قضاء وقدر ولا مؤامرة.. كيف تولى الخديوى إسماعيل حكم مصر؟

الجمعة، 18 يناير 2019 02:00 م
قضاء وقدر ولا مؤامرة.. كيف تولى الخديوى إسماعيل حكم مصر؟ الخديوى إسماعيل
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مثل هذا اليوم منذ 156 عاما، وبالتحديد فى 18 يناير 1863، تولى الخديوى إسماعيل حفيد محمد على باشا الكبير، عرش مصر ليكون بذلك الحاكم الخامس من الأسرة العلوية الذى يتولى البلاد، وأول من يلقب بالخديوى من حكام مصر.
 
تولى "إسماعيل" الحكم بعد وفاة عمه الوالى محمد سعيد باشا، لكن وفقا لما تذكره العديد من المراجع والمصادر التاريخية، فإن "إسماعيل" لم يكن والى عهد حكم سعيد باشا، بينما كانت أخوه الأمير أحمد رفعت، هو والى العهد،  كونه الابن الأكبر لإبراهيم باشا أكبر أبناء الوالى محمد على باشا، لكن حالت وفاته فى حادث قطار فى 15 مايو من عام 1858، دون ذلك ومن ثم نقلت سلطة البلاد لشقيقه إسماعيل، فهل هذا مجرد حادث من ترتيب القدر، أم أن مؤامرة احيكت من أجل ذلك.
 
الحادث الذى توفى فيه الأمير أحمد رفعت، كان بعدما أقام سعيد باشا وليمة كبيرة بالإسكندرية، دعا إليها جميع أمراء الأسرة، بمن فيهم ولى العهد أحمد رفعت باشا، وبعد انتهاء الوليمة عاد "ولى العهد" وبصحبته الأمير عبد الحليم بن محمد على وبعض رجال الحاشية بقطار خاص إلى القاهرة، وتصادف عند وصول القطار إلى كوبرى كفر الزيات أن الكوبرى كان مفتوحاً لمرور السفن، فسقط القطار فى النيل وغرق كل من فيه إلا الأمير عبد الحليم باشا.
 
ويذهب البعض أن الأمير أحمد رفعت كان ضحية مؤامرة متقنة، حيث كان سعيد باشا  يفضل عليه إسماعيل، ويعتبره خير سند لإدارة شئون البلاد من بعده، حتى إنه عندما سافر "الباشا" إلى الحجاز، آدار إسماعيل البلاد حتى رجوعه، وأعجب سعيد بإدارته فعينه سردارا على الجيش المصرى، وعهد إليه بإخماد الفتنة بين بعض القبائل السودانية فوفق إسماعيل فى ذلك. 
 
وبحسب كتاب " مصر من تالت - حواديت من المحروسة" للكاتب مؤمن المحمدى، فأن إسماعيل وسعيد تأمروا على الأمير رفعت، من أجل تولى إسماعيل، أو على الأقل قام أحدهما بتلك العملية، وأشار المؤلف إلى أن الأراء التى تذهب بأن سعيد وإسماعيل قاموا بتلك العملية من التخلص من رفعت، استشهدوا بوضع إسماعيل فى فترة حكم سعيد، حيث ولى الوالى إلى إسماعيل رئاسة مجلس الأحكام، وهى أكبر هيئة قضائية حينها، كما أنه بعثه لمقابلة نابليون الثالث حاكم فرنسا، لمناقشة دور مصر فى حرب القرم، وبعثه أيضا لمقابلة بابا الفاتيكان، وبعثه فى حملة لإخماد ثورة القبائل فى السودان، مشيرا إلى أن بنت الأمير أحمد رفعت، ظلت طوال الوقت تعامل عمها إسماعيل باعتباره السبت فى موت والدها.
 
بينما يذكر كتاب " القاهرة ومافيها حكايات ، أمكنة ، أزمنة" للكاتب والروائى الراحل مكاوى سعيد، أن من الروايات التى تذكر حول وفاة "رفعت" هى ان كوبرى كفر الزيات تم نسيانه مفتوحا سهوا فسقط القطار فى النيل، ولم يستطع السائق إيقافه، فيما تقول رواية أخرى وهى الأقرب للتصديق بحسب وصف الكاتب بأن الكوبرى لم يكن أنشئ بعد، وأن القطارات كانت تجتاز النيل عند كفر الزيات فى معدية تنقل عرباتها ثلاثا ثلاثا مع ترك الخيار للركاب فى النزول اتقاء للخطر او العبور فيها، وأن الأميرين رفعت وحليم، كانا فى عربة واحدة خيرا فأبيا إلا البقاء فى العربة وعبور النيل وهى تقلهما، وأن المنوط بهم أمر نقل العربات إلى المعدية دفعوا بعربتهما بقوة إليها إظهارا لنشاطهم وغيرتهم، فتدحرجت عنها إلى النهر، وغرقت فيه، أما الأمير أحمد رفعت وكان بدينا فلم يستطيع الوثوب من النافذة إلى الماء، فأخرج ميتا مخنوقا، أما الأمير حليم فكان خفيف الجسم، متمرن العضلات، فإنه وثب من النافذة إلى الماء واجتازه سباحة، لكن ذلك لا يمنع أن نميمة انتشرت بأن الأميرين إسماعيل وحليم اشتركا فى مؤامرة للتخلص من رفعت حتى يخلص العرش إلى إسماعيل.
 
وكان الدكتور محمد عفيفى، أستاذ التاريخ الحديث، بجامعة القاهرة، قال فى تصريحات سابقة لـ"اليوم السابع، إنه لا يعتقد أن يكون الخديوى إسماعيل وقف خلف الحادث، مشيرا إلى التاريخ ملىء بالأساطير والشائعات غير المؤكدة، لافتا إلى أن أغلب المراجع التاريخية لا تحمل تأكيد على تلك الشائعة، وإنه شخصيا لا يؤيدها، موضحا أن الخديوى إسماعيل  لم يكن شخصا ساديا أو متآمرا، على حد تعبيره.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة