"كلما ابتعدت عن مبنى المحافظة كلما انعدمت الخدمات".. هذا لسان حال قرى مركز ومدينة الصف بمحافظة الجيزة، التى طالما عانى أهاليها من نقص الخدمات وكثرة المشاكل، أهمها زيادة منسوب المياه الجوفية بسبب ترعة كوم امبو الخاصة بالصرف الصحى للقاهرة الكبرى، والتى دمرت الرقعة الزراعية بجميع القرى وأغرقت المنازل فى المياه، نظرا لارتفاع منسوب الترعى عن الأراضى المجاورة لها.
جولة بإحدى قرى الصف
"اليوم السابع" أجرى جولة ميدانية بقرية الشرفا إحدى قرى مركز ومدينة الصف بالجيزة، وهى نموذج للقرى المجاورة يتجمع بها خليط من المشاكل ما بين نقص الخدمات والمعاناه من التلوث المحيط بهم النابع من المصانع المنتشرة حولهم، بالإضافة إلى تدمير الرقعة الزراعية والتسبب فى خسائر كبيرة للفلاحين الذين بارت زرعاتهم وغيروا نشاطهم بسبب مياه ترعة كوم امبو.
عمدة الشرفا: الأراضى الزراعية غرقت فى مياه ترعة كوم أمبو
ويقول حمدى عكاشة، عمدة قرية الشرفا بالجيزة، أن أهم المشاكل التى تواجه سكان قرى الصف هى تشبع الأراضى الزراعية بالمياه ما أدى لتلف الزراعات وتدمير الرقعة الزراعية مشيرا إلى أن أكثر القرى تضررا قريتى الشرفا والمنيا، لافتا إلى أن سبب ارتفاع منسوب المياه هو ترعة كوم امبو المستخدمة لتجميه مياه الصرف الصحى للقاهرة الكبرى بغرض استخدامها فى زراعة غابات شجرية، وسوء تدبيشها وعيوب التنفيذ.
الطرق تتحول لمستنقعات فى الشتاء
وأضاف عمدة قرية الشرفا، لـ"اليوم السابع"، أن مشكلة المياه الجوفية تهدد المبانى بالانهيار وتسببت فى غرقها، خاصة فى فصل الشتاء حيث تظهر البرك والمستنقعات التى تنمو بها الحشائش والغاب.
تأخر مشروع الصرف الصحى يزيد من معاناة الأهالى
واوضح العمدة أن من بين المشاكل هى تأخر تنفيذ مشروع الصرف الصحى بالقرية، والذى يتم تنفيذه منذ أكثر من 8 سنوات كما تسبب فى تحطيم الطرق بالقرية وزيادة المعاناه دون تشغيله، مشيرا إلى أن تشغيل الصرف الصحى بالقرية سيقلل كثيرا من نسبة المياه الجوفية التى أغرقت المنازل ودمرت الزراعة، بالإضافة إلى رفع المعاناه عن الأهالى.
الوحدات الصحية لا تعمل
وقال عمدة قرية الشرفا، أن من بين المشاكل التى يعانى منها قرى الصف، هى نقص الخدمات بالوحدات الصحية، قائلا: الوحدات الصحية بها ممارس واحد فقط وينهى عمله الساعة 2 ظهرا، ولا تسعف أحدا.
نقص المقاعد وزيادة الكثافة بالمدارس أحد المشاكل
وتابع عكاشة: عدد سكان القرية 50 ألف نسمة و الكثافة فى المدارس عالية جدا ولذلك تبرعت بقطعة أرض لبناء مدرسة ثانوى واعدادى، وتم تنفيذها، ثم تبرعت بقطعة أخرى لبناء مدرسة إبتدائى ولكن لم يتم إنهاء الإجراءات لبدء البناء مطالبا بسرعة البدء فى التنفيذ، مضيفا أن نقص المقاعد بمدارس القرية أصبح أمر زاد من معاناه للطلبة.
وطالب أهالى القرية بإنشاء سجل مدنى لخدمة أهالى القرية والقرى المجاورة، ووحدة إطفاء خاصة بعد إلغاء النقطة الخاصة بالقرية.
الأمراض الصدرية تهدد حياة الأهالى
وبدوره قال أسامة الخلفاوى، أحد أهالى القرية، أن أهالى قرى الصف يعانون من الأمراض الصدرية بسبب التلوث الذى تسببه مصانع الأسمادة ومصانع العلف التى تتصاعظ أدخنتها بشكل مستمر لتغطى سماء القرية، فى ظل عدم رقابة وزارة البيئة على هذه المصانع بالإضافة إلى الروائح الكريهة التى تسببها المصانع.
نقص المقاعد وجلوس الطلبة على الأرض
وأكد لـ"اليوم السابع" أن أهم مشكلة بالقرية هى مشكلة الصرف الصحى، ورصف الطرق بالإضافة إلى نقص المقاعد بالمدرسة ما أدى لجلوس الطلبة على الأرض، مشيرا إلى أن الاهالى تبرعوا لشراء مقاعد للمدرسة ولكن لم يكفى وما زال هناك نقص، مشيرا إلى أن بناء مدرسة سيحل الازمة وان عمدة القرية تبرع بأرض لبناء مدرسة ابتدائى ولكن هناك تأخر فى إنهاء الإجراءات.
القمامة لم تجمع أبدا
وقال إنه ليست هناك أى إهتمام بجمع القمامة فلا يوجد أى جهود لجمع القمامة، مشيرا إلى أنهم فى حالة طلب الأهالى من الوحدة المحلية لرفع القمامة يكون الرد "المعدات عطلانة" ويضطر الأهالى إلى إلقائها فى أطراف القرية.
فلاح: أصبحت عاطلا بعد غرق الأرض
وقال أمين محمد إبراهيم، أحد أهالى القرية انه كان يعمل فى الزراعة ولكن بعد غرق الأرضى فى المياه الجوفية اصبح عاطل لا يجد أرض لزراعتها، مشيرا إلى أن أرضه نمت فيها الحشائش الضارة وأصبحت بركة مياه.
ترعة كوم أمبو أغرقت الأراضى الزراعية
وبدوره قال عادل بدوى، أمين نقابة الفلاحين بمركز الصف، أن أراضى المركز التى تصلح للزراعة أتلفتها مياه ترعة كوم امبو، وتسببت فى غرقها وفشلت كل الجهود، مشيرا إلى الترعة مخصصة لزراعة اكثر من 4 آلاف فدان غابات شجرية ولم يزرع منها إلا ألف فدان، و الحل الوحيد هو نقل الترعة.
الرى: 11 مصرفا تنقذ الأراضى لم ينفذ منها 10
من جانبه أكد المهندس عاشور راغب وكيل وزارة الرى بالقاهرة والجيزة، ان مياه الصرف الصحى المعالجة تسببت فى غرق عدد كبير من قرى مركز ومدينة الصف، لارتفاع منسوبها مشيرا إلى أن السبيل الوحيد لمنع ذلك وتقليل منسوب المياه، هو حفر مصارف أعلى سطح الأرض مشيرا إلى أنه من المقرر إنشاء 11 مصرف تم تنفيذ 1 فقط والباقى لم ينفذ.
واضاف وكيل وزارة الرى أن الأراضى المخصصة لإنشاء المصارف جزء منها فى ولاية الإصلاح الزراعى والجزء الأخر فى ولاية القوات المسلحة ولم يتم توفير الأرض حتى الان ، مشيرا إلى المصرف الذى تم تنفيذه نجح فى خفض منسوب المياه بإحدى القرى.
قرى الصف (1)
قرى الصف (2)
قرى الصف (3)
قرى الصف (4)
قرى الصف (5)
قرى الصف (6)
قرى الصف (7)
قرى الصف (8)
قرى الصف (9)
قرى الصف (10)
قرى الصف (11)
قرى الصف (12)
قرى الصف (13)
قرى الصف (14)
قرى الصف (15)
قرى الصف (16)
قرى الصف (17)
قرى الصف (18)
قرى الصف (19)
قرى الصف (20)
قرى الصف (21)
قرى الصف (22)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة