ما الذى يحدث فى الحياة؟ منذ أن خلق الله آدم وحواء والكلام عن التوافق بينهما لا ينتهى أبدا، هل هو موجود أم معدوم وإن كان موجودا فكيف يمكن الوصول إليه وإن كان معدوما فهل يمكن خلقه وإيجاده؟ ويمكن القول إن الحياة النفسية لدى الإنسان حافلة بالمشكلات والتحديات فى كل يوم من عمره، ولم نعد نستطيع التفكير إلا فى تلك المشكلات التى تواجهنا فى الحياة، فنحن نتعرض للكثير من الظروف والأحداث الحياتية التى تؤثر على طاقتنا الذهنية والصحية والنفسية، فكيف نذلل تلك التحديات والصعوبات التى تواجهنا فى هذه الحياة وفى كل مجالاتها، سواء الشخصية أم العملية أم المجتمعية أم الزوجية، لنتغلب عليها بشخصية قوية وبعزيمة صلبة؟
هذا السؤال تحاول أن تجيب عنه منى الناغى فى كتابها «التوافق العقلى والنفسى بين الرجل والمرأة»، والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، والتى تقول «لقد حاولت فى كتابى هذا استخلاص العوامل الأساسية للبنية الإنسانية، والعوامل التى تتفرع منها الضغوطات النفسية وتأثيرها على الإنسان»، وهنا أتحدث عن الإنسانية بوجع عام كذكر وأنثى.. رجل وامرأة، وسوف نجد أن معظم الاضطرابات التى تحدث بين الناس لها عوامل متعددة، منها الاقتصادية والاجتماعية والخلفيات الحضارية والثقافية وكل تلك العوامل السائدة فى المجتمعات، ومدى التأثير الذى تحدثه فى حياة الإنسان، فهى تولد لديه العزلة الاجتماعية والفقر العاطفى وفقدان التوازن النفسى، ولذلك نجد الكثير من الناس يعيشون فى قلق دائم وخوف من اليوم والغد ويفتقدون الحماس للحياة.
الجزء الأول للكتاب، محاولة لفهم أنفسنا، على حد كلام منى الناغى، حيث نتعرف على الاحتياجات العقلية للإنسان من تركيز التفكير وتطوير للإرادة وكيفية التعبير عن المشاعر والأحاسيس والانفعالات، ونتعارف أيضًا على وظيفة الإدراك الحسى والعوامل التى تسهم فى تحديد سلوك الإنسان كالتعليم والذاكرة، وما هى اضطرابات الذاكرة، وكيف نتعرف على طبيعة التركيز والسرحان.
الجزء الثانى من الكتاب مخصص لعقلى الرجل والمرأة، وفيه مقارنة ما بين القدرات العقلية لدى الأولاد والبنات فى مراحل الطفولة، ولماذا يسلك المراهقون دروب المخاطر والمجازفات وما الأسباب العلمية لذلك.
كذلك يناقش الكتاب المهم عددًا من الأسئلة ويحاول أن يجيب عنها منها: ما معنى الحب؟ وهل يختلف الوقوع فى الحب عن الشعور بالحب؟ وكيف تنشأ علاقة الحب ما بين الرجل والمرأة؟ وأسئلة أخرى كثيرة.