لليوم الرابع على التوالى، أدى قرابة 580 ألفا من طلاب الصف الأول الثانوى امتحان الثانوية التراكمية بنظام الكتاب المفتوح، كأول اختبار تجريبى تدريبى للطلاب على النظام الجديد، حيث اختبر الطلاب اليوم الأربعاء فى مادة الجغرافيا.
وأشاد طلاب الصف الأول الثانوى، بطبيعة وشكل الأسئلة ومضمونها والتى طالما اعتمدت على الفهم والحفظ معا، موضحين أن هناك شعورا وتوجها نحو الانتقال إلى تغيير طريق المذاكرة والتحصيل لتعتمد على الفهم وليس الحفظ، مؤكدين أن تجربة الامتحانات صنعت فارقا وتغييرا فى تحصيل الدروس والمذاكرة بشكل ملحوظ.
وشهدت لجان امتحانات طلاب الصف الأول الثانوى العام، إقبالا كبيرا من جانب الطلاب لاختبار مادة الجغرافيا، حيث أكدت وزارة التربية والتعليم، أن فصول ومدارس الثانوى العام شهدت إقبالا كبيرا من جانب الطلاب على منظومة الامتحانات، رغبة منهم فى التعرف على التجربة ونوعية وطبية الأسئلة.
وقال الطالب محمد مصطفى بلجنة مدرسة السعيدية الثانوية بالجيزة، إن الأسئلة سهلة وبسيطة واعتمدت على الحفظ أكثر من الفهم لأن الجغرافيا بطبيعتها مادة تحتاج إلى الحفظ أكثر من الفهم على حد تعبيره.
وقالت الطالبة بسمة مجدى، بمدرسة حمزة بن عبد المطلب الثانوية بنات، إن ما يميز الأسئلة هى طريق التفكير وهذا هو المكسب الحقيقى للطلاب فى التجربة الجديدة، قائلة: الحفظ دمرنا طوال السنوات الماضية وهناك تغيير حقيقى يجب على الطلاب الاستفادة منه.
وتعليقا على مستوى امتحان الجغرافيا، أكدت الطالبة، أن الامتحان سهل رغم أنه كان متداول قبل انطلاق الامتحان ولكن طبيعة الأسئلة سهلة وبسيطة، موضحة أنه يجب على الطلاب أن يبتعدوا كليا عن تلك التسريبات وأن لا يلتفتوا إليها ويكونوا حريصين على الاستفادة من التجربة الجديدة.
وأكدت أن الأسئلة شملت 17 جزئية وتم بالفعل استخدام الكتاب فى الإجابة على جزئيات كثيرة ولكن يجب التأكيد على أن نتائج التجربة سوف تظهر فى المستقبل بعد اكتمال كافة جوانبها من توزيع للتابلت وتغيير شكل المناهج وتطويرها.
وطالبت وزارة التربية والتعليم، طلاب الصف الأول الثانوى بعدم الانسياق وراء تلك التسريبات والتركيز فقط على الاستفادة من التجربة، خاصة أنه امتحان تدريبى لا يحاسب عليه الطالب ولن تحسب أى درجات، موضحة أنه يجب أن يعلم الطالب مستواه الحقيقى فى التعامل مع هذه النوعية من الأسئلة التى لأول مرة تأتى للطلاب.
وتعليقا على التسريبات التى ظهرت، منذ انطلاق الامتحانات، قال الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، إنه تم تسريب الامتحان لليوم الثالث على التوالى، وهذا دليل على أنه يوجد ثقافة تتطلب مناقشتها وتغييرها معًا، مضيفًا: "نقدر نوقف تسريب الامتحانات ووقفناه خلال العامين الماضيين ولكن هذا حدث بطريقة أقرب للطرق العسكرية، من خلال تدخل القوات المسلحة والداخلية وشركات التأمين، بتكلفة تصل لمليار ونصف المليار جنيه".
وأكد الوزير: اليوم تأكدنا من المرض الذى أصاب مجتمعنا، من أول الإصابة بتسريب الامتحان غير المحسوب المجموع، ومحاولات البعض نشر البلبلة، الطلاب الذين شيروا تسرب الامتحان رافضون لفرصة التعليم الحقيقى، رغم أن الامتحان تدريبى وبلا درجات، ولو أن الطالب غش وبحث عن التسريبات فهذا قراره، ولكنه خاسر ولم يعد نفسه للقادم ولا يلوم إلا نفسه".
وأشار وزير التربية والتعليم، إلى أن امتحان نهاية العام سيكون على التابلت، لمعالجة الأمراض القائمة، والأسئلة بلا تدخلات للعناصر البشرية، مضيفا: "من أعتمد على تسريب فى امتحان اليوم لن يجده فى المرة القادمة، والتسريبات تضر الطلبة، ولن نأخذ تجاهها أى إجراء ولن نضيع مليار ونصف عشان نجمل مشكلة، من الأجدر لنا أن نعالجها، والعبرة بامتحانات نهاية السنة، والطالب اللى ضيع فرصته أذى نفسه، والوزارة ستجرى تحقيقا داخليا فى هذا الأمر".
وأضاف الدكتور طارق شوقى :"اللى عارف مصلحته هيدخل الامتحان ويحل وهيفهم طبيعة الأسئلة، وسنساعده على ذلك، وسنجرى امتحانا تجريبيا آخر حتى يتم اتقان ذلك، واللى مش عارف مصلحته بقوله راجع نفسك".