محمد محمود حبيب يكتب: خدعوك فقالوا الحشرات فى مكة غضب

الإثنين، 14 يناير 2019 02:00 م
محمد محمود حبيب يكتب: خدعوك فقالوا الحشرات فى مكة غضب حشرات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إن الجزم بأن كل كارثة أو ظاهرة طبيعية مزعجة جزء من غضب الله وإنذار لشيوع الفساد والمنكرات، إنما هو كلام غير دقيق، فقد يكون وقوع الكارثة لحكمة أخرى غير القول بالغضب الإلهى لا نعلمها نحن.

 فلا ندرى ماذا جرى فى الغيب قبيل وقوع الكارثة، حتى نقرر بأن ما وقع مثلًا فى منطقة معينة أو بلد معين هو غضب إلهي، فإن السيول والزلازل والأعاصير والفيضانات وغيرها من الكوارث هى تغيرات طبيعية تتأثر بالمناخ وبالظواهر الجغرافية المتعددة، ولا يمكن وصف كل هذه المتغيرات بأنها غضب رباني.

والخطير فى هذه النظرة الضيقة والسوداوية لأسباب هذه الكوارث أنه يتم تفسيرها حسب أمزجة وأهواء بشرية ويتحول مفسرها من مبلّغ للدين إلى متحدث باسم الله ملقيًا بالعقوبات جزافًا، وهذا له ضرر بالغ على عقول بعض الشباب فيستحضر العذاب والانتقام الربانى دون الرحمة والعفو مما ينعكس فى صورة غلظة وتشدد وهو لا يدري، فيكون الخوف والوجل عنده محرك للتشدد على نفسه وعلى غيره أو التطرف الفكرى بدعوى الإنابة إلى الله.

وآخر هذه الأباطيل الجزافية اعتقادهم بأن غضب إلهى وشيك على المسلمين بسبب مهاجمة حشرات أماكن فى مكة المكرمة أو بسبب انكشاف أستار الكعبة يوم 20 أغسطس الماضى وظنوا أن ذلك نظير شؤم على البشرية، وهم متوهمون غافلون جاهلون؛ فقد أعلنت رئاسة شئون الحرمين قبلها بيوم فك الحبال الذهبية للكسوة تمهيدًا لتغيير الكسوة القديمة بجديدة، فجاءت الرياح وحركت الكسوة القديمة!!

وأما عن مهاجمة الحشرات وجنود الله من الجراد وغيره الحرم، وهذه حشرة معروفة فى السعودية تأتى على الإضاءة وتكثر فى الشتاء، وقد ازدادت هذا العام بفعل الطقس غير المستقر والرياح الشديدة والتى تضرب مناطق كثيرة من العالم هذه الأيام.

وهذا ليس بغريب على أعداء الوطن فقد اعتادوا على تلقف الشائعات وتهويل الحقائق لأغراض خبيثة فى عقولهم ونفوسهم.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة