نعم هناك صعوبات كثيرة تكتنف الحياة والعمل والاستثمار في أفريقيا وتمثل تحديات فعلية أمام الشعوب الأفريقية وأمام الوافدين إلى أفريقيا بحثا عن فرص عمل أو بحثا عن فرص للاستثمار، ولا مجال لإنكار تلك الصعوبات التي نشيرإليها، لأنها حقيقة واضحة، فهناك غياب كامل أو جزئي - بحسب الحال - لخدمات أساسية في حياة كل مدني متحضر ، مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي والاتصالات والرعاية الصحية والتعليم والأمن والطرق والمطارات والموانئ والسلع الأساسية والصيانة وسلاسل المطاعم الشهيرة والجهاز الضريبي المحترف.
وهناك أيضا غياب للأعمال الحرفية الجيدة اللازمة لدوران عجلة الحياة اليومية ، مثل السباكة والنجارة والميكانيكا والكوافير رجالي وحريمي والخباز والسمكري ومهندس صيانة الكمبيوتر ومهندس برمجة الكمبيوتر ومهندس اعمال الشبكات والانترنت ، وغير ذلك من الأعمال والمهن الحيوية في حياة كافة المجتمعات.. فكل أوجه النقص المشار إليها حقيقة مؤلمة ، ولكن لولاها لما كانت افريقيا مكانا خصبا للعمل وللاستثمار الجيد أيضا، ولما احتاجت أفريقيا إلى القادمين إليها من أجل العمل أو من أجل الاستثمار ، وإذا لانطلقت أفريقيا ودولها منذ سنوات بعيدة.
إننا في مصر نتطلع إلى الكثير داخليا وخارجيا ، ولذلك وجب علينا أن نسعى إلى تصحيح بعض مفاهيمنا التي تتحكم في طاقاتنا وتوجهها او تحجبها ، بينما يعاني الداخل المصري من البطالة المقنعة ومن البطالة الحقيقية، فهناك مفهوم تفضيل ما كان قريب المسافة من العمل وإيثاره على غيره ، ولو كان البعيد أغنى وأعلى، ومن هذه المفاهيم عدم السفر ، وعدم الصبر على العمل في الخارج ، والاحتفاظ بالمال سائلا في حسابات جارية او في ودائع على الأكثر دونما استثمار في عقار أو غيره أو تجارة ، والإنفاق بلا حساب وبلا نظام ، والإنجاب بلا خطة تتيح التعليم والصحة والرعاية لجميع الأولاد والبعد عن الرياضة والاستغناء عنها ، وغير ذلك من القيود - إذا جازت التسمية - التي تكبل خطوات المجتمع وتعيقه عن كل تقدم.
علينا في مصر أن ندرك مجددا وكل يوم ، أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة.. علينا أن نتذكر ان الراحة لا تنجز عملا ولا تحقق هدفا ، ولكن الكد والتعب والترحال يكشفون أغلى ما فى الإنسان ويقدمون إليه المعرفة والخبرة الهامتين لرقي الانسان ولحياته . كما يقدم الكد والتعب والترحال المال والمكاسب المادية والأمان المالي والنجاح والصعود إلى طارقي أبوابهم دون غيرهم.
دعونا في مصر ننظر بأعين مختلفة إلى الحياة في أفريقيا والى العمل فيها والى مساحات الاستثمار الواعدة فيها ونقدم عليها دون تردد . فكل تردد الآن في الأقدام على فرص العمل وعلى فرص تطوير الذات وتحقيق الثروات سوف يكون غالي الثمن وأشد قسوة مما يمكن تجاهله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة