"وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ" ، وقال تعالى: "لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ"، بهذه الآيات بدأ رجال الدين وأئمة الأزهر والأوقاف حديثهم عن غلاء المهور وأسعار الذهب ومواجهة العنوسة خلال مبادرة نظمتها عائلة المجانين بقرية البارود التابعة لمركز المراغة محافظة سوهاج.
وقال عبد الستار المهيرى، مدرس بالأزهر، وصاحب مبادرة "تيسير الزواج"، أحد أفراد عائلة المجانين بقرية البارود، بدأنا الفكرة عندما لاحظنا ارتفاع أسعار الذهب، والمغالاة فى المهور وظروف الشباب الصعبة، وطلبات أهل العروسة الكثيرة والمشقة على الشباب المقبلين على الزواج، وخاصة محافظات الصعيد الذين يلتزمون بالعادات والتقاليد والأعراف، ولا يحيدون عنها حتى مع الفقراء الذين يتكبدون "تحويشة العمر" دون مراعاة لظروفهم.
وأضاف فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع": فى البداية قمنا بجمع شباب وشيوخ ورجال عائلة "المجانين"، وعملنا على نبذ الخلافات ما بيننا والتفكير فى الصالح العام وصالح العائلة والقرية، وعقدنا عدة جلسات تمهيدية إلى أن توصلنا لاتفاق، ونظمنا جلسة نهائية وضعنا خلالها شروطا بسيطة بحكم حساسية الموضوع بالنسبة لقرية وخاصة الصعيد.
وشارك فى الجلسة قيادات وشيوخ أزهريين ورجال دين، وأكثر من 200 شخص بقيادة الشيخ أحمد أحمد محمد عبدالعال، مفتش سابق بالأوقاف، والشيخ يوسف صابر عبدالنعيم، إمام وخطيب بالأوقاف، ومحمد عبداللاه محمد- رئيس قسم الشئون الهندسية سابقا، وخالد مصطفى منصور، مدير الشئون القانونية بمجلس مدينة المراغة، والدكتور محمود عبدالموجود عبدالنبي، مدرس بكلية الدراسات الإسلامية بقنا، وأشرف معبد أحمد - معلم بالأزهر الشريف، وأيمن أبوالعباس أحمد، وكيل معهد بالأزهر الشريف، والشيخ محمود السيد سعد- إمام وخطيب بالأوقاف، وعثمان عبدالشكور عثمان - ناظر معهد بالأزهر الشريف، وكل من الشيخ الأباصيرى فرغلى عبدالنعيم، ونورالدين أحمد أحمد، وخيرى أحمد أحمد، معلمون بالأزهر الشريف، وإبراهيم محمد عبداللاه - حاصل على ليسانس الدراسات الإسلامية، والمهندس سعد السيد سعد، بالبترول، وصفوت عبدالحفيظ، وعلى شكري، مقاولان بالمعمار.
كما تواصلنا بين شباب وكبار العائلات الأخرى المؤثرين فى عائلاتهم، لعرض الفكرة عليهم ومناقشة تطبيقها، وسننوه عنها بخطب الجمعة، فضلا عن طباعة ما يقرب من 500 مطبوع تحتوى على ما تم الاتفاق عليه خلال الجلسة، وسيتم توزيعها أمام المساجد وعلى الشباب والأهالى فى الشوارع، ومن العوامل التى ستساعد على نجاح المبادرة أن القرية بها نسبة تعليم كبيرة، وخاصة التعليم الأزهرى، مؤكدا أنه يسعى لتطبيق المباردة بالقرية كلها لأهميتها ولما لها من دور كبير فى توفير النفقات على العروسين، ومنع الشباب من الانحراف، وكذلك العنوسة.
وأكد، سننظم حملة نسائية من الشابات المثقفات للمرور على المنازل ويطرقن الأبواب لتوضيح أهمية المباردة لربات البيوت ونساء القرية، وأنها لصالح العروسين.
وشكر الشيخ أحمد أحمد محمد عبدالعال، مدير عام سابق بالأوقاف، "اليوم السابع" على اهتمامها بالقضايا الاجتماعية، وقال إنه تم الاتفاق ووضع بنود هذه المبادرة من خلال مناقشتها فى الاجتماع الأسبوعى للعائلة، وتم عرض كل الأفكار والمقترحات واختيار أيسر البنود التى تعود بالفائدة على العروسين من توفير للنفقات والمصاريف المرهقة لهما، استمرت المناقشة ما يقرب من شهر حتى تمت صياغتها بهذه الصورة التى خرجت للنور.
وأضاف أن المبادرة ستنجح بإذن الله بالتعاون والتكاتف بين الجميع وسيستفيد منها قطاع كبير من أهل القرية والقرى المجاورة، ومن الممكن تعديل هذه المقترحات أو إلغاء أى بند منها، وعرضنا المبادرة على باقى عائلات القرية، وفى انتظار آرائهم ومقترحاتهم لتعم الفائدة على جميع أبناء القرية المقبلين على الزواج.
واتفق اجتماع بيت العائلة على الآتى:
1- إلغاء النيش بكامل مشتملاته ومحتوياته على الطرفين.
2- إلغاء السفرة.
3- إلغاء حجرة الأطفال ومشتملاتها.
4- إلغاء عشاء أهل العروسة، وألا يزيد ما يدفعه العريس لأهل العروسة على 8 آلاف جنيه.
5- الاقتصار على 7سيارات لنقل جهاز العروسة مع إلغاء السيارة الخاصة بالدى جي، والتأكيد على التزام الشباب بالأعراف والتقاليد والآداب السائدة فى البلدة.
6- إلغاء صندوق الساقع فى مواجب الأفراح والاكتفاء بنقطة توضع فى مظروف مؤقتًا لتقليل الخسائر من بيع الصناديق بعد الفرح بأقل من سعرها بكثير .
7- تقليل عدد صوانى عشاء ليلة الدخلة، والاكتفاء بعشاء ليلة الدخلة فقط وتقليل بقية الطلبات.
8- إلغاء ليلة الحنة بكل ما فيها من كوافير ودى جى وخلافه، والعودة إلى عادات الأجداد من ذهاب نساء أهل العريس فقط لأهل العروسة.
9- عدم إقامة الأفراح فى قاعات الأفراح توفيرًا للنفقات .
10- الاقتصار فى الملابس والمفروشات والأجهزة والأوانى على المستخدم منها فقط.
- هذه البنود ملزمة لجميع أبناء العائلة المقدمين على الزواج، وليست ملزمة على من أنهى اتفاقه قبل هذا الاجتماع، ويدعو أبناء العائلة جميع عائلات البلدة للمشاركة فى هذه المبادرة وتقديم اقتراحات أخرى للتيسير على الشباب وأولياء الأمور.
الشيخ أحمد أحمد محمد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة