأ الدول إلى استخدام القوة الناعمة التى تمتلكها للتأثير على الآخرين والاستفادة من ذلك فى تحقيق أهدافها وتطويع تلك القوة الناعمة لما فيه مصلحتها الاقتصادية والاستراتيجية، خاصة بعد ابتكار هذا المفهوم من قبل جوزيف ناى من جامعة هارفارد فى تسعينيات القرن الماضى، والذى أكد فيه على قدرة بعض الدول على استثمار عناصر الجذب الحضارية والثقافية لها لنشر الدعاية والفكر الوطني؛ عبر الآداب والفنون، وأحيانًا عبر الدبلوماسية الرشيقة.

وما يقدمه محمد صلاح لاعب ليفربول الإنجليزى من مستويات رائعة، يعتبر من أهم عناصر القوة الناعمة المصرية، حيث اصبح الفتى الذهبى لمصر عنوانا للتألق والإجادة، وبات خير سفير لمصر، حيث دائما ما يقترن اسمه باسم مصر، وكثير من الجماهير بدأت تعبر عن حبها وتقديرها لمصر حبا فى ما يقدمه الفرعون المصرى من إبداع وتميز فى عالم الساحرة المستديرة وهو ما يصب فى صالح الدعاية الإيجابية لمصر، مما يؤدى إلى انعاش قطاع السياحة، الرافد المهم للاقتصاد المصرى.

محمد صلاح ليس من أبرز عناصر القوة الناعمة لمصر فقط، بل هذا اللاعب الفذ يعتبر قدوة ومثلا يحتذى به فى كيفية المحافظة على الموهبة وتطويرها واستغلالها الاستغلال الأمثل للاستفادة منها، سواء على المستوى الشخصى أو المجتمعى.

فقد يكون مر على مصر كثير من اللاعبين فى موهبة محمد صلاح، أو حتى قد يفوقونه موهبة، ولكن ما حققوه لا يمكن وضعه فى مقارنة مع ما حققه ومازال يحققه فتى مصر الذهبى، فصلاح الذى أصر على الزواج مبكرا ليصون نفسه من أى هوى، يعتبر قدوة ونبراسا لأى مصرى يريد أن ينجح ويرفع له العالم القبعة، فمنذ ظهور اللاعب على مسرح الأضواء العالمية لم نسمع عنه سوى سعيه للإجادة مع منتخب مصر وناديه ليفربول، ولم يتردد عنه سوى مساعداته الدائمة لأهل قريته والمشاريع الخيرية بها، ولذلك فالحفاظ على موهبته من زهو الأضواء والتمسك بدينه وتقاليده وعاداته وعدم الانسياق وراء المغريات يكمن سر نجاح محمد صلاح الذى يعتبر من أعم عناصر القوة الناعمة لمصر.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة