أحد عشر كتابا مسرحيا أصدرتها الهيئة العربية للمسرح، كإسهام فكرى إضافى يتناغم مع المحور الفكرى الذى اختارته إدارة مهرجان المسرح العربى عنوانا لدورته الحالية، الحادية عشرة من المهرجان، التى تدور حول المسرح المصرى، بمناسبة انعقاد هذه الدورة فى القاهرة، تحت عنوان " نقد التجربة – همزة الوصل المسرح المصرى فى نصف قرن 1905 – 1952).
حول هذه الإصدارات أقيم اليوم الثلاثاء 15 يناير مؤتمرا صحفيا ، استعرض خلاله 3 من الباحثين إصداراتهم وهم د. عمرو دوارة، ود. مصطفى سليم من مصر، ود. على الربيع من العراق، أدار الجلسة د. يوسف عيدابى مستشار الهيئة العربية للمسرح .
د. عيد ابى أشار فى تقديمه إلى أن الهيئة العربية للمسرح اعتادت دائما، ضمن مشروعها للنشر إصدار مجموعة من الكتب فى دورات المهرجان العربى.
وأضاف أن الهيئة تختار موضوعات هذه الإصدار تتناغم وتنسجم مع المحاور التى تدور حولها فعاليات المهرجانات، وهو ما ميز إصدارات هذه الدورة أيضا ، حيث جاءت جميعها ، حول المسرح المصرى ، فرقه، وشخصياته وتراثه، وتاريخه، مشيرا إلى أن الهيئة رأت أن تدرس وتؤرخ تاريخ المسرح المصرى فى مائة عام ، وقد خصصت هذه الدورة لتغطية نصف قرن ، فيما ستخصص الدورة القادمة لتغطية النصف الآخر.
وأعرب د. عمرو دوارة مؤلف كتاب " كرم مطاوع رجل المهام الصعبة"عن سعادته بأن أتاحت له الهيئة العربية هذه الفرصة لنشر كتابه عن المخرج الكبير، مشيرا إلى أنه عمل مساعدا لكرم مطاوع فى عدد من العروض على مرحلتين، الأمر الذى أتاح له الاقتراب منه ومعرفة الكثير من مزاياه، مؤكدا أن مطاوع لم يكن يجيد تقديم الفرجة فحسب إنما كان مفكرا مسرحيا كبيرا.
وضرب دوارة مثلا بعرض "الفرافير" الذى أثار الخلاف بينه وبينه مؤلف النص يوسف إدريس، مؤكدا أن مطاوع من أوائل المخرجين الذين اعتبروا المخرج هو صاحب نص العرض، ولهم أن يضيفوا ويحذفوا فيه بما يخدم رؤيتهم الإخراجية.
وأشار دوارة لانتصار مطاوع فى تلك المعركة ودليله على ذلك هو أن يوسف إدريس حينما نشر نصه " الفرافير " نشر نص العرض بعد التصرفات الإخراجية لمطاوع .
د. دوارة ذكر أيضا شهادة سميحة أيوب لكرم مطاوع، مشيرا أنه سألها عن المخرج الذى تعتبره الأول بين المخرجين الذين تعاملت معهم، عربا وأجانب فقالت إنه كرم مطاوع.
وأشار دوارة إلى أنه أصدر عددا من الكتب حول مخرجين مصريين منهم أحمد عبد الحليم ومحمود الألفى، وجلال الشرقاوى ود. كمال عيد، ود. هناء عبد الفتاح، ليس كنوع من التأريخ إنما سعيا لاكتشاف رؤاهم الإخراجية.
أضاف دوارة أن مطاوع كان مفكرا عروبيا، مشيرا إلى أن رؤيته الإخراجية التى طرحها عند تناوله لنص إيزيس حولته من خطاب يتحدث عن المصرية، باعتبار إبزيس رمزا مصريا إلى خطا ب عربى، مشيرا إلى أن توفيق الحكيم وافقه على هذا الطرح، وأشار دوارة إلى تميز كرم مطاوع فى إضاءة عروضه ، وأنه أول من رفض ثبات الديكور ، فضلا عن قدرته على قيادة الممثل بحرفية عالية وتفجيره لطاقات الممثلين الذين يعملون معه.
أما د. مصطفى سليم فأشار إلى أن كتابه " الدلالات الدرامية للنظم الطقسية فى الدراما التجريبية " هو رسالته للدكتوراة التى أنجزها عام 2006 ، فى أكاديمية الفنون، مشيرا إلى أنه لم يكن ينوى نشر هذا الكتاب إلا فى مؤسسات متخصصة، نظرا لتخصصه الشديد ، وهو ما أتاحته له الهيئة العربية للمسرح ، وقد أعرب سليم عن سعادته بصدوره فى هذه الدورة وقدم الشكر للهيئة العربية على منحه هذه الفرصة.
قال سليم إنه رصد وصنف الطقوس فى الوطن العربى ،وبحث فى كيفية تعامل النصوص المصرية مع هذه الطقوس ، وأشار سليم إلى وجود عددا من التقسيمات التى صنف على اساسها الطقوس منها الطقوس الدينية مثل المشهد الحسينى ، والتعازى الشيعية، وهى ما عالجها فى نصى الشرقاوى " الحسين شهيدا وثائرا " وطقوس الزار والذكر و عبدة الشيطان مشيرا إلى معالجات نصوص محمد الفيل وعادل العليمى لطقس الزار، وتعامل السيد محمد على مع طقس المولوية، ومعالجة د. أحمد سخسوخ لطقوس عبدة الشيطان، أما التصنيف الثانى للطقوس وفق الدراسة فهو كما أشار سليم الطقوس الاجتماعية كطقوس العرس والميلاد والموت ، فضلا عن طقوس الموالد وأعياد الحصاد ووفاء النيل .
وذكر د. سليم عددا من التطبيقات التى تناولها فى كتابة بغرض تحليل الكيفية التى تعاملت بها نصوص الكتاب المصريين مع الطقوس ، فأشار إلى معالجة محمود دياب لطقس الحصاد فى ليالى الحصاد، وظهوره الكثير من الطقوس لدى رأفت الدويرى خاصة فى " قطة بسبع ترواح" وعلاقة السيد بالعبد فى نص الفرافير الذى يتعامل مع طقس الموت بشكل ساخر، وكذلك معالجة توفيق الحكيم لطقس السبوع فى "ياطالع الشجرة ".
وعن التجريب فى التعامل مع الطقوس، قال سليم إن تأسيس المسرح التجريبى وضع خطا فاصلا بين تعامل الكتاب مع الطقوس قبله، وتعاملهم معها بعده، مشيرا إلى إعادة صياغة نص الطوق والأسورة صياغة تجريبية فى تعامله مع طقس الموت.
و كشف الكاتب العراقى د. على الربيعى أنه عكف على دراسة المسرح العربى لأكثر من ربع قرن، وأخرج 17 كتابا، منها ما يتصل بتاريخ المسرح العراقى وقد أصدر فيه عددا من الأعمال أهمها : المسرح المسيحى فى العراق ، و إسهامات يهود العراق فى المسرح .
كما أشار د. الربيعى إلى أنه أخرج عددا من الكتب عن الفرق الروسية والتركية التى زارت العراق .
وحول إصداراته عن المسرح والفرق المصرية قال الربيعى إنه تابع زيارات الفرق المصرية للعراق ودرس تواريخها وما قدم عنها فى مئات من المصادر التى أتيحت له، ومن هذه الزيارات ذكر زيارة فرقة عبد النبى محمد " كشكش بيه" وشقيقه عطية أمين عطية وكذلك زيارة فرق جورج أبيض وفاطمة رشدي، ويوسف وهبي، مشيرا إلى أنه أصدر حول تلك الزيارات عدة كتب كان أولها كتابه " الأجواق المصرية التى زارت العراق" كما تناول زيارات فرق جورج أبيض وفاطمة رشدى ويوسف وهبى فى كتب مستقلة وهى التى صدرت عن الهيئة العربية للمسرح ضمن إصدارات هذه الدورة.
وأشار الكاتب إلى أنه تناول كل ما كتب عن تلك الزيارات من مقالات ومعالجات نقدية، وما نشر عنها من متابعات إخبارية، فضلا عن ما أقيم مع أعضاء الفرق من لقاءات وحوارات ، وأشار الربيعى إلى أن جورج أبيض قدم أكثر من مائة عرض فى العراق، وأنه أول من اشرك شبابا من الممثلين العراقيين فى عروضه.
وأضاف: زارت فرقة فاطمة رشدى العراق ثلاث مرات أعوام 29 ، 32 ، 1936 وكرمها ملك العراق وقتئذ، كما أنها جابت مدن العراق شمالا وجنوبا.
أما عن فرقة يوسف وهبى فذكر د. على الربيعى أنها زارت العراق ثلاث مرات أيضا سنوات 32، 36، 1954 ، وأن تلك الزيارات قد حظيت بمتابعة إعلامية ونقدية كبيرة.
وأشار د. الربيعى إلى أن الكتب الثلاثة التى أصدرتها له الهيئة العربية للمسرح عن الفرق المسرحية المصرية تشير بشكل قوى إلى أن مجىء الفرق المصرية إلى العراق عمل على تفعيل الحركة المسرحية والنقدية فى العراق .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة