لا حديث فى أوروبا سوى الخروج المنتظر لبريطانيا من الاتحاد الأوروبى، وسط حالة من الانقسام الشديد تسود الأوساط السياسية والشعبية حول هذا الخروج، الذى سيكون له العديد من التداعيات الاقتصادية والرياضية بجانب مجالات أخرى.
يأتى هذا فى الوقت الذى تعالت فيه الأصوات لإجراء استفتاء جديد لتجنيب لندن "سيناريوهات الفوضى"، بعدما أظهر استفتاء أجرته بريطانيا منذ ثلاث سنوات رغبة 52% من الشعب البريطانى فى الخروج من الاتحاد الأوروبى، علماً بأن نتيجة الاستفتاء ستدخل حيّز التنفيذ فى 29 مارس 2019.
وفى ظل اقتراب موعد الرحيل المقرر لبريطانيا عن الاتحاد الأوروبى يخشى البعض من الانسحاب الفوضوى للدولة البريطانية، التى يمكن أن يؤدى إلى إغلاق الموانئ وتعطل المطارات ونقص الطعام والدواء، كما ينتظر أن تخسر بريطانيا 50 مليار دولار نتيجة هذا الخروج.
تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى لن يتوقف عند الاقتصاد فقط بل سيمتد إلى الرياضة أيضاً، حيث يخطط الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم لتقليص عدد اللاعبين الأجانب فى فرق الدورى الممتاز "البريميرليج" من 17 إلى 12 لاعباً، فى ظل الرغبة فى التعامل مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى ولزيادة عدد اللاعبين المحليين.
الدورى الإنجليزى أكثر المتضررين من نتائج الاستفتاء
أندية الدورى الإنجليزى الممتاز "البريميرليج" أكثر المتضررين من نتائج الاستفتاء، بعدما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى"، فى وقت سابق، أن أكثر من 300 لاعب أوروبى فى الدورى الإنجليزى الممتاز ودورى الدرجة الثانية والدورى الأسكتلندى الممتاز ستعانى عدم الوفاء بالمعايير المفروضة للتعاقد مع لاعبين من خارج الاتحاد الأوروبى، حال خروج بريطانيا من هذا الكيان، وهو ما حدث بالفعل.
ويملك 13 فريقاً فى الدورى الإنجليزى الممتاز "البريميرليج" أكثر من 12 لاعباً أجنبياً، أبرزها ليفربول المحترف ضمن صفوفه اللاعب المصرى محمد صلاح.
محمد صلاح في مباراة ليستر سيتي ضد ليفربول
وتقتضى لوائح رابطة الدورى الإنجليزى ضرورة الحصول على تصريح عمل بالنسبة للاعبين خارج الاتحاد الأوروبى، حيث يمنح فى حال تجاوز اللاعب على الأقل نسبة 75% من إجمالى المشاركات الدولية لمنتخب بلاده فى آخر عامين، فضلاً عن كون هذا المنتخب ضمن أفضل 70 على مستوى العالم.
وفى المقابل، تؤمن بعض الأصوات الأخرى بأن هذا الخروج من الممكن أن يفسح المجال لجيل جديد من اللاعبين الصاعدين البريطانيين.
مستقبل فراعنة الدورى الإنجليزى مهدد
وبات مستقبل المحترفين المصريين فى مختلف الأندية الإنجليزية مهدداً فى ضوء تقليص عدد اللاعبين الأجانب بداية من الموسم المقبل، حال إقراره من الاتحاد الانجليزى لكرة القدم، ويتواجد محمد صلاح فى نادى ليفربول، محمد الننى فى أرسنال، ورمضان صبحى فى هدرسفيلد تاون والمعار حالياً للنادى الأهلى.
ليس هذا فحسب، بل يسود القلق حول تأثر قوة وشعبية الدورى الإنجليزى الممتاز "البريميرليج" بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، لاسيما أن لاعبين مثل نجولو كانتى وألفارو موراتا وهازارد وماركوس ألونسو فى تشيلسى، وروميلو لوكاكو ودافيد دى خيا ومروان فيلاينى فى مانشستر يونايتد، وألكسندر لاكازيت ومسعود أوزيل فى أرسنال سيدخلون ضمن اللاعبين الأجانب، وبالتالى بات يتعين على أندية "البريميرليج" الاستغناء عن العديد من لاعبيها التزاماً بقرار الاتحاد الإنجليزى المنتظر.
محمد الننى لاعب أرسنال
كما يخشى المراقبون تراجع القيمة التسويقية لمسابقة الدورى الإنجليزى بسبب رحيل النجوم، الأمر الذى سينعكس بالسلب على أسعار حقوق البث.
وكان جميع اللاعبين الذين يحملون جوازات الاتحاد الأوروبى يمكنهم اللعب فى الدورى الإنجليزى دون قيود أو نسب محددة، إلا أن هذه الأمور ستتغير بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة