تعد شركة "هواوى" واحدة من أنجح التكتلات الصينية فى العصر الحديث، حتى أنها تجاوزت شركة آبل، مؤخرا، باعتبارها ثانى أكبر مورد للهواتف الخلوية على مستوى العالم. وكجزء أساسى من مبادرة "طريق الحرير الرقمية" فى بكين، تقول الشركة إن خدماتها تستخدم فى أكثر من 170 دولة.
ومع ذلك، فإن هواوى تثير تدقيقا متزايدا من قبل الحكومات حول العالم التى تشعر أن الشركة الصينية ربما لها صلات بأجهزة الأمن الصينية. هذه المخاوف دفعت عددا من الحكومات إلى وضعها قيد الفحص والتدقيق، لاسيما وسط قلق خاص بشأن التكنولوجيا التى تستخدمها فى تحديث شبكات الهواتف المحمولة من الجيل الخامس G5.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، الأمريكية، أن ألمانيا تبحث سبل حظر استخدام منتجات شركة هواوى، فى البنية التحتية للاتصالات لديها، ذلك بحسب مسئول من الحكومة الألمانية. وقال المسؤول الذى تحدث للصحيفة، الخميس، إن برلين تدرس تشديد المتطلبات الأمنية الحالية لبناء ما يسمى بشبكات الجيل الخامس المقبل للاتصالات المتنقلة فى ألمانيا بطريقة تجعل من المستحيل على المشغلين استخدام معدات هواوى.
الخطوة الألمانية تعنى توسع ردة الفعل الغربية ضد شركة التكنولوجيا الصينية بسبب مخاوف أمنية تتعلق بصلاتها بأجهزة الأمن الصينية. وتشكل خلفية "هواوى" عامل قلق آخر لدى بعض الحكومات وعلى رأسها الولايات المتحدة وكندا وبولندا واستراليا ونيوزيلاندا، إذ تأسست الشركة من قبل رين زينجفى، وهو مهندس سابق لدى جيش التحرير الشعبى الصينى، فى الثمانينيات، وأصبح سيئ السمعة لثقافته الشبيهة بالجيش.
وعلى الرغم من أن الشركة المملوكة للقطاع الخاص تنكر وجود أى تهديد للتجسس وتقول إنها تعمل فى ظل سيادة القانون فى البلدان التى تعمل بها، فقد تزايد الضغط على الشركة فى الآونة الأخيرة، حيث دفعت الولايات المتحدة حلفاءها للتفكير مرتين فى استخدام تقنية هواوى.
وكان وزير الدفاع البريطانى جافن ويليامسون حذر من التجسس الصينى على البريطانيين عبر شركة هواوى، وتشكل الولايات المتحدة ونيوزيلندا وأستراليا وبريطانيا وكندا فى التحالف المخابراتى Five Intelligence Eyes لحظر شركة هواوى من المشاركة فى شبكاتهم الجديدة من الجيل الخامس.
كما حثت بولندا حلف شمال الأطلسى "الناتو" على التنسيق معها ضد تحديات الأمن السيبرانى التى تمثلها الصين، وردد وزير الداخلية البولندى دعوة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، لإقصاء شركة هواوى وغيرها من مصنعى الأجهزة الصينية من أنظمة الاتصالات داخل بلدانهم.
وانضمت وارسو إلى الجهود الأمريكية فى الضغط على حلفائها فى الناتو لتنسيق جهودهم فى مواجهة التحديات الأمنية التى تشكلها الصين، ذلك بعد القبض على رجل صينى وآخر بولندى فى اتهامات تتعلق بالتجسس لصالح بكين. ودعا وزير الداخلية البولندى، يواكيم برودزونسكى، الحلفاء إلى إقصاء تكنولوجيات هواوى وغيرها من مصنعى التكنولوجيا الصينيين من أنظمة الاتصالات داخل بلدانهم.
كانت السلطات البولندية قد ألقت القبض على موظف صينى فى شركة هواوى ومواطن بولندى متخصص فى الأمن الإلكترونى لاتهامهما بالتجسس وهو ما يعمق الجدل بشأن الانتقادات الغربية لشركة تكنولوجيا الاتصالات الصينية العملاقة. وتقول أجهزة المخابرات الأمريكية إن هواوى على صلة بالحكومة الصينية وإن معداتها ربما يكون بها "أبواب خلفية" للتجسس.
عدد الردود 0
بواسطة:
فتحى محمد
حرب اقتصادية ضد الصين
جميع اجهزة الاتصالات المتقدمة فى الشركات العملاقة بدول العالم بها تقنيات يمكن استخدامها للتجسس وليس هواوى فقط، حتى وسائل التواصل الاجتماعى لم تخلو من السطو على بيانات المستخدمين ، والعالم الغربى منزعج من التقدم الصينى ومايحدث هو حرب اقتصاديه على الصين تتبناها امريكا