إنها قلوب الطيبين تلك التي خَلقهُا الله ليسكُن الناس إليها، إنها حبات اللؤلؤ البيضاء ، التي تتبعثر لو وجدت أحدهم حزين أو مهموم .. تلك النجوم التي تتلألأ في سماء دنيانا ، باحثة عن كتف موجوع لتسنده ، عن عين دَامِعة لتمسح حُزنها .
قلوب خلقها الله لتكون كالفاكهة الرطبة في صحراء دُنيانا القاحلة ، يُروى بها الظمآن ، وتنزل برداً وسلاماً على أكبادٍ مكوية ظُلماً وقهراً لِتُبدل حزنها فرح وهمها سعادة .
الطيبون يا سادة لا يُريدون جزاءً ولا شُكورا فقط يحلمون بالسلامِ والسكينة ، أتعجبُ جداً عندما أرى من يقتحم نقائها لينالَ منها ويكسر معاني العطاء فيها .
الطيبون هم أيادي النقاء في دُنيانا الزائفة هُم المودة والرحمة هُم العطاء بلا مُقابل ، لأجلهم يرزُقنا الله ، ولخاطرهم يُنزل علينا الغيث من السَماء .
الطيبون تنبعث منهم رائحة الحنين ، شوارعنا و الطرقات ، البيوت العتيقة وصوت الجدات ..
إنهم بحق نعمةٌ من رّب البريات ..
فاتركوهم فإنهم خلقوا لزمانٍ غير زماننا ..
فسلامٌ عليكم طبتم أيُها الطيبون وطابت بكم الحياة