ما بين أنين الألم ومعايرة زملائها لها بالمدرسة ونظرات الشفقة من المحيطين تعيش سلمى، التلميذة بالصف الثالث الابتدائى بمنطقة ساحل طهطا شمال محافظة سوهاج وأسرتها، أقوى لحظات القهر، خاصة بعد إصابتها بمرض غريب، حيث بدأت الحكاية بظهور حبة صغيرة بجوار أنفها، ودخل المستشفى لإزالتها، وتم إجراء عملية ترقيع لها بعد استئصال جزء من أذنها ولكن سرعان ما سقطت الرقعة وتغير كل شىء وبدأت تظهر عليها علامات وأشياء أخرى حولتها من طفلة عادية إلى طفلة مشوهة.
"اليوم السابع" انتقل إلى منزل الطفلة سلمى وأسرتها بمنطقة ساحل طهطا، وعاش لحظات بالرغم من أنها قليلة إلا أنها تمر عليك مثل الدهر أمام تلك الطفلة التى تحدثت إلينا والدموع تملأ عينيها، وهى تطلب المساعدة من الجميع لرفع هذه المعاناة عنها.
فى البداية تقولى سلمى أحمد إبراهيم: "أنا تلميذة بالصف الثالث الابتدائى بمدرسة ساحل طهطا الابتدائية، أنا عندى حساسية ضد الشمس وكل ما اتحرك فى الشمس الحاجات اللى فى وجهى بتزيد، والبداية كانت بوجود حبة بجوار الأنف وعملت 5 عمليات حتى هذه اللحظة ولم يحدث لى أى تقدم".
أنا بروح المدرسة ومنتظمة وفى المدرسة زملائى بيعيرونى ويقولوا يا محروقة.. يا سودة... يا أم وش محروق، ويضحكوا عليا، نفسى أتعالج ويبقى وجهى أبيض زيهم.. وكمان مفيش حد بيرضى يقعد جنبى فى الفصل، وأنا عايزة أتعلم وعايزة أتعالج ده حقى زى أى طفل فى المدرسة".
أما شيماء محمد محمود، والدة سلمى، فتقول: "إن المرض الذى أصاب سلمى ظهر عندها بعد عامين فقط من ولادتها، وده كان عندما ظهرت لها حباية بجوار الأنف، وتمت إزالة فتحة من الأنف وتم عمل رقعة لها وهذه الرقعة سقطت فور خروجنا من المستشفى، وتم استئصال جزء من الأذن لعمل الرقعة ثم عملية أخرى وأخرى حتى وصل عدد العمليات التى تم إجراؤها حتى هذه اللحظة 5 عمليات، ولكن دون جدوى ودون نتيجة حتى الآن، والأطباء طلبوا منى عدم التعرض للشمس نهائيا، لكن هى كطفلة وحُبها الحركة حاولت أمنها لكن لم أستطع، حاولت أن أبسها نقاب رفضت ذلك وكان ردها أنا طفلة".
وأضافت والدة سلمى أن آخر مكان ذهبت إليه بها كان بالأمس فى أحد العيادات الخاصة، والطبيب بعد توقيع الكشف قال إن هذا الشىء عبارة عن أورام سرطانية موجودة بجلد سلمى وعلاجها ليس لدىّ، وعدت أجر خيبة الأمل مثلما حدث معى قبل ذلك".
وناشدت والدة الطفلة الدكتور أحمد الأنصارى محافظ سوهاج، ووزيرة الصحة ووزير التربية والتعليم بسرعة التدخل لعلاج الطفلة، حفاظا على حياتها وحالتها النفسية التى تسوء يوما بعد يوم، ومضيفة: "أنا لا أحتاج إلى مساعدات مادية ولكن أحتاج إلى طبيب متخصص أو مركز طبى مرت عليه مثل تلك الحالة، ويقدم العلاج لابنتى، فنحن نعيش فى ظروف نفسية لا يعلمها إلا الله، فقد أصبحت أخبئ سلمى من الجيران والأقارب لأنهم يشمئزون منها، ونظراتهم أصبحت تجرحها، خاصة أنها بدأت تكبر وتعقل الأمور وتفهم ما يدور حولها حتى نظرات الأهل لها".
أما زوجة خالها فقالت: "سلمى زكية جدا جدا وتحب التعليم ومتفوقة، ولكن ما حدث لها من مرض جعلها حساسة جدا لأى نظرة ولأى كلمة تصدر من الآخرين، وحلمها أن تعود طفلة عادية مثل باقى الأطفال والكلمة التى ترددها دائما نفسى أبقى بيضاء مثل باقى العيال".
للتواصل مع الحالة:
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة