"إن الشعب الذى بنى الأهرام إجلالا للموت، قادر على بناء السد هرما جديدا، تقديرا وتكريما للحياة".. بهذه الكلمات كان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر يتحدث على حلم مصر وقتها لبناء أكبر سد مائى سيحفظ حق مصر الاستراتيجى من المياه، وبالفعل يحتفل المصريون، اليوم الموافق، الخامس عشر من شهر يناير من كل عام بالذكرى السنوية لأهم مشروع هندسى خلال القرن العشرين، فنحتفل اليوم بمرور 48 عاما على افتتاح السد العالى، فى عام 1971، والذى تم التخطيط لبنائه بعد أن تقدم المهندس المصرى اليونانى أدريان دانينوس بمقترح إنشائه لتنطلق أعمال البناء به فى عام 1960، بتمويل روسى بلغ نحو 450 مليون جنيه.
معركة حاسمة خاضها الزعيم جمال عبد الناصر بسواعد المصريين، كانت ذروتها عندما رفضت عدة دول أوروبية تمويل المشروع، إلا أن الاتحاد السوفيتى وافق على إقراض مصر تكلفة المشروع، بعد أن سحب البنك الدولى عرضه بتحمل ربع التكلفة، وانطلق المشروع رغم هذه التحديات ليتكمل البناء ويتم الافتتاح الرسمى فى 15 يناير عام 1971.
وزارة الرى تحتفل بإنشاء السد العالى
ومن جانبه، كشف المهندس حسين جلال، رئيس هيئة السد العالى وخزان أسوان، عن استعدادات وزارة الرى للاحتفال بالذكرى السنوية لبناء السد العالى، موضحا أنه سيتم تكريم نحو 10 شخصيات من قدامى العاملين بالهيئة، فضلا عن تكريم عدد من بناة السد العالى، على رأسهم المهندس محمد فرج الله، نقيب المهندسين بمحافظة أسوان، كما أوضح أنه سيتم عرض عدد من المنتجات والهدايا التذكارية لبيعها للزائرين وستكون أهمها ميدالية تضم صورة لسيارة الزعيم جمال عبد الناصر، التى كان يقودها خلال الأعمال التحضيرية لبناء السد.
وأشار رئيس هيئة السد العالى، خلال تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إلى أن سعر تذكرة منطقة السد العالى لم تشهد ارتفاعا، ولكن ستظل بقيمتها الحالية، وستشمل أيضا السماح للزائرين لالتقاط الصور التذكارية بالمعرض المفتوح لأول مرة لمعدات السد، فضلا عن إقامة معرض لعرض المنتجات التراثية واليدوية للزائرين.
وأوضح رئيس هيئة السد العالى، أن السد العالى يعد من أهم المشروعات الهندسية، التى شيدت فى القرن العشرين، فهو الذى له الفضل فى تلبية احتياجاتنا من المياه والكهرباء والزراعة، حيث تم البدء فى توليد الكهرباء من أول توربينات بالسد فى عام فى أكتوبر 1967.
فى حين أكد المهندس مصطفى أحمد جاد، مدير الصيانة بالسد العالى، أن فريق الصيانة يقوم بمتابعة مستمرة لرفع كفاءة ستارة الحقن بالسد وصيانة الأعمال المدنية والإنشائية، فضلا عن أخذ عينات دورية من المياه المخزنة خلف السد للتأكد من جودتها وصلاحيتها، موضحا أن ما يتردد أن مشروع السد فقد أهميته مع مرور السنين لا يعلم أن السد العالى تمكن من أن يجلب ثمن تكلفته الإجمالية فى عامين فقط بعد افتتاحه، فضلا عن فوائده الأخرى فى حماية مصر من خطر الفيضانات والجفاف أيضا.
وحول خطة تطويره، أوضح مدير الصيانة بالسد العالى أنه تم تزويد منطقة المشاهد التى تقع أعلى جسم السد بـ6 لوحات إرشادية حتى يتمكن الزائر من التعرف على أهمية المشروع، وعلاقة مصر بدول حوض النيل، كما تم الاتفاق مع مديرية الطرق بمحافظة أسوان على خطة لرصف طريق طوارئ السد، فضلا عن رصف المنطقة الخلفية لمركز خدمة الزائرين، وإعادة رصف بداية طريق السد من الناحية الغربية وحتى مدخل رمز الصداقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة