قد تذكرك التعابير التى ارتسمت على وجه رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماى، لحظة إعلان مجلس العموم بالإجماع رفض خطتها للخروج من الاتحاد الأوروبى، بالجانب المؤثر الذى كشفه فيلم «المرأة الحديدية» فى مسيرة مارجريت تاتشر، السيدة التى تريد تريزا ماى أن تكون معها فى نفس الفصل بكتاب التاريخ، الحقيقة أن كلتيهما واجهتا تحديًا حساسًا وخطيرًا فى فترة تولية المنصب، لكن ماى أمامها طريق طويل لتقارن نفسها بتاتشر، فالأخيرة كسبت حربًا ونجت من محاولة اغتيال وكسرت شوكة جيش الرب المتمرد من أيرلندا الشمالية وفرضت رؤيتها الليبرالية على الاقتصاد، وفى النهاية خذلها السياسيون كعادتهم التاريخية.
أتصور هنا أن عبور تريزا ماى فى معركة بالبريكست لا يعنى فقط انتصارها سياسيًا، بل يقربها درجة أخرى من شبح مارجريت تاتشر الجاثم على جدار الاتحاد الأوروبى.