فى إطار الوقوف على خطة الحكومة لتعزيز التوجه نحو أفريقيا، استقبلت لجنة الشؤون الأفريقية فى مجلس النواب، برئاسة النائب طارق رضوان، الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، التى كشفت عن المبادرات المصرية الجديدة فى قطاع الصحة، وفى مقدمتها علاج الأشقاء الأفارقة من فيروس سى، بالإضافة إلى سعى الوزارة حاليا لنقل تجربتها الناجحة فى القضاء على قوائم الانتظار، إلى الدول الأفريقية، بل والدول الأوربية، مشيرة إلى أن عدد من الدول الاوربية طلبت التعرف عليها الاستفادة منها.
تسجيل الدواء المصرى بدول حوض النيل
وذكرت وزيرة الصحة، أن الوزارة تسعى لتوحيد شروط تسجيل الدواء المصرى بدول حوض النيل، وذلك بهدف تسهيل انتشاره وتداوله بمختلف الدول الأفريقية؛ الأمر الذى كان من ضمن أولوياتها منذ توليها حقيبة الصحة، مشيرة إلى أنه تم الاتفاق خلال اجتماعها مع وزراء الصحة فى هذه الدول على العمل من أجل توحيد الاشتراطات لتسجيل الدواء المصرى فى دول حوض النيل، وشرق أفريقيا لرخص سعره وفاعليته، وقد أعلنت السودان موافقتها، وكذلك اثيوبيا التى أبدت الموافقة من حيث المبدأ.
وأوضحت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، أن الهدف من توحيد تسجيل الدواء المصرى فى دول القارة الأفريقية، هو العمل المؤسسى ذو الفوائد طويلة المدى، موضحة أن مصر أصبحت صاحبة اليد العليا فى صناعة الدواء بالقارة السمراء، مشيرة فى هذا السياق، إلى إنشاء مصنع أدوية تابع للشركة القابضة للأدوية فى تشاد، لافتة إلى أن هناك مصانع للأدوية فى أفريقيا فى الخرطوم وأديس أبابا وجارى إنشاء مصنع فى تشاد تابع للشركة القابضة للدواء.
علاج الأشقاء الأفارقة من فيروس سى
المبادرة الثانية، التى تناولتها وزيرة الصحة، خلال حديثها تتمثل فى المبادرة المصرية من أجل علاج الأشقاء الأفارقة من فيروس سى، على أن يتم البدء بدول حوض النيل حيث تقدر نسبه المصابين فيها بـ3.7 مليون، مؤكدة قدرة القاهرة معالجة 30% من المصابين من خلال مبادرتها.
وقالت وزيرة الصحة، إننا نعمل حاليا نعمل على مساعدة دول حوض النيل بالنسبة للحالات، التى قامت بتشخيصها والتجمعات، والتى تبين إصابتها بفيروس سى، وتقوم بإرسال كوادر طبية حتى من القطاع الخاص، ونتوقع أن تلقى هذه المبادرة قبولا عند هذه الدول، مشيرة إلى أن هذه المبادرة ستكون فرصة أيضا لنشر الدواء المصرى، وفتح أسواق له، حيث يعد ذلك فرصة لتصدير الدواء بأفريقيا، متابعة: "مينفعش الدواء المصرى بتاريخه الكبير، ميدخلش سوق أفريقيا".
وقالت وزيرة الصحة إننا بحاجة للبناء على المبادرات المصرية، مثل حملة 100 مليون صحة، وحملة القضاء على قوائم الانتظار، لأنها من أهم التجارب، ونريد نقلها إلى حوض النيل.
ومن جانبه، طالب طارق رضوان، رئيس لجنة الشئون الأفريقية، بتعظيم الدور المصرى، من خلال تنظيم حملات لتمويل توفير علاج الفيروس فى أفريقيا، وشحنها للدول التى بها إصابات على حسب عدد تلك الحالات، مشيراً إلى أن دول حوض النيل أمن قومى مصرى.
الأمر الذى عقبت عليه وزيرة الصحة، بتأكيدها على تكلفة جرعة العلاج من فيرس سى خارج مصر، والتى تتراوح ما بين 28 إلى 80 ألف دولار للمريض الواحد، فى مقابل القاهرة التى توفر العلاج لمرضاها بقيمة 50 دولار داخل وزارة الصحة و120 دولار خارجها، وأنها بالفعل تتواصل مع المنظمات العالمية مثل منظمة الصحة العالمية لتوفير تكلفة الدواء لهذه الدول.
وأشارت الدكتورة هالة زايد، إلى صعوبة عمل مسح داخل تلك الدول، ضاربة المثل بإثيوبيا التى بها 120 مليون نسمة، لذا تقوم مصر بعلاج ما يتم تشخيص إصابته بمرض فيروس سى ويقدر فيها بنحو 600 ألف حالة.
ولفتت وزيرة الصحة إلى أن مصر بجانب معالجة ما يتم تشخيصه من مرضى بالفيروس، تقوم بالمساعدة على توفير دعم ومعونات مع المنظمات المانحة الدولية، مثل منظمة الصحة العالمية لما لها من علاقة طيبة بها حتى يتم توجيهها إلى علاج الفيروس حيث أن المعونات لأفريقيا بدون مستهدفات.
وزيرة الصحة: علاقتنا مع أفريقيا مدروسة
واستكملت وزيرة الصحة عرض خطتها لتعزيز التوجه المصرى إلى القارة السمراء، بتأكيدها على أن علاقتنا مع أفريقيا مدروسة، والوزارة تعمل عبر شقين تجاه القارة السمراء، أولهما الشكل المؤسسى المعد مسبقا، والثانى هو ما يتعلق بما يستجد من أعمال مثل أحداث الفيضانات، التى وقعت فى السودان مؤخرا، حيث تم إرسال أطنان من الأدوية إلى السودان بالإضافة إلى العديد من الجهود التى بذلت.
ولفتت وزيرة الصحة، إلى أن مصر لديها مراكز ومستشفيات ثابتة فى أفريقيا، يتم تشغيلها بمعرفة وزارة الصحة، بالإضافة إلى القوافل العلاجية، التى يتم تنظيمها بالتعاون مع وزارة الخارجية، وكذلك تشغيل مركز للكلى بأفريقيا، علاوة عن استضافة الاشقاء الأفارقة فى زمالة البورد المصرى.
وأشارت وزيرة الصحة، إلى أنه تم تنظيم معرض لشركات الأدوية المصرية على هامش زيارة الرئيس الأخيرة فى السودان، وتم تنظيم دورات تدريبية من أساتذة الطب المصريين، لتدريب أبناء السودان، بالإضافة إلى إرسال سيارات إسعاف مصرية لتدريبهم.
وأشارت الدكتورة هالة زايد إلى أنه كان هناك رد فعل إيجابى بعد مبادرة الرئيس، وكان هناك عقود تأمين صحى بعد الزيارة مع المؤسسات المصرية، لعلاج السودانيين فى مصر، مؤكدة على أن الفترة المقبلة ستشهد تغيير فلسفة التدريب، حيث سيتم دعوة الأطباء السودانيين للتدريب داخل مصر، وذلك سيكون له أثرا إيجابيا أعلى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة