مصر دولة محترمة، ولما لا، فالمصريون أول من أعلوا من شأن الضمير، والإنسانية، قبل هبوط الرسالات السماوية، بما لا يقل عن ألفى عام.
لذلك فإن مصر، وعبر تاريخها الطويل، لم تعرف الخيانة، والغدر، والتعدى على حقوق الآخرين، وكل حكامها، أعلوا من شأن القيم العليا للمبادئ والأخلاق والشرف فى التعامل مع كل الدول، باستثناء ما حدث فى عهد الخائن الإخوانى محمد مرسى العياط، ونظرًا لأن قيمه وأفكاره الإخوانية الغدارة، لفظه المصريون بعد عام واحد فقط، من تسلله كاللص فى الليلة الظلماء، ليجلس على كرسى الحكم فى قصر الاتحادية..!!
وأظهرت مصر، احترامها وإخلاصها، وأيضًا دورها الريادى فى دعم شقيقاتها، متجاوزة كل الصغائر، وكان آخرها، ما أعلنته على لسان عبدالفتاح السيسى، عن دعمها ومساندتها لأمن واستقرار السودان الشقيق، وذلك خلال زيارة محمد الحسن الميرغنى المساعد الأول للرئيس السودانى، فى الخامس من الشهر الجارى، ولقائه الرئيس..!!
«السيسى أكد دعم مصر الكامل لأمن واستقرار السودان، كونه جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى.. وأن مصر مهتمة بمواصلة تعزيز التعاون المشترك بين البلدين على مختلف الأصعدة، فى ضوء الروابط التاريخية الوثيقة والعلاقات المتميزة التى تجمع بين البلدين الشقيقين حكومة وشعبًا»، والتأكيد أيضًا على أهمية إتمام مشروع الربط الكهربائى بين البلدين، والدراسات الخاصة بمشروعات السكك الحديدية، وتعزيز النقل النهرى».
ورغم ما حدث فى سير التفاوض حول «سد النهضة» الأثيوبى، وموقف النظام السودانى الداعم لأديس أبابا، إلا أن مصر وبمجرد أن تعرض الأمن القومى السودانى للخطر، من خلال الأحداث التى يشهدها الشارع فى جنوب الوادى، سارعت مصر معلنة عن دعمها ومساندتها القوية لأمن واستقرار السودان الشقيق، فى رسالة لكل من يحاول أن يعبث أو يدس أنفه لتأجيج الأوضاع، وتكرار سيناريو سوريا وليبيا واليمن والعراق..!!
عكس موقف قطر، الدويلة الحقيرة، التى أعطت الإشارة لوسائل إعلامها بقيادة «الجزيرة والعربى» لبث كل ما يؤجج الشارع السودانى، وفتح أحضانها لكل المعارضين والداعمين لإثارة الفوضى، خاصة جماعة الإخوان الإرهابية، فى انقلاب دراماتيكى لموقف نظام الحمدين، بين إظهار التأييد والدعم الكامل للنظام السودانى طوال السنوات الماضية، وبين تأجيج وإثارة الفتنة، من خلال توظيف الأحداث الحالية فى الشارع، كخنجر تغرسه فى ظهر النظام، وأمن واستقرار السودان..!!
وهل ننسى زيارة «موزة» الشهيرة فى منتصف مارس 2017 إلى منطقة الأهرامات السودانية، التى يعود تاريخها إلى مملكة مروى، وألمحت إلى أنها الأقدم والأهم من أهرامات الجيزة، وبدأت قناة الجزيرة فى توظيف الزيارة لإشعال الفتنة بين الشعبين الشقيقين المصرى والسودانى، وأظهرت موزة، كما أظهر من قبلها زوجها حمد بن خليفة، وابنها تميم، مساندة ودعم قطر للسودان ونظام البشير بكل قوة..!!
لم يكن دعم قطر للأشقاء فى السودان من باب المساندة والدعم الإنسانى والأخوى، وإنما بهدف توظيفه لتأجيج الخلافات، وإشعال الفتنة بين المصريين والسودانيين، ومنح الضوء الأخضر لقناتى الجزيرة، والعربى، لإذاعة ما يثير الوقيعة، ويحدث تصدعات فى العلاقة بين البلدين الشقيقين، اللذان ما يجمع بينهما من علاقات تاريخية وروابط الأخوة والمصاهرة، أضعاف أضعاف ما يفرق ويحدث انشقاقا..!!
وكعادة نظام الحمدين، الساكن جينات أجسادهم، الخيانة والغدر، يلعبون الآن نفس الدور الذى لعبوه فى ليبيا على سبيل المثال، فبعدما كانوا يَّدعون تقديرهم واحترامهم وودهم الشديد ومساندتهم ودعمهم، للرئيس معمر القذافى، انقلبوا عليه بشدة بعد حراك الخريف العبرى، وكانوا أكثر من طالبوا برأس القذافى ونظامه، وشاركوا فرنسا، والناتو فى ضرب ليبيا، وحاولوا السيطرة على الثروات الليبية، من بترول وغاز..!!
والسبب الرئيسى لدعم نظام الحمدين، للقذافى، إشعال نار الفتنة بين ليبيا والمملكة العربية السعودية، وإحداث شروخ وتصدعات فى علاقة القذافى، وخادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتكشفت هذه المخططات مؤخرًا، ومن خلال الأحاديث التليفونية المسربة، والتى أذاعتها معظم القنوات الفضائية، ونشرتها الصحف العربية والدولية، بين حمد بن جاسم، وأيضًا حمد بن خليفة من ناحية، والقذافى، من ناحية ثانية..!!
أى أن دعم النظام القطرى لأى نظام له أهداف خبيثة، ولا يمكن لنظام الحمدين أن يمد حبال الود لأى نظام، إلا وإذا كان له هدف سياسى دنىء، لذلك كان يمد حبال الود، والدعم للنظام السودانى، لإشعال الفتنة مع القاهرة، والحق، أن النظام المصرى، استطاع أن يعى هذه المخططات القطرية الوقحة، وفوت كل الفرص على نظام الحمدين، لإشعال الفتنة بين المصريين وأشقائهم السودانيين..!!
وظهرت «معدن» مصر وقيمها الرفيعة، عندما تعرضت السودان لمحاولة خبيثة، تمس أمنها القومى، كان لمصر، صوتًا عاليًا وحاسمًا، يقول: أنا داعمة لأمن واستقرار السودان بكل قوة، بينما وجدنا العكس من النظام القطرى الحقير، والذى أطلق كلابه المسعورة، لتأجيج الأوضاع فى الشارع السودانى، بقيادة «الجزيرة»..!!
وتبقى مصر، وحكامها عبر التاريخ، يُعلون من شأن القيم والضمير الإنسانى، رغم أن السياسة لا تعترف سوى لغة المصالح فقط، لكن لا يمكن لمن عَّلم الضمير وصدره للعالم، أن يسير عكس اتجاه مبادئه..!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة