هناك اتفاق على أن مستخدم فيس بوك وتويتر هو الذى يقدم بنفسه وبإرادته المعلومات التى تخصه، ومن خلال هذه المعلومات تتكون صورة عن الشخص ومزاجه واهتماماته وهواياته، وحتى تحركاته ولقاءاته وأصدقائه وعائلته. ماذا يحب أو يكره. ولا ينتهى الأمر عند هذا، فهناك أدوات وتطبيقات للتحليل تعيد بناء هذه المعلومات لأهداف تجارية، وحتى الصورة أصبحت تمثل عنصرًا مهمًا، ويعرف مستخدمو فيس بوك أن الموقع يقدم للمستخدم أى صور يظهر فيها هو أو من يشبهه. وأيضًا يفاجأ بعض المستخدمين أنهم أمام إعلانات على صفحاتهم تتعلق بسلع أو أنشطة سألوا أو تحدثوا عنها.
هناك أيضًا نوعيات من الأسئلة والتطبيقات تبدو كنوع من اللعب والتسلية، منها ماهى وظيفتك بناء على ملامحك ومواصفاتك حيث يطلب بعض الإجابات عن أسئلة يعيد تحليلها لينتج صورة أو مهنة أو هواية. وغالبا ما تجذب هذه الأسئلة والتطبيقات نجوما، يسير وراءهم مستخدمون من سكان العالم الافتراضى، للتقليد أو للمشاركة مع غيرهم.
وآخر هذه الموضات على فيس بوك «تحدى السنوات العشر» الذى اجتاح وسائل التواصل وفتح مجالا لحالة من الحنين، ويقضى التحدى بأن ينشر المستخدم صورة له قبل 10 سنوات مع صورة له الآن، لمعرفة الفوارق التى طرأت على شكله خلال هذه السنوات. وقد شارك فى التحدى نجوم مصريين وعرب وغربيين، واجتاح مواقع التواصل الاجتماعى وسار وراءهم مستخدمون من فئات مختلفة تشبها أو بالعدوى أو ممارسة للحنين.
وهو تحد مثل غيره، لكن مع الأحداث الأخيرة التى أحاطت بموقع فيس بوك أبدى بعض خبراء التقنية والسوشيال ميديا تخوفا، من أن يكون وراء هذه الحملة أهداف غير نبيلة.وقالت خبيرة التقنية كيت أونيل، إن التحدى «طريقة خبيثة» من «فيس بوك» لجمع أكبر عدد من المعلومات والصور عن تطور أشكال سكان العالم خلال 10 أعوام. وإن هذه البيانات ستجمع لتكوين قاعدة تستخدم فى تقنية «التعريف بالوجه»، لجمع معلومات عن المستخدمين، بهدف تحقيق فائدة تجارية مع شركات الإعلانات.
وقالت «كيت» إن هذه المعلومات يمكن أن تفيد شركات الإعلانات فى تحديد شكل منتجاتها وفقا لأشكال المستهلكين وأعمارهم، وهو ما قد تجنى «فيس بوك» من وراءه ثروة طائلة. وأمعنت الخبيرة فى التحليل وقالت إن بإمكان «فيس بوك» بيع البيانات لشركات التأمين الصحى، حتى تستعملها لتقييم التطور العمرى للأشخاص، وعلى أساسه تقرر التأمين على الأشخاص من عدمه.
بالطبع فإن هذه الأفكار مجرد نظريات، ومع هذا تجد انعكاسات لها مع تاريخ «فيس بوك» العامر باتهامات فى جمع المعلومات عن المستخدمين دون استئذانهم، أو علمهم. مثلما حدث فى تسريب حسابات لصالح شركة كامبريدج أنالاتيكا فى بريطانيا أثناء الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وهى الاتهامات التى تكررت بدرجات مختلفة، وخضعت الشركة لتحقيقات فى الكونجرس الأمريكى.
وقبل ذلك اتهم بعض الخبراء حملات طلب النكز والتعليقات بأنها كانت أيضا محاولة لزيادة أعداد المعلقين لتنشيط الشبكة ولأهداف تجارية إعلانية. لكن شركة فيس بوك لم تصمت أمام هذه الاتهامات وردت على الاتهامات الموجهة إليها بالتأكيد «أنه لا علاقة لها بتحدى العشر سنوات، وهو من صنع المستخدمين، وبدأ بشكل تلقائى من دون أى تدخل منا»، وفق ما ذكرت «الإندبندنت» البريطانية. وأضافت «فيس بوك» أن مشاركة الملايين عبر العالم فى تحدى السنوات العشر، على نطاق واسع دليل على المتعة التى يجدها المستخدمون فى فيس بوك، وهذا كل شىء».
رد فيس بوك أثار ردا من مستخدمين، أشاروا إلى حالات تعد سابقة على بياناتهم من دون علمهم، وأبرزها تسريب حسابات لصالح شركة كامبريدج أنالاتيكا فى بريطانيا. لكن هذه الاتهامات والمجادلات لم تمنع ملايين من مستخدمى فيس بوك وتويتر وإنستجرام من الانخراط فى التحدى، لكسر الجمود والملل. خاصة أن هذه الموضات تمثل نوعا من اللعب، وفى كل الحالات فإن أحدا لا يمكنه منع فيس بوك وغيرها من شركات التواصل، أو تحليل المعلومات من التعرف على تفاصيل حياة مستخدمين يقدمون كل شىء بإراداتهم الكاملة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة