رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي منيت أمس بهزيمة تاريخية بعد رفض البرلمان بأغلبية ساحقة الاتفاق الذي توصلت إليه مع بروكسل للخروج من الاتحاد الأوروبي، وهو ما يعرف باسم "بريكست".
وقالت الصحيفة – في تعليق لها بثته على موقعها الالكتروني اليوم - إن هزيمة ماي الساحقة بفارق 230 صوتاً، وهي أكبر خسارة تُلحق بأي حكومة بريطانية، جعلتها تدخل في سباق مع الزمن من أجل تجديد وإحياء اتفاقها قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المقرر في 29 مارس المقبل.
وصوّت نحو 118 من أصل 317 نائباً محافظاً ضد هذا الاتفاق، بينما طرح جيريمي كوربين، زعيم حزب العمال، على الفور تصويتاً لحجب الثقة عن الحكومة. وقال إن هزيمة اتفاق ماي كانت "حاسمة للغاية".
ومع ذلك، أضافت الصحيفة أنه من المتوقع أن تفوز ماي بتصويت الثقة، والذي سيُعقد مساء اليوم، لأنه لا المحافظون ولا الوحدويون الديمقراطيون، ولا الحزب الإيرلندي الشمالي الذي يدعم رئيسة الوزراء بأصوات كبيرة، يرغبون في إجراء انتخابات عامة.
وقال متحدث باسم الحزب الديمقراطي الوحدوي (حسبما نقلت الفاينانشيال تايمز) إن الحزب سيدعم ماي في تصويت الأربعاء، في حين قال مسئول في مجموعة الأبحاث الأوروبية، وهي مجموعة متشددة من أعضاء حزب المحافظين المؤيدين لـ "بريكست"، إنهم "بالطبع" سيؤيدون رئيسة الوزراء.
ومن جانب اخر، يعتقد النواب المحافظون المتشككون في الاتحاد الأوروبي أن فشل ماي في البرلمان سوف يزيد احتمالات مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي دون أي اتفاق رسمي مع بروكسل، ما يسمح "بانفصال نظيف". وقد حذر جريج كلارك، وزير الأعمال، من أن الخروج من الاتحاد بدون اتفاق سيكون "كارثيا".
كما أوضحت الصحيفة أن ماي كانت حتى يوم أمس الأول لتتحدث حول نيتها في كيفية المضي قدما؛ فضلا عن إعلانها إجراء محادثات فورية مع كبار أعضاء البرلمان من جميع الأطراف في محاولة لتحديد التغييرات "القابلة للتفاوض الحقيقي" للاتفاق والذي يمكن أن تحظى بدعم مجلس العموم.
إلا أن حجم الهزيمة الهائل الذي لحق برئيسة الوزراء أمس يشير، وفقا للصحيفة، إلى أن اتفاق ماي يحتاج إلى إصلاح شامل إذا ما أرادت إحياءه. فيما قالت ماي أمام البرلمان:"إنه من الواضح أن مجلس النواب لا يدعم هذا الاتفاق...لكن التصويت لم يخبرنا شيئًا عما يدعمه".
وتابعت "فاينانشيال تايمز" أن ماي سوف تواجه بذلك معركة شاقة عندما تعود مجددا إلى بروكسل. فيما قال جان كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية:" إن خطر حدوث انسحاب غير منظم للمملكة المتحدة قد ازداد مع تصويت البرلمان. . . فالوقت أوشك بالفعل على الانتهاء".
ولا يزال دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبي، يقاوم الدعوة لعقد قمة خاصة لقادة الاتحاد الأوروبي دون توضيح ما هي التغييرات الواقعية التي يمكن أن تؤمن مجلس العموم. وكتب على موقع تويتر:" إذا كان الاتفاق مستحيلا، ولا أحد يرغب في عدم التوصل إلى اتفاق، فمن سيتحلى في النهاية بالشجاعة الكافية ليحدد ما هو الحل الإيجابي الوحيد؟"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة