شهدت بريطانيا ليلة غير مسبوقة فى تاريخها الحديث زادت من الغموض بشأن مصير علاقتها بالاتحاد الأوروبى ومصير "البريكست" بعدما رفض مجلس العموم البريطانى خطة رئيسة الحكومة تيريزا ماى للخروج بأغلبية ساحقة، فيما وصف بأنه أسوأ هزيمة يتعرض لها زعيم بريطانى على الإطلاق.
فى السطور التالية نستعرض التطورات الأخيرة المتعلقة بالبريكست، وما هى السيناريوهات المتوقعة فى الفترة المقبلة.
ماى خلال الجلسة العاصفة مساء أمس
- على ماذا صوت البرلمان البريطانى الثلاثاء؟
كان أعضاء مجلس العموم البريطانى يصوتون على الاتفاق الذى توصلت إليه تيريزا ماى مع الاتحاد الأوروبى بعد أكثر من عامين من المفاوضات. وكان الاتفاق يضع خطة لكيفية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى فى 29 مارس.
كان ما حدث كابوسا لتيريزا ماى حيث صوت 230 عضو بالبرلمان ضد الاتفاق، من بينهم 118 عضو من حزب تيريزا ماى، المحافظين. وتعد هذه الهزيمة الأكبر لحكومة فى التاريخ وأظهرت مدى عدم الشعبية التى يتمتع بها الاتفاق
- ما هى أبرز بنود الاتفاق المرفوض؟
كان الاتفاق يغطى قضايا بالغة الأهمية منها مصير المواطنين البريطانيين الذين يعيشون فى الاتحاد الأوروبى، وفاتورة الانفصال عن الاتحاد الأوروبى. ولو كان البرلمان وافق على الاتفاق لكانت بريطانيا ستخرج من الاتحاد الأوروبى فى 29 مارس، أى بعد 73 يوما.
المتحدث باسم العموم جون بيركو فى مواجهة حكومة ماى
وكانت النقطة الأكثر إثارة للجدل قضية الحدود الإيرلندية، وما يسمى بشبكة الأمان التى تهدف إلى تجنب فرض قيود على الحدود بين إيرلندا الشمالية، وهى جزء من المملكة المتحدة، وجمهورية أيرلندا وهى عضو بالاتحاد الأوروبى.
- لماذا تعد هذه التطورات مهمة؟
الهزيمة تمثل ضربة هائلة لماى، ويلقى بمزيد من الشكوك حول عملية البريكست، فلم يتبقى سوى شهرين ونصف فقط على موعد الخروج، لكن بريطانيا لم تقترب من الاتفاق على الطريقة التى ستغادر بها الاتحاد الأوروبى.
ـ ماذا سيحدث فيما بعد؟
تقدم زعيم حزب العمال جيريمى كوربين بطلب إجراء تصويت لسحب الثقة من الحكومة، حيث سيقرر البرلمان مصير حكومة ماى. سيجرى التصويت مساء اليوم الأربعاء، ولو قرر البرلمان أنه لا يريد الحكومة، فأن هذا قد يسفر عن إجراء انتخابات عامة.
تيريزا ماى فى محاولة لتمرير خطة الخروج من الاتحاد الأوروبى
ولو نجت ماى من تصويت سحب الثفة، كما يتوقع كثير من المحللين، فأنها ستقدم للبرلمان خطة بريكست مختلفة يوم الاثنين المقبل. لكن عند هذه المرحلة لا يوجد أى معرفة بشأن هذه الخطة وكيف ستكون، ولو لم يغير البرلمان رأيه، لن تكون هناك خيارات مختلفة كثيرة.
ولو لم يحدث أى شىء آخر، سيتم البريكست بدون اتفاق، وهو ما يعنى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى فى 29 مارس بدون اتفاق رسمى. وهو ما يعنى أنه لن يكون هناك فترة انتقالية، وتمزق مفاجئ فى العلاقات البريطانية الأوروبية.
- ماذا سيحدث فى حالة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى بدون اتفاق؟
سيعنى هذا أن بريطانيا لن تلتزم بالقواعد الأوروبية، وستتبع بدلا منها شروط منظمة التجارة العالمية فيما يتعلق بالتجارة. سيتم فرض ضرائب جديدة على الواردات والصادرات والخدمات، مما سيزيد على الأرجح تكاليف تشغيلها، وهو ما يعنى أن ثمن بعض البضائع فى المحلات البريطانية سيرتفع.
كما ستخسر بريطانيا الاتفاقيات التجارية التى عقدتها مع دول أخرى كعضو فى الاتحاد الأوروبى، وسينبغى إعادة التفاوض بشأنها جميعا إلى جانب التفاوض على اتفاق جديد مع الاتحاد الأوروبى نفسه.
متظاهر معارض لخطة تيريزا ماى يستعد للاحتفال بنتائج التصويت أمس
وسيكون لبريطانيا الحرية فى فرض قيود الهجرة الخاصة بها، إلا أن بعض البريطانيين العاملين فى الاتحاد الأوروبى والمغتربن البريطانيين قد يواجهون مصيرا مجهولا بشان أوضاعهم.
وستصبح الحدود بين إيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا حدود خارجية للاتحاد الأوروبى ستفرض عليها ضوابط التجارة والجمارك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة