عندما ظهرت فكرة مجموعات الألتراس فى مصر، منذ أكثر من عشر سنوات، أكد مسؤولو تلك المجموعات أنهم لن يشتركوا فى العمل السياسى، لأن هدفهم الرئيسى يكمن فى تشجيع النادى الرياضى الذى ينتمون له، إلا أن ما حدث بعد ذلك كان مغايرا تماما بعد دخول تلك الجروبات فى المعادلة السياسية ليقلب موازين «الفكرة الأم» لهذه المجموعات فقد خرجت عن نطاق الهتاف والصيحات داخل مدرجات الملاعب الكروية، بعد دخول ملعب السياسة.
فى البداية كنت من أكثر المعجبين بتلك الجروبات لأنهم بالفعل أعطوا للتشجيع الرياضى طعمًا جديدًا فى بث روح المنافسة بين الأندية حتى أن معظمهم باختلاف انتماءاتهم سواء للأهلى أو الزمالك كانوا أصدقاء خارج ساحة مدرجات التشجيع، وكانت دخلاتهم الكروية لها مذاق خاص فى الإبداع، لكن ما حدث بعد ذلك عقب اختراقهم من الجماعات الإرهابية جعلنى أعيد حساباتى صوب الإعجاب بتلك المجموعات، وتحديدا بعدما نجحت جماعة الإخوان تحديدًا فى خطف العديد من هؤلاء الشباب ذهنيا، مستغلين أن معظمهم ينتمى إلى فئة عمرية صغيرة فى مرحلة الثانوية العامة، بحثًا عن السيطرة على المشهد السياسى داخل مصر، وبالفعل وقع البعض «فريسة» لتلك المحاولات، حتى خرجوا عن نطاق التشجيع المثالى، وبدأت تظهر ألفاظ خادشة للحياء وهتافات تستهدف إثارة الرأى العام وخدمة بعض الجهات والأفراد، كما سقطوا فى «فخ» العنف واقتحموا اتحاد الكرة ناديى الأهلى والزمالك أكثر من مرة وأشعلوا الشماريخ والنيران فى المبانى، لدرجة أنهم أصبحوا لا يحترمون الكبير ولا الصغير، ففى إحدى المرات كان «وايت نايتس» متواجدا فى مركز شباب إمبابة لتشجيع فريق الناشئين بالزمالك وبعد خروجهم من الملعب قاموا بتكسير السيارات الموجودة فى محيط المركز دون أسباب، وعندما حاولنا التحدث معهم كانت الردود فى منتهى الوقاحة.
أذكر هذه المشاهد لأننا اليوم نستعد لتنظيم أمم أفريقيا 2019، وكما قلت فى المقال السابق، نتمنى جميعًا أن نرى الأسر المصرية فى المدرجات مثلما كان الحال فى بطولة 2006 قبل ظهور جروبات الألتراس من الأساس، وهنا أوجه تحذيرا بضرورة اليقظة حتى لا نمنح الفرصة لتلك المجموعات للظهور من جديد، فيجب علينا جميعا التكاتف لاستعادة زمن الأخلاق فى المدرجات والتصدى لكل الأفكار السامة التى تداهم مجتمعنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة